ارحموا الشعب السويسري يا حكومة
علي الشريف
بثلج الصدر أن تطل علينا حكومة بلادي بإعلانها أنها أنجزت ما يقارب 62 بالمائة من وعودها وما جاءت لأجله وما بثلج الصدر أكثر إن الحكومة تحسب على ألقده والميزان فالإعلان لم يكن 60 إنما 62 .
جميل بل أكثر من رائع هذا العمل المضني الذي يمكن وصفه بالاعجازي والذي لم تحققه أي حكومة على مر تاريخ الأردن ويبدو ان لن تحققه أي حكومة قادمة.
لو حكينا عما أنجزت الحكومة نبتدي منين الحكاية .. هل نبدأ بالفساد الذي قمعته الحكومة بالشعارات الرنانة والدخول الانتحاري . هل نتكلم عن التعليم مثلا ومنهاجنا تتغير كما يتبدل الليل والنهار .
لقد أصبح التعليم في بلادنا مجانيا ..و أصبح العلاج مجانيا…و أصبحت حرية الرأي مباحة ومصانة بموجب الدستور ..وبحمد الله انجازات لا تعد ولا تحصى في اقل من مائة يوم .
لو حكينا عن الانجازات هل نبدأ بالحوار الوطني الذي إقامته الحكومة حول قانون الضريبة ولم يتحاور به احد… أم عن الحوار الوطني حول الفساد… ام عن قانون الأبنية الذي لا يظلم أحدا ..فالظلم انتهى.
بحمد الله أنجزت الحكومة فانخفضت أسعار وفرق أسعار الوقود تم إلغائه نهائيا وانخفضت أسعار المحروقات وحملتنا الحكومة جميلة بان أبقت على سعر جرة الغاز دعما للشعب الطماع اللي طالع مأكل نازل ماكل ..
أنجزت الحكومة بان عددت علينا عدد الأضاحي التي ذبحناها وتكلفة سفر الاردنين للسياحة خارجيا وعدد أرغفة الخبز التي أكلناها ..وبعد كل هذا التعب تقول لنا الحكومة اصبروا فليس لدينا العصا السحرية لنغير .
اللهم لك الحمد فالرشاوى في بلادنا توقفت ..والشوارع ازدهرت ..ومخالفات السير انتهت للأبد ..وفواتير المياه تأتينا صحيحة لا زيادة ولا نقصان …والرواتب فاضت عن حاجتنا .
لقد تغيرنا أكثر ..الفقر في بلادي تغير فقد انتهى … العلم في بلادي تغير فازدهر ..الطب في بلادي تغير فالمشافي تأن من الفراغ (بطلنا نمرض) والرأي في بلادي تغير ..حتى انه تم خلع السقف وأصبح يا معانا يا معانا.
يا رب لك الحمد فالبلطجه انتهت من شوارعنا .والتقارير الطبية اختفت من حياتنا ….والمحاكم أصبحت لا شغله ولا مشغله ..وانتهت مقولة مش عارف مع مين بتحكي الى الابد.
يا رب لك الحمد فقد زالت الألقاب وانتهى خوفنا من المسؤول فصار من الممكن أن ننادي مدير الأمن العام (عموه)ورئيس الوزراء (يا خال)ووزير البلديات (يا أبو الشباب )ووزير الصحة( يا جار) فالقانون يساويهم معنا بكل شيء .
احترنا يا حكومة فجميل انجازاتك أصابنا بالعجز عن الشكر والعرفان وما بقي عليك إلا ما تبقى من مهام موكولة إليك وهي تعادل فقط 38 بالمائة وأمرها بسيط ..
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك فنحن ألان وطن يبنى عبر تغريدات الفيس بوك وتوتير والتقاط الصور لا فساد لدينا ولا فقر ولا عيش نكد حتى خطبة الجمعة صرنا نعلم تفاصيلها ومدتها يوم الخميس ولذا سنتوقف عن ألكتابه وعرض المطالب وسنتجه نحو زيادة الرفاهية.
لا ضير ان زدنا من الرفاهية قليلا حتى لا تصبح مملة وتوقفنا عن الهم الحكومي والسياسي وباشرنا بكتابة قصص الأطفال وتعلم فن الطبخ وبما ان الموسم الرياضي قد دخل وهل علينا فلا ضير لو تكلمنا عن الإبداع الرياضي الأردني وتحديدا في كرة القدم ..
لا ضير لو علمنا العالم ثقافة المدرجات عندنا وفن إدارات الأندية وحسن التخطيط والتنظيم ويا ليتنا ننقل تجربتنا الثرية في احترام وتقبل الرأي والرأي الأخر مهما كان الى العالم …
الحمد لله احنا مبسوطين على الاخر لدينا رفاهية كبيرة جدا حتى تكاد تصيبنا بالملل فخفوا علينا من الانجازات يا حكومة ليس خوفا علينا فهذا تحصيل حاصل ولكن على الشعب السويسري الشقيق الذي بات يطلب الهجرة عندنا المساكين مش ملاقيين الخبز..
