” #الأحزاب و #السياسيون الذين قصموا #ظهر_البعير”
تسألون عن #الحزب الذي قصم ظهر البعير؟ سأجيبكم بوضوحٍ وجلاء: لا أحد الأحزاب والساسة هم من سحقوا ظهورنا، وكأنهم طحنوا عظامنا تحت أقدامهم ببرود..
(وهم الذين يمجدون الشعارات والوعود ثم
لا ينفذونها)
تسألني صديقة تدرس العلوم السياسية عن الساسة، فأجيبها بأنهم تجسيدٌ للغموض والتناقض، عمقهم السياسي يقترب من العقيم، يجمعون بين ذكاء سطحي وسذاجة مثيرة للسخرية، يتقنون فن الإقناع، يبدون كأعمدة للوطنية، بينما هم في الحقيقة خدمٌ للأنظمة والحكومات العربية، يجرّون وراءهم خيوط الوهم.
أخبرك، يا صديقتي، بجمالك الذي يتواضع له الجمال ذاته، قد يتحول من ثائر سياسي إلى عصفور رومانسي في لمح البصر،في موعد واحد معك، قد يصبح من أشد منتقدي السياسة إلى كاتب نثريات غزل، ويجعل من قلمه أداة لرسم تفاصيل وجهك بكحل من الحبر.
نعم، إنهم الساسة، وأعجب مخلوقات الله، يتبدلون من مدافعين عن الوطن إلى خدم مطيعين بمجرد أن يتسلموا أول منصب، يوافقون على أي قرار تطرحه الحكومات
حتى قبل أن يطلعوا عليه، وكأنهم أدوات بلا روح أو رأي.
يا صديقتي، هؤلاء يمتلكون القدرة على دفع ضرائبهم بسرعة البرق؛ فمقالة مديح واحدة تكفي لتأمين ولائهم، نحن قد نشتري جريدة، أما هم فيستطيعون شراء رئيس التحرير ومالك الجريدة، بل حتى الصحافة ذاتها، الساسة مزيج من النقاء والظلام، من الطيب والخبث.. من الصالح والطالح.
ترين العجب العجاب؛ قد تراه في المسجد، وفي ذات اليوم تكتشفينه في ملهى، لا تتعجبي واصبري علي: قد يتحول من مؤيد صلب للمقاومة إلى معارض شرس لها، ومن داعم للقضية الفلسطينية إلى اشد الناس هجوما عليها.
يا صديقتي، إنهم الساسة، واللعبة المعقدة التي تسمى السياسة، يواعد النساء ويحمل كأس نبيذ في يديه، ثم يكتب بوست بعنوان “النصر للإسلام” ويأمر النادل ويقول له: “املأ الكأس مرة أخرى”.
الساسة يا صديقة: يعيدون تشكيل الحقائق كما يعيدون صياغة الأكاذيب، يلبسون الزيف ثوب الصدق، ويخفون وجوههم الحقيقية خلف أقنعة بارعة، يتقنون فن التلاعب ويشيدون إمبراطوريات من الرمال المتحركة، تتلاشى في لمحة،إنهم بارعون في سحر الدجل، يبيعون الأمل في علب زائفة، ويوزعون الوعود الواهنة كما لو كانت
كنوزًا من ذهب.
احذري من الساسة والسياسة، فهم أكثر المخلوقات تعقيدًا وخداعًا، ينسجون الأوهام ويطعنون في الظهور.. يا صديقة احذري من الساسة فهناك عهر ونجاسة وخيط رفيع يسمى سياسة.