مقال الأحد 3-11-2019
استخفاف
منذ تحرير المحروقات بشكل كامل في عهد حكومة عبد الله النسور وحدوث هبّة تشرين المعروفة ، والحكومات منذ ذلك التاريخ لم تصدقنا القول مرّة واحدة في التسعير..وضعوا قائمة ضرائب ورسوم ومصاريف طويلة على “الليتر” جلّها وهمية ولا مبرّر لها فقط لتغطية السرقة التي تجري باسم دعم الخزينة والموازنة …المواطنون يعرفون أن الحكومة تسرقهم ومع ذلك يقبلون بذلك على مضض مع كثير من الحنق والغضب والكبت والتذمر الذي لن يبقى حبيس الصدور الى الأبد..
الأسبوع الماضي قمنا بسؤال أحد خبراء الطاقة عن نسبة انخفاض سعر برميل البترول في الشهر الماضي عن شهر أيلول وذلك قبل اجتماع لجنة التسعير بيومين ، فأجابنا الرجل بالرقم والورقة والحسابات أن نسبة الانخفاض 6% ،وبناء على ذلك كان على الحكومة أن تخفض الليتر الواحد 6% انسجاماً مع الانخفاض العالمي ،هذا بعيداً عن احتساب كل أرباحها من “السرقات” السابقة لجيب المواطن، يعني مع انخفاض البترول عالمياً كان يجب تخفيض تنكة البنزين 94 قرشا على الأقل..لكن الحكومة آثرت على سرقتنا من جديد فوق أرباحها المضاعفة وخفضت البترول “تعريفة” أي عشرة قروش على التنكة..
وبما أنني مواطن مش طرطور، ولا أقبل هذا الاستخفاف والازدراء الذي تمارسه الحكومة بحقي فإنني سأقاطع البترول ماستطعت إليه سبيلا ، المشاوير القصيرة سأقضيها على مشياً على الأقدام وأنا بقمة الاستمتاع ، ولن أستخدم السيارة الا للضرورة القصوى ..وذلك من باب الاحتجاج على سياسة ادارة الدولة التي لم تعد تقوم على احترام المواطن وحقوقه..
قد يسألني سائل ما الذي يضرّهم من حركتك هذه؟ أقول: يكفي أنني أحترم كرامتي كمواطن..وأخفف من رفد جيوبهم بعشرات الدنانير شخصياً منّي شخصياً ، فأولادي أولى بهذه الدنانير ، هذا أولاً..ثانياً سأكسب صحتي وأتخلّص من الكوليسترول المزمن من خلال المشي ساعة أو ساعتين يومياً ..ثالثاً وهو الأهم : سأرمي “التعريفة” في وجوههم جميعاً…انا أردني وكرامتي لا تقاس بـ”تعريفة” ومن يعتقد أن قمية الشعب الأردني العظيم “تعريفة” فإنه حتماً قد تبوّأ مكانته في مجلس الأنذال..رابعاً وهي الأهم من كل ما ذكر: معركة استرداد الكرامة بدأت..ولن تنتهي أبداً.
أمشي نحو هدفي ولو بقيت وحدي
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com