
عقدة التفوق
أكثر ما يريح “اسرائيل” في حربها الأزلي مع الشعب الأردني ، هو عقدة التفوّق التي تعمي قلب غالبية شعبنا ، تلك العقدة التي وصلت إلى ذروتها يوم خاطبهم على أنهم هم “أشرف” و أكرم” و “أطهر” الناس ، “وأرفع راسك لأنك أردني” ، و كأن كل ما تبقى من الناس الذين يخالفوننا هم أقل شرفاً و كرماً و طهارة منا.
تراهم يصفقّون للشخص و يمدحونه و يعاملونه معاملة الأنبياء طالما أنه يكتب و يفعل و ينشر ما يعجبهم و يعتقدون به، و ما أن يختلف معهم في أي رأي أو تفصيل، صغيراً كان أم كبيراً، مجرد اختلاف إتجاهات و أفكار اي مجرد كلام لا أكثر يشيطنونه و يغرقوه في بحر العمالة و قبض الشيكّات و الأجندات المشبوهة، و أكثر من ذلك يخرج من بينهم من يمتلك الإثبات و الدليل على نذالته و فضائحه.
لن يهزم “الكيان الصهيوني” من لا يقبل وجود رأيين في نفس البيت، و لن ينال احترام النّاس من يعتبر أن النّاس أدنى منه مكانةً و رتبةً في الدنيا و الآخرة، و لن يهزم داعش التكفيرية من يكفّر كلّ من يقول له في وجهه : أنتَ مخطئ ..
انا اتكلم هنا بشكل عام حتى عن خلافي البسيط مع أبناء عشيرتي و أصدقائي بسبب منشوراتي مع تنويهي لمسألة الدكتور أمجد قورشه ومن قبلها الدكتور اياد القنيبي .
فمثلا المرشح للرئاسة الأمريكيه ترامب أكثر شخص عنصري و طائفي و يريد حرق الجميع و مع ذلك لم يتم حبسه من القضاء الأمريكي بسبب وجود “حرية رأي” فهو “حر” طالما أن ترامب لم يستخدم العنف .
أبناء عمّي و ابناء وطني نحن نقطه و رأي من بين 7 مليار رأي على هذا الكوكب المؤقت مما يعني ان مسألة اختلاف الرأي و التعددية ضرورية ، فنحن بشر كبقية نسل آدم من لحم و دم، لكم عقول و للناس عقول، فيكم الخيّر و الشرّير كما في خصومكم الخيّر و الشرّير، إفتحوا عيونكم و عقولكم قليلاً لتروا أن شعار : ” الحمدلله، نحن دائماً على حقّ” ليس سوى سطراً من نصّ كتبه صهيونيّ من “شعب الله المختار”.
#عبود_بني_سلامه