الأديب محمود الشمايلة..حيوات ابداعية في عمر واحد…

الأديب #محمود_الشمايلة..حيوات ابداعية في عمر واحد…
ا.د حسين محادين.

يا للدهشة وضرورة التفكر والاستدراك كأضعف الايمان ان شئتم.
ثمة #اشخاص عاديون في الظاهر بيننا، #متواضعون في نظرتهم للحياة وزيف مظاهرها وغياب عدالتنا فيها.. هم ساهمو الحواس نحونا كقراء..تأملاً ثاقباً في مفرادت يومياتنا الرتيبة التي لطالما غالبوا بابداعاتهم في سبيل تخليصنا من سطوتها.. ،ملتصقون بنا كأنفاسنا لكنهم سابقون لنا في رهافة حواسهم وتنوع الوان وبهاء سرديات ريٓشِهم، وتعدد انغام مظاهر تجلياتهم التي تُبحر عطراً عابرا على شجرة حواسنا..انهم #ورود #الاذواق الباذخة والملونة معاً…هؤلاء هم المبدعون الذين يعيشون #حيوات عديدة في عمر واحد..ومن اعمقهم محلية ووطنية الاديب إلراحل جسدا محمود الشمايلة..فهو من اصحاب القدرة الافتة على تجسيد هواجسنا، قسماتنا الواضحة كقلعة الكرك التي تعانقها قرية الثلاجة ومواكب القادمين رغم قلة عدد الباصات لديهم صوب شارع الخضر نحو مرقد الخضر ونحو المسجد العمري وكنائس المدينة بمسلميها ومسيحييها، وحدة عيس ومصير واحد… كيف لا؟ومحمود الاديب والفنان هو الذي نشر حقيقتنا الخالدة عبر بثه لها في نسوان حارتنا ، وللثلاجة “مسقط راسه” اسماء اخرى.. وهو الذي ادهشا بأمه “فاطمة” كرمز لامهات الاردنيين، واعاد تأثيث ذاكرتنا بحواشر الدار لاسيما المعنى والمبنى لنمليات بيوتنا في السابق.. فكيف لا نحزن اثناء مغادرة جسده الذي كنت اسأله عنه وانا اكتب مقدمة كتابه نسوان حارتنا…يا محمود من اين ياتي جسدك النحيل كجسدي بكل هذا الضجيج..ولماذا نجح محمود وبتميز في رصد تصوير مخرج حروفنا ومضامين بساطتنا الماضية التي آُفلت ليشعل فينا شهوة عودتها كما وصفها برهافة حس وتجل في تعاليل القرى الوادعة، ومصاطب اللمات المختلطة حول اباريق الشاي وحكايا الرواة المتناقلة في الافراح والاتراح ودورة الحياة ككل .
أنه محمود الشمايلة وصحبه من المبدعين الاحياء الواجب تكريمهم..هم منا والينا غالبا، لكنهم رشح نبيل وواعِ من مسامات اوجاعنا وامآلنا…بؤر ضوء مميزة توقد ابداعها بحبر حناجرنا..وتغذي عيوننا بمشاهد التوق كي يبقى الانسان انسانا..
هم بيننا ولكن لا ننصفهم الا بعد موتهم عنا كعموم تنير ذاكرة اهاليهم من الاجداد والأباء بطقوس حياتهم المنحازة لقيم الفرح وبالضد من قيم الموات التي اخذت نداهمنا … ياللوجع.
رحم الله ابا محمد..والعزاء لأهله ومريديه الكُثر من المستمعين والقراء الجادين لابداعه وموسيقاه التي كان مبحرا باوتاره الرهيفة من خلالها في اماس الوطن؛ تراثا من الرويد والهجيني كجزء اساس من هويتنا الفنية الراقية أردنيين وعرب.
*جامعة مؤتة-قسم علم الاجتماع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى