اربد وسوق الحلال
اربد في ذاكرة الطفولة والصِبا التي كانت مركز تجاري لشمال المملكة يأتي اليها القرويون من كافة القُرى في الذاكرة سوق الحلال واصحاب الحلال اسمهم الجلّابة والحلال يعني غنم وماعز وابقار وخيل
السوق يعمل اثنين وخميس يغادر الجلّابة قُراهم من ساعات الفجر الأولى ومعهم الحلال الذي ينون بيعة فيصلون الى اربد مع شقة الضؤ وما ان ترتفع الشمس ليكتمل النصاب القانوني للسوق لتبداء عمليات البيع والشِراء بكم عالنعجة سوم بالصلاة على النبي الله اعطاك فيها سبع ليرات حط ايدك هون قول مبروك بين الشاري والبايع يفتح الله هاي النعجة حقها ورقة زرقا كاملة مكملة وغير هيك يفتح الله ويستمر التفاوض وباعة الكعك والبيض والزعتر يتجولون بين الناس كعكة وزعتر بقرش كعكة وبيضة بقرشين كعك افتقد مذاقه اليوم ولونه ورائحته
في طرف السوق امرأة طاعنة في الوطن لوحتها شمس حوران تربط بجانبها جدي ثني وخمس جاجات فراخ وديك يحاول اثبات قدرته على الصياح كنائب غير مُنتخب اختارته حكومة مُصابة بعمى الوان تضع المِلفع بخجل على نصف وجهها تحاول ان تبيع ما لديها بكم الجدي يا خالة سوم الله عطاكِ ثلث نيرات يفتح الله يا خالة ما جاب نص تعبنا نُعلف ونسقي طيب يا خالتي اني والله شرا بدّي اربيه شهرين زمان لما الصبي يروح من الشام ابني بقرا هناك قاضي اي والله وانا ابني بالشام والله بدّي ابيع الجدي والجاجات اوديله مصاري بدي خمس نيرات بالجدي والجاجة بسبعين قرش ابشري يا خالة هاي خمس نيرات حق الجدي مبروك وان شالله ابنك بروح وبتفرح فيه يفك الحبل ويسحب الجدي الحجة تلد حواليها تشوف حدا شايفها تفتح طرف الشنبر وتخبي الخمس نيرات بصرّة مع قروش بكيس مربوطات بخيط مصيص معلق برقبتها مثل الوطن اللي معلق لليوم برقابنا ت صار ما تفرقه من لون حوران
وتستمر الحكاية في السوق تُجار يبعيون سروجة خيل ودناديش ملونة وجراس تلاقي المهرة من تمشي تصير تخرخش وحِبال الرسن وجلالات للبهايم وكدانات سوق الحلال حكايات وطن وناس تمسمروا بالوطاة تعب وشقا حراثين والقرش فوق القرش علموا اولادهم من فقر وكرامة لبناء وطن نفتقده اليوم على يد السماسرة باعة الأوطان
