
سواليف – خاص
قد يضطر البعض إلى العيش بـ إعاقة دائمة طيلة حياتهم، لأسباب كثيرة, إلا أن هناك من هو مؤمن بقضاء الله وقدره، ولم يستسلم أبدًا، واثقًا بأن الله، عز وجل، لم يأخذ منه؛ بل منحه أكثر، وأعطاه القدرة والقوة على مواجهة الحياة، والنجاح فيها.
الشابة ريما حسن احدى هؤلاء الأشخاص الذين واجهوا مشكلة في بصرهم ولكنها حلُمت وتمنت ووصلت بالإصرار والتحدي، لكل ما واجهها من صعوبات اجتماعية وبيئية؛ فلجأت لموقع سواليف الاخباري لينصفها ويكون معها ومع حقوق ذوي الاعاقة.
ريما حاصلة على شهادة البكالوريوس في الإرشاد والصحة النفسية من الجامعة الأردنية، ريما كانت طالبة جامعية كغيرها من بنات جيلها تحلم بالتخرج من الجامعة لتدخل سوق العمل بكل ما تحمله من علم وطاقة ومهارات لتكرسها في خدمة المجتمع والوطن التي هي جزء لا يتجزأ منه, تخرجت ريما عام 2013 وأخذت تبحث عن وظائف هنا وهناك وحتى تطور من نفسها أكثر عملت على حضور الكثير من ورشات العمل والمحاضرات والدورات وواصلت متابعة دراستها للحصول على شهادة الماجستير حتى إذا حصلت على وظيفة تكون كفؤ لها, لكن ريما انصدمت في الواقع, فما زال مجتمعنا لا يعترف بكل ما حصلت عليه من علم وشهادات ومعرفة, ولا يعترف بما لديها من طاقة وقدرات لمجرد بأنها كفيفة البصر.
تقول صاحبة العيون الجميلة والعقل الأجمل ريما بأنها حين كانت تدعى لمقابلة عمل ينصدم المقابلون لها من كفها البصري وتتحول أسئلة المقابلة من أسئلة مهنية إلى أسئلة خاصة لا دعوة لها بموضوع المقابلة: لماذا لا تزورين طبيب لعلاجك؟ هل كف بصرك منذ الولادة وما سببه؟ كيف قدرتي الحصول على هذه الشهادة وأنتي كفيفة؟ من يختار لك ملابسك؟ كيف يسمح لك أهلك بأن تخرجي وحدك من البيت؟, والبعض قد ينهي المقابلة بسرعة دون إعطائها الوقت الكافي لإثبات جدارتها بالقدرة على العمل, وفي بعض المقابلات كانت ريما تلقى الرفض لأسباب لامنطقية فتقول مبتسمة بأنه في أحد المقابلات قالت لها موظفة hr بأنكي يا ريما تملكين كل المؤهلات التي تؤهلك لتكوني معنا ولكن أنا أخاف عليكي من صعود الدرج يوميا ونزوله بالرغم أن ريما ذهبت للمقابلة وحدها وصعدت الدرج وحدها دون أي مساعدة لكن عاطفية مجتمعنا تكون في أغلب الأحيان في غير مكانها.
تقول ريما أنها لم تيأس من كل ما تعرضت له أثناء المقابلات وما يقوله من حولها من عبارات (مهو الي ما عنده إعاقة مش لاقي شغل فكيف أنتي بدك تشتغلي) لذلك اتجهت لمجال التطوع, فتطوعت في جمعية انقاذ الطفل منذ عام 2014, وشاركت بكثير من الأعمال التطوعية والفعاليات حتى تثبت للمجتمع أنها قادرة على العطاء وتكون عضو فعال ونافع.
تسأل ريما إلى متى سيبقى هذا الحال فعملية زيادة وعي المجتمع بقدرة ذوي الإعاقة على العمل وأنهم قادرون ومنتجون تحتاج إلى وقت طويل, فهل تنتظر حتى ذلك الوقت للحصول على وظيفة, فالعمر يمضي بها, كما أنها بحاجة إلى الاستقلالية المالية كغيرها من الشباب كي لا تثقل أهلها بمتطلباتها فقد جاء الوقت لتقدم لهم كما قدمو لها من رعاية واهتمام.
في نهاية الحديث مع ريما فإنها تناشد الجهات المختصة بإعطاء موضوع تشغيل ذوي الإعاقة اهتمام خاص.