استاذ المادة متحطط علي

استاذ المادة متحطط علي
نصر شفيق بطاينه

في معرض حديث وزير التنمية السياسية في احدى ندواته لأقناع الناخبين بجدوى الانتخاب والدفاع عن قانون الانتخاب الحالي الذي يجد الكثير من المرشحين وخاصة من اصحاب الاصوات الكثيرة العشائرية وغيرها صعوبة كبيرة في تشكيل الكتل لخوف المرشحين ذوي الاصوات المتواضعة من الفشل او اطلاق الناس عليهم انهم حشوات بغض النظر عن سبب التحاق هذا المرشح او ذاك في كتلة المرشح ذو الاصوات الكثيرة فهو متهم بانه حشوة وانه لا بد انه قد قبض مالا مقابل ذلك حتى ولو انه لم يفعل ويقبض ولكن التهمة سوف تلبسه بسبب كما قلنا سابقا ضعف الثقة بين الجميع , فبعض المرشحين من ذوي الاصوات المتواضعة يعرف انه قد لا ينجح ولكن له اسبابه في الترشيح منها الشهرة ومعرفة الناس له وتخطيطا للترشح في السنوات القادمة اي يريد وضع اسمه للتداول بين الناس , ولكن كل صابون نابلس ما بتنظفه من التهمة التي اشرنا اليها سابقا , وردا على الاحتجاجات على صعوبة التشكيل قال وزير التنمية السياسية ليس قانون الانتخاب السبب فهو مثالي جدا وحجتهم مثل حجة الطلاب الدراسون في الخارج فيما مضى لتبرير فشلهم الدراسي هو ان استاذ المادة متحطط علي ….
من أين جاء هذا التعبير؟ , في بداية السبعينات اخذ بعض الاردنيون ارسال ابنائهم للدراسة في الخارج وخاصة الدول الشرقية بسبب قلة التكاليف والرسوم الجامعية وبعض الدول الدراسة فيها كانت مجانا , مع نهاية السبعينيات انتشر هذا الامر بين المواطنين وخاصة ان بعض المتخرجين عادوا اغلبهم بشهادة الطب والهندسة الامر الذي اثار حفيظة وغيرة باقي المواطنين وبما ان هاتان الشهادتان تضيفان برستيج وجخة على الآخرين فعندما نقول فلانه ام الدكتور او المهندس وفلان ابو الدكتور او المهندس تفرق كثير فهذا من دواعي سرورنا وعنطزتنا نحن العرب ويضيف علينا هالة من النفخة والأبها , ورافق ذلك اكتشاف البترول في دول الخليج واخذ كل من له فرصة السفر للعمل واخذت النقود تسيل بين ايدي الاردنيين مثل السيل السايل وانتشرت سيارات المرسيدس وبذخت الناس وبطرت في حفلاتها ايما بطر …ومن هنا اخذ الناس ارسال اولادهم لدراسة الطب والهندسة في دول مثل يوغسلافيا ورومانيا , روسيا , بلغاريا , واليونان وايطاليا وغيرها من الدول الشرقية التي تكاليف المعيشة فيها رخيصة , ومن لم يملك المال الكافي اخذ في بيع اراضيه لأن الاستثمار في الولد والتعليم خير من الاستثمار في الاراضي او زراعتها .
المشكلة كانت في ان معظم الذاهبون للدراسة في الخارج هم من ذوي المعدلات المنخفضة التي تتراوح بين الخمسين والستين وقليل فوق ذلك والبقية الباقية من المعدلات المرتفعة تدرس في الاردن وكما هو حاصل الآن .
الطلاب الدارسون في الخارج انقسموا الى : البعض تخرج في موعده وعاد بشهادة واحيانا متأبطا شقراء والبعض عاد متأخرا عدة سنوات متأبطا شهادة ومتأبطا شقراء والبعض عاد بشقراء فقط والبعض لا شقراء ولا هوى … والبعض ضاع في غياهب الجب والغربة لأسباب مختلفة ولم يعد ….
الذين عادوا بشهادة بعد تأخير عدة سنوات عللوا ان سبب تأخيرهم ورسوبهم في الجامعة انه كان بعض الدكاترة يهود وهم يكرهوا العرب فلذلك كانوا متحططين على الطلاب العرب ويرسبوهم , وكانت هذه الحجة تسقط اي اعتراض على الرسوب من قبل الاهالي ونأخذ بالشتم والدعوات عليهم بترمل نسائهم ويتم اطفالهم وخاصة بعد حرب 67 هذا في يوغسلافيا , اما في رومانيا ووقتها كانت الدول الشرقية مغلقة وغير منفتحة على الغرب فقد كانت كروزات دخان المارلبورو وبناطيل الجينز كفيلة بحصول مهديها على الشهادة والعودة محتفلا بانجازه العظيم , ومن المفارقات ان حاملي التوجيهي الزراعي عادوا بشهادات الطب وشهادات التوجيهي الادبي عادوا بشهادة الهندسة ومن معدله العام لا يتجاوز منتصف الخمسينات ومعدل الرياضيات خمسين ويكرهها عاد بشهادة الهندسة الكهربائية بعد 16 عاما من الدراسة المتواصلة والجد والكد والمثابرة .
قسم من هؤلاء الخريجون دخلوا الحزبية الاشتراكية واصبحوا ما يسمى باليسار وعادوا مقتنعين بالفكرة الاشتراكية واستلموا بعض المناصب واخذوا يحدثوننا عن الديمقراطية , يحدثوننا عن الديمقراطية علما ان هذه الدول الشرقية لا فيها ديمقراطية ولا ما يمقرطون ….
بعد سنوات عديدة من التخرج او التقاعد بعد نهاية الخدمة الهندسية والطبية وفي جلسات تجلي ومن غير انتباه اعترف البعض من هؤلاء المتحطط عليهم انه لم يكن هناك دكاترة متحططين ولا سخام كل ما في الامر ان الاسبوع الدراسي كان موزع لديهم يومين لعب شدة الطر نيب ويومين تركس ويومين هز وارقص …. والسابع استراحة وتحضير للأسبوع القادم وكان الله بالسر عليم ……. .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى