الأحزمة الأمنية لإسرائيل

#الأحزمة_الأمنية_لإسرائيل

المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
لقد زُرع الكيان الصهيوني في رحم الجغرافيا العربية وتحديدًا على جزء من الأراضي الفلسطينية عام 1948 كمشروع استعماري غربي توسعي ، هذا الكيان زُرع لينمو ويكبر ويتوسع وهذا لا يخفى على أحد، فقادة الكيان لا يخفون نواياهم واهدافهم ويُعلنونها من على المنابر الدولية ، ومن يقول غير ذلك فإما أن يكون جاهلاً وغبياً او متواطئًا مع هذا المشروع كدعاة ورعاة ومروجي السلام والاستسلام ، فالأب الروحي للكيان الصهيوني بن غوريون في ندواته ومحاضراته كان يُصرح: ” لو امتلكنا كل القنابل النووية فلن نتمكن من تحقيق مشروعنا اسرائيل الكبرى والعيش والبقاء هنا ما لم نفتت دول الجوار العربي الى قوميات ومذاهب وطوائف ودويلات متناحرة فيما بينها ليكون ولاءها لنا وتعمل في خدمتنا” وتدور في فلكنا!
للأسف فإن كل ما جرى في عالمنا العربي من إرهابٍ وتطرف وعنف واستجلاب قوى الشر الغربية رعاة المشروع الصهيوني الاستعماري هو لإحكام الطوق الأمني حول إسرائيل لتمكينها من تحقيق حلمها ومشروعها الكبير والسيطرة على الثروات والمقدرات العربية والتحكم بطرق التجارة العالمية ، هذا الحزام والطوق الأمني الذي طالما حلم به الصهاينة يتشكل اليوم من انظمة عربية استبدادية فاشلة ومنهارة اقتصاديًا ، هذا الطوق لم ولن يكتمل بفضل وجود حركات المقاومة في غزة وجنوب لبنان اللتان تخوضان اليوم اقسى المعارك دفاعًا عن شرف وحاضر ومستقبل الأمة العربية والاسلامية مدعومةً من قوى المقاومة في اليمن والعراق والجمهورية الايرانية في الوقت الذي يتناحر فيه العرب فيما بينهم ، وفي الوقت الذي نرى ونلمس فيه عداء وتآمر أنظمة ومافيات الذل والخنوع على قوى المقاومة في غزة ولبنان ، حتى اصبح مجرد التضامن والتظاهر السلمي والبكاء على أشلاء أطفال ونساء وشيوخ غزة جرائم يعاقب عليها القانون !
بالأمس عشنا الطوفان العربي الاعلامي والعسكري واللوجستي والتحريضي والبكائيات والنواح وقميص عثمان للثأر والانتصار لحرائر الشام وأطفالها ومجاهديها “داعش واخواتها” التي اعترف الغرب وفي مقدمتهم امريكا بشكل واضح وجلي بأنهن من صنعها فكراً وتنظيماً وتسليحاً وتدريباً وتخطيطاً وتنفيذاً، في ذلك الوقت أطلقوا على داعش كل ما ورد بكتاب الله عزّ وجل من صفات الجهاد والمجاهدين ! اما من يقاوم ويحارب الصهاينة اليوم فيتم وصفه بالارهاب والتطرف ! قد نعذرهم في أمر حزب الله ! لكن؛ أليس أهل غزة ومقاومتها من أهل السنة والجماعة !!! أي قادة أنتم ! قبحكم الله فغالبيتكم من أشر خلقه !! في الوقت الذي تناصر فيه معظم دول العالم وشعوبها غزة وشعبها وعندما تبكي رئيسة الأرجنتين وغيرها من هول فظائع جرائم التوحش الاسرائيلي ولا يرف لكم جفن بل وتناصرونها فإن الغالبية منكم ليسوا من العرب والاسلام والانسانية بشيء ، ولولا رضاهم وهذا ما أوضحه مجرم الحرب “نتن ياهو” أكثر من مرة علانية وسماهم بالأصدقاء والحلفاء والشركاء لتوقفت الحرب وأهوالها الاجرامية في أيامها او أسابيعها الاولى ، وأنا على يقين انهم يساهمون في فاتورة الحرب على غزة ولبنان .
أمام تناقضات الحقائق التاريخية والمفاهيم الانسانية والعقائدية والثقافية والفكرية فإنه يستحيل وبشكل مطلق التعايش مع هذا الكيان العنصري الاستعماري مهما طال الزمن ، فلا اوهام واكاذيب السلام وخرافة الديانة الابراهيمية ولا التضليل والعهر الترفيهي والاعلامي ستقنع الشعوب العربية بقبول التعايش مع محللي ومتعطشي شرب دماء اطفال غير اليهود وقتلة الأطفال والنساء والشيوخ ومرتكبي ابشع المجازر ومهووسي الخرافات الدينية والتاريخية ، فالسلام مع هؤلاء لا يعني لهم إلا فرصة واستراحة محارب ليكملوا مشروعهم التوسعي الاستعماري ، فاليوم غزة وغداً الضفة وبعده الأردن ومصر والسودان والجزيرة العربية وبلاد الرافدين وسوريا ، والسلام يعني لنا الذل والخنوع والاستسلام وخاصة بوجود هذه القواعد العسكرية الغربية راعية المشروع الصهيوني المنتشرة في ربوع الوطن العربي وفي ظل الأزمات الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها معظم الدول العربية واستبداد أنظمة الحكم وتبعيتها وتحالفها مع قوى الاستعمار العالمي ، أنظمة حكم جردت شعوبها من احلامهم وطموحاتهم العروبية وقزمت تلك الاحلام إلى ما دون القُطرية وصولاً للمناطقية والطائفية والمذهبية والعشائرية وهو ما ينسجم تماماً مع المخططات الصهيونية ، لقد أصبح الحلم العربي مجرد فيزا سفر للخارج بحثاً عن لقمة الخبز ! حتى تلك الدويلات العربية المترفة الغنية لن تنعم طويلاً بخيراتها لأنها لن تجد في الغد من يحميها بغياب الأمن القومي العربي الذي اصبح من ماضي الاحلام ! أنظروا ماذا حل ببلاد الخيرات العراق..السودان..مصر ، أنظمة حكم المحور الامريكي تشكل اليوم حزاماً أمنياً لإسرائيل وغداً دولنا ستصبح مستعمرات لهم ونحن عبيدهم ! فهل من مُجيب !

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى