.بوفيهات

[review]لا يمكن أن نكون  منظّرين (للتقشّف) في أول النهار ومشاركين في البذخ بآخره.. ولا يمكن أن نتحدّث عن وجع الفقراء بشفاه الاستعراض والتنظير ، بينما نحفر لهم قبراً جماعياً بمجارف "انيانيتنا"..بالله دلوني ، ما الهدف من إقامة حفل إفطار في فندق خمس نجوم أو مطعم سياحي لمجموعة من "المتخمين" من أصحاب السعادة والعطوفة والمعالي والباشوية ،والوجاهة؟ بينما هناك بعض الأسر تبعد عن الفندق بضعة "أمتار" لا تجد غير الخبز والشاي إفطارا لها.  كيف تنزل اللقمة في "حلوق" هؤلاء المتمددين بكروشهم على ستيرة الأسر البسيطة..وهناك  مئات العائلات تغلق بابها على فقرها وتلوك جوعها بصمت ،و الله وحده يعرف كيف تمرّ عليها الأيام؟.. كيف "يتهنّون" بإفطار بالغ الترف ولا يطاردهم ذاك الاحساس  ، بأنهم يأكلون حصّة غيرهم وحق غيرهم ومال غيرهم؟ ..كيف لهم أن يشعروا بقبول الطاعة  وهم يعرفون جيداً أن ما يهدر من طعام وشراب على طاولة واحدة يكفي مصروف أسرة مستورة شهراً كاملاً؟.. وزاراتنا ،سفاراتنا ،مؤسساتنا، جامعاتنا، وجمعيات العناية بالمستهلك  تتشدّق صبح مساء بترشيد الاستهلاك وضبط النفقات ومراعاة الوضع الإقتصادي للبلد خلف الميكروفونات ، ويدفعون للفنادق مئات الآلاف ثمناً لإفطار الشخصيات (المهمّة)..الجاثمة فوق البوفيهات المفتوحة… كنت أتمنى أن تبادر جهة حكومية واحدة  ،بالإعتذار من مدعويها المفترضين ، وتتبرّع بقيمة الإفطار الى صندوق الزكاة أو الى إحدى التكايا أوالى أي من الجمعيات الخيرية التي تسد رمق الفقراء .. فــ" التكايا" أولى الف مرة من "الحوايا".. ليت مسؤولينا ، ينصتوا لعواطفهم قليلاً ويتذكّروا العالم "الكحيانة" الذين لا يروا بعيونهم المجردة، وأن يتذكّروا أن (الآم) الجوع أوجع بكثير من (الآم) التخمة.احمد حسن الزعبيahmedalzoubi@hotmail.com   

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى