“اعتراف” / محمد بني احمد

“اعتراف”

كم انا فخور بأنني شرير … كم اعشق كوني الظالم ولست المظلوم … إنه لمن المقزز أن اكون جزءا من تلك الخراف الوضيعة فقررت ان اكون الذئب ..
نعم لست الا ذئبا في ثياب حمل وديع … فتلك الخراف الغبية سهلة الخداع …
لست من تعتقدون، ففي رأسي الكثير من افكار تمزيقكم الى اشلاء … وفي قلبي …ههههههه ..أي قلب هذا ,فأنا لا املك قلبا .
احذروا فلست وحدي … هناك الكثير مثلي بينكم .
انا لا انتمي الى البشر … نحن من فصيلة اخرى مختلفة تماما تدعى الذئاب البشرية .. نشبه البشر ومصاصي الدماء في الشكل ولكننا مختلفون في الكثير من الامور ..فالبشر يتغذون على الطعام ..ومصاصو الدماء يتغذون على الدماء ..اما نحن فنتغذى على معاناة البشر واهاتهم ..نقتات على الفشل ولذلك نحبه فمتى ما فشل الجميع من حولنا زاد طعامنا … نكره النجاح بطبيعة الحال .. نحن فصيلة ذكية من حيث قدرتنا على التنكر والاختباء بمهارة .. ترانا نضحك في وجه من لا نحب وفي داخلنا انياب تشتهي تمزيقه … نبارك لهم النجاح وفي عقولنا الف صوت يتمنى ان لا تكتمل فرحته بنجاحه .. كم اعشق ان ارى الجميع حولي مكسورا ذليلا حقيرا فاقتات على ارواحهم المتهالكة .
ليس عددنا بالقليل ولكن لعنة اصابتنا منذ القدم او ربما فايروس خطير كان قد فتك بنا وشتتنا الى ثلاثة اصناف .. الصنف الاول هم مثلي ،يعلمون من هم وما هم عليه .. اما النوع الثاني فقد فقد الذاكرة نهائيا فلم يعد يعرف من هو ولا سر وجوده .. واما النوع الثالث فقد فقد ذاكرته جزئيا فهو خليط بين بشري ووحش فهو بشري بتصرفاته الا حينما تغلبه فطرته المتوحشة فتراه متقلبا بين هذا وذاك .
من ابرز صفاتنا الانانية والتشاؤم … ولدنا اسيادا لنحكم عالم البشر الحقير .. نصادق شخصا ونحكم عليه بعدم مصادقة الاخرين فقد اصبح ملكا لنا وعبدا .. نرسم له مسارا محددا حسب مزاجنا واهوائنا فإن خرج عنه سارعنا الى تدميره باساليب متنوعة مثل تشويه سمعته او افراز سموم التشاؤم في دمه وغيرها الكثير ونتركة بعدها عرضة لسهام الغدر والخيانة والتحقير حتى اخر قطرة امل في جسده البالي .
الحسد هو من اساسيات عقيدتنا .. والغيبة من اشهر اكلاتنا اليومية فلا تخلو موائدنا منها .
نحن لا نموت وانما نولد من جديد بجسد مختلف في كل مره … ونصيحتي لكم مرة اخرى بان تحذروا فانا لست وحدي ..هناك الكثير مثلي بينكم ..ولربما تكونون من بني جنسنا .. ابحث داخلك فربما عادة لك الذاكره .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى