ازمة الحيوان في بلاد العربان

#ازمة #الحيوان في #بلاد_العربان

#بسام_الياسين

” على هامش مطاردة #الكلاب_الضالة في #الاردن،وفتاوى اكل #لحم_الحمير في #مصر “.

ليلة البارحة شدني نباح كلب،موجوع متقطع، قبل رفع آذان الفجر بقليل.عواء مزق استار الليل يُقَطّع نياط القلب.تمنيت ان اترجم لغته،افك شيفرة وجعه.تُرى هل يعاني من جوع،وجع،برد،ظلم، حالة عشق،فقدان عزيز  ام هي متلازمة العواء والكلب قبل انفجار الفجر ؟!. مرت بذاكرتي حكايا كثيرة عن الكلاب، اكثرها علوقاً “لطيفة من لطائف الحسن البصري رحمه الله”، انصف فيها الكلب :ـ  ”  دائم الجوع، وذلك من صفات الصالحين . و إذا حضر الأكل وقف ينظر من بُعد، وذلك من أخلاق المساكين،يرضى من الدنيا بأدنى يسير،وذلك من إشارات المتواضعين.و لا ينام من الليل إلا قليلا، وذلك من صفات المحسنين.و اذا مات لا يترك ميراثاً، وذلك من اخلاق الزاهدين .

 لا خلاف، ان الكلاب مخلوقات من مخلوقات الله،وامم مثلنا، متعددة الاجناس.قدمت لنا خدمات جليلة،منها كلاب الصيد،كلاب العواء من اجل التهويش،كلاب الحراسة،كلاب شم ما تحت الركام من احياء بعد الزلازل،وقد ذكرت الاخبار ،ان كلباً انقذ اكثر من دزينة رجال في تركيا ،كلاب لكشف المخبوء من المخدرات،كلاب تنام على الحرير و تلحس العسل في فيلات راقية،كلاب،وتتعالج خارج البلاد وفي ارقى المستشفيات،بينما اخرى تعيش على فضلات الحاويات،كلاب تعمل كمخبرين للشرطة في ـ قص الاثر ـ، كلاب تسهر على القطعان، اذا نام الرعيان،كلاب لا يعرف جلدها الماء الا في الشتاء،كلاب تستحم يومياً بالماء الدافيء و الشامبو المعطر وتُسرح شعرها بالسشوار من لدن حلاقين كبار.كلاب مدللة لها ملاعب ومسابح وحدائق  مخضوررة قطوفها دانية،لطرد الملل والوقاية من الكآبة، تعيش فوق مستوى البشر.وبشر يعيشون على حاويات الزبالة دون عيشة الكلاب.

 الحميــــــــــــــــــــــــــــــــــر في ديار العرب ” ”

الحمار العربي يستخدم للاشغال الشاقة دون رحمة. فقد كابد في الوطن العربي، اعلى فنون الاهانة.لم يحصل على حقوقه كمخلوق، ولا شروطه الاساسية كحيوان خدوم، اسوة بالحيوانات المدللة كالخيول،الكلاب،القطط المنزلية التي تعيش بصحبة الطبقات الراقية.جرى التعامل معه بدونية،رغم خدماته الجليلة في بناء حضارة ما بين النهرين،والحضارة المصرية، كما دلت الحفريات الأثرية .

الحمار اقدر المخلوقات على اجتياز الاماكن الوعرة،و الاكثر تحملاً للظروف الصعبة.مع هذا لا يشكو ولا يشتكي،كأن لسانه مقطوع وسيفه مكسور.لهذا تعرض للقهر وامتطاء الظهر،لسلوكه السلمي وطبعه المسالم.،فبدلاً من الثورة على مستعبديه، تكيف مع اوضاعه،و صب رؤاه الفلسفية في حكمة الصبر على الاذى والزهد بالحياة،فالدنيا عنده لا تساوي قبضة شعير،ولا لقاء ود مع جحشة الجيران والناس نيام.

مسالم حتى السكينة، لم يطالب يوماً بدعم الشعير غذاءه الرئيس،ولا بابريق كاز للتدفئة،ولم يصرخ مطالباً باعفاء طبي،رغم امراضه المتعدد / المستوطنة.سجلاته الامنية في الاقطار العربية، تؤكد انه لم يشارك في مظاهرة،ولم  يرفس احداً مع ان الكل يتنمر عليه.المسكين لم يقف وقفة احتجاجية هاتفاً ضد من ظلموه.فقد آثر البقاء في الظل،فتوجهاته اقرب الى “حزب الكنبة “ ـ النوم والاكل ـ،فانخرط بالاغلبية الصامتة،لهذا خسر نفسه، ولم يخرج من حمرنته،عكس حمار الحزب الديمقراطي الامريكي الذي تحول بسبب عناده الى ايقونة سياسية،وفاز مؤخراً بمقعد رئيس الجمهورية، لانتصاره على البغل ترمب.

في البلاد العربية،يبلغ ظلمة اوجه.في سن الشيخوخة او اصابة العمل يُستغنى عنه، ويُطلق سراحه ليهيم على وجهه ويعتاش على المزابل . للاسف في مصر  كما قالت الاخبار، مجازر  عديدة نفذت بحقه،حيث قام بعض الجزارين بذبحه،وبيع لحمه باسعار زهيدة.فيا حسرة على حمير الامة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى