المُرابي

المُرابي
كامل عباسي

في كل صباح ينزل السوق بعد ان يتأكد ان الحدّارة باعو العنب والتين لدكاكين القرية وبجيبه رغيف . اول دكانة مقابل بيته والدكنجي متعود عليه وقرفان من شوفته يسأل السؤال اليوم بيش العنب سمعت انه رخصان صاير الرُطل بخمسة قروش ويسحب قطف الله يا هالعنبات هاض من رحابا ويلا من زوبيا ويشمط رغيف الخبز مع قطف العنب ويروح عند دكنجي ثاني بيش البندورة اليوم ويتناول زر كبير ويفغمه ويمسح ثمه بشورته ويتجول بالسوق يتفرج وما عمره اشترى وكل يوم يفطر عنب وخبز وبس يدير ظهره يبلش الدكنجي متى ربنا يخلصنا منك وفي بعض الأحيان يقله الدكنجي يا ابو موسى يا رجل والله مشتهي تشتري من عندي بشلن كل يوم تهبشلك قطف وانت الله منعم عليك ول مرة نشوف عُملتك . الغريب كانك بتحكي مع حيط ولا كأنه سمع ويضحك ويدير ظهره ويمشي
كان هذا المرابي الأول في القرية يعطي مصاري بالفايض ولم يحضى يوما بتقدير احد من ابناء القرية جمع ثروة هائلة من تعب الحراثين والفقراء الذين استولى على املاكهم واراضيهم لعدم قدرتهم على السداد كان عالبيدر يوخذ القمحات والفلاح يقعد عالحصيرة لم يكن له اصدقاء كباقي رجالات البلد
كانت القرية تفزع عند سماع خبر وفاة احد ابنائها واهل القرية يقفون بكل امكانياتهم مع المناقيص الذين فقدوا احد افراد العشيرة وتمتنع القرية بكاملها من سماع الأغاني وتتوقف حفلات الزواج
وعندما مات ابو موسى قالت البلد ما بجوز على الميت الا الرحمة وكانت له جنازة لا تليق الا بمرابي . ومن عادات اصحاب الدكاكين اغلاق ابواب محلاتهم تماما عند مرور جنازة الا جنازة ابو موسى اللي يلعب مِنقلة ما تغير عليه الحال واللي قاعدين بالسوق ما واحد منهم تحرك او شارك .غاب الرجل وارتاحت القرية من المُرابي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى