ارفعوا العقوبات عن غزة / د. فايز أبو شمالة

ارفعوا العقوبات عن غزة

ارفعوا العقوبات عن غزة ليست مجرد كلمات رددتها الحناجر على دوار المنارة في رام الله، وليست مناشدة إنسانية، ولا هي رجاء لإصلاح حال سكان قطاع غزة، ارفعوا العقوبات عن غزة رسالة وطنية تعني ارفعوا أيديكم عن القرار الوطني الفلسطيني، وارفعوا أيديكم عن مستقبل الشعب الفلسطيني، وارفعوا أيديكم بعيداً عن مصافحة أيدي رجال المخابرات الإسرائيلية، وطهروا أنفسكم بمصافحة رجال المقاومة في غزة.

ارفعوا العقوبات عن غزة رسالة شعبية فلسطينية تنطق بها كل الألسن، وتلهج بها كل القلوب الفلسطينية التي لن يثنيها عن مضائها غضب بعض المتسلطين على القرار الفلسطيني، وانفعالهم الفج، ورعبهم الأهوج من الهوة السحيقة التي تفصل بين منهاجهم السياسي وبين إرادة الشعب الفلسطيني الطموح، لذلك كانت ردة فعل الأجهزة الأمنية الفلسطينية العنيفة والوحشية والبائسة انعكاس لرعبهم من حبل المشنقة الوطني الذي تدلت منه فعالهم المذلة والمهينة بحق القضية والشعب، فراحوا يبطشون ويضربون ويسحلون، وقد سمعت أحد قادة الحراك من رام الله، السيد عمر عساف، وهو يقول في لقاء جمعني وإياه عبر فضائية فلسطين اليوم: كان ضباط الأجهزة الأمنية الفلسطينية يمسكون بالفتيات الفلسطينيات من أماكن حساسة من أجسادهن، ويجرجروهن، ويمسحون بهن الشوارع، بشكل لم يتجرأ عليه ضباط المخابرات الإسرائيلية، ولم يقدم عليه المستعربون الصهاينة، وكان ضباط الأجهزة الأمنية الفلسطينية يقبضون على الفتيان من شعورهن بشكل حاقد ومهين، وقد تحدث شهود العيان من رام الله: أن ضباط الأجهزة الأمنية لاحقوا الشباب والصبايا المصابين في المستشفيات، ومارسوا ضدهم الإهانة والتعذيب، بشكل يعكس الفراغ الوطني الذي يعشعش في أرواحهم، ويترجم العقيدة الأمنية المهينة القائمة على خيانة المقاومة الفلسطينية والوفاء لمخابرات العدو الإسرائيلي.

ارفعوا العقوبات عن غزة صرخة لم تترد في دوار المنارة في رام الله فقط، وإنما صرخة رددها الفلسطينيون والعرب والمسلمون والمسيحيون ورجال القانون والأخلاق والوطنية والمنظمات الإنسانية في أوروبا وأسيا وإفريقيا وغزة وفلسطيني 48، وسيرددها الفلسطينيون والعرب أمام سفارة محمود عباس في الأردن ولبنان، وسترددها مدينة الكرامة والشهامة والغضب الثوري بيت لحم، حين تخرج بكامل هيبتها، وهي تعانق مدن الضفة الغربية التي أقسمت بالله على الوفاء لدم الشهداء، والعض على الجراح، وهي تواعد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية على الحرية من خلال التعاون الوطني مع رجال المقاومة في غزة.

ارفعوا العقوبات عن غزة رسالة كل الفلسطينيين الرافضين للمذلة والمهانة، رسالة موجهة إلى عشاق المفاوضات، رسالة تقول: لا لقاء ولا تفاهم ولا تفاوض ولا مصالحة مع مغتصب القرار الفلسطيني إلا وفق الخط الوطني، وعلى أساس التمسك بالثوابت الوطنية، وأولها حق العودة، وحق مقاومة المحتلين، وعدم التفرد بالقرار السياسي، مع التأكيد على قطع أي يد فلسطينية تمتد لتصافح يد رجال المخابرات الإسرائيلية، وتتعاون معهم ضد إرادة الشعب، وضد المقاومة، والأيام القادمة خير شاهد على حجم الأحقاد الثورية الكامنة في قلب شرفاء هذا الشعب المقاوم العنيد.

سؤال: ما الفرق بين المستعربين الصهاينة، وبين من يحمل سلاح المستعربين الصهاينة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى