هتافات في المدرجات / عمر عياصرة

هتافات في المدرجات

يرى علماء الاجتماع أن كرة القدم هي «التعبير السلمي عن الصراع الدائر في المجتمع»، بحيث تنقسم الفرق وفق الانشطارات التي يعيشها الناس في مجتمعاتها.
في حالتنا الأردنية كرة القدم «الفيصلي والوحدات» تعبر في بعض الأحيان عن النقاش الجاري في المجتمع همسا وجهرا وعنوانها الأصول والمنابت وصراع الموارد المتوهم.
لذلك حين يلعب الفريقان «الفيصلي والوحدات» يضع البعض يده على قلبه، ليس توجسا من عنف المباراة، بل خشية من خدش الوحدة الوطنية بعبارات أو مسلكيات محددة.
وأنا أرى في المسألة تهويلا لا مبرر له، فحين يتحدث احد النواب بمصطلح «المكون» ويتصدى له نائب آخر رافضا العبارة، فهذا لا يختلف عن النقاش الجاري في المدرجات.
لذلك علينا فهم المسألة كما هي، هناك نقاش، وصراع أراه وهميا على الموارد، وأحيانا تكون العبارات ليست ذات حمولة سياسية بقدر كونها نكاية تعبر عن لا شعور «مليان» بالنقاشات.
«نحن كبار البلد» فيرد عليها «نحن أخوال الولد»، ليست العبارات عنصرية بقدر كونها تساؤلات عن مواقع كل طرف في الديموغرافيا من موازين القوى.
علينا ألا نغمض عينينا عما يقال، فالمطبخ مطالب بقراءة كل ردود الفعل، وعلينا ألا نظلم وحدتنا الوطنية بأنها ضعيفة تهتز بعبارات يطلقها جمهور على المدرجات.
تعيش البلد ظرفا شديد اللهجة، فالحدود هي المكان الذي نراقبه بقوة ووطنية ووحدة، وانطلاق عبارات نقاشية حادة يجب ألا يثنينا عن أولويات الاهتمام، وفي النهاية الأردن اليوم للجميع أكثر من أي وقت مضى.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى