اسمي مع وفيات ديوان الخدمة!
د. علي المستريحي
قلّبت الصحيفة حتى وصلت الوفيات .. والعنوان: “مدعوون لمقابلة ربهم ..”! غريب هذا العنوان! لكن فجأة وقعت عيني اليسار على اسمي من بين المدعوين! اسمي بين الوفيات؟! دققت النظر أكثر بإضافة العين الأخرى، والتقطت حواسّي كلها ونثرتها على الخبر .. نعم، هذا هو، إنه اسمي من المقاطع الأربعة!
أعدت التدقيق بالخبر:
”يعلن ديوان الخدمة المدنية وبالتعاون مع هيئة مقابر الخريجين بالجويدة عن أسماء الناجحين في الامتحان التنافسي ممن بلغوا الخامسة والأربعين وذلك للانتقال للرفيق الأعلى، ويدعو الديوان المرشحين لإجراء المقابلات الشخصية من أجل ملئ شواغر بعض الوظائف في الدوائر والمؤسسات الحكومية في الدار الآخرة وحسب الأيام والمواعيد المحددة لكل منهم وفق القائمة أدناه.. وينوّه الديوان أن من يتخلف عن الحضور يعتبر مستنكفاً عن الدخول إلى الجنة، وأن الحضور إلى المقبرة يجب أن يكون قبل الموعد بربع ساعة، مصطحبين معهم أبنائهم وأحفادهم كمعرّفين لهم ..”!
***
لقد مضى على طلبي بديوان الخدمة أكثر من ثلاثين عاما، نسيت خلالها الطلب والوظيفة والديوان وفوقهم نفسي، ومضى على ابني قتيبة، الذي لم يسمع لنصيحة الرزاز بعدم الهجرة، خمس سنين موظفا ببلاد المهجر. أما أنا؟ فما لي بالوظيفة .. أصبحت مطلوبا للمقابلة للانتقال للرفيق الأعلى .. لكني سأستنكف، لا أريد هذه الوظيفة .. فقط أريد أن أعيش بسلام بعيدا عن أعاجيب الحكومة!