اختيار #الوزراء
موسى العدوان
يصف #ميكافيلي في كتابه بعنوان ” #الأمير ” أسلوب اختيار الأمير لوزرائه قائلا :
” ليس اختيار وزراء الأمير بالمسألة القليلة الأهمية، فهم إما أن يكونوا لائقين، أو لا يتفقون مع فطانة الأمير وحسن تبصره بالأمور.
والانطباع الأول الذي يتولد لدى الإنسان عن الأمير وعن تفكيره، يكون في رؤية اولئك الذين يحيطون به. فعندما يكونون من الأكفاء والمخلصين، يتأكد الإنسان من حكمة الأمير، لأنه استطاع تمييز هده الكفاءة، والاحتفاظ بهذا الإخلاص.
أما إذا كانوا على النقيض من ذلك، ففي وسع الإنسان دائما، ان يأخذ فكرة سيئة عن الأمير نفسه، إذ أن الخطيئة الأولى التي يقترفها تكون في إساءة اختياره “. انتهى.
التعليق : تنطبق كلمة الأمير هنا على #الحكام بمختلف مواقعهم من الأعلى وحتى الأدنى.
وأكثر ما تنطبق في دولنا العربية على #رؤساء_الوزارات. فعندما يُعلن رئيس #الحكومة عن أسماء وزرائه، يتفحصها الناس ليشكلوا انطباعاتهم الأولى عنهم، وغالبا ما يُصابون بالإحباط لسوء اختيارهم.
ولا ير جع سبب هذا الإحباط أساسا على رئيس الوزراء المكلف، لأنه في الغالب تأتيه معظم أسماء الوزراء مطبوعة على الورق، ولا خيار له فيهم إلاّ بعدد محدود فد يضيفهم إليها. ولهذا تخرج علينا الوزارة مضخمة بأعدادها التي تتجاوز أعداد وزراء الصين أو اليابان.
وبعد بضعة أسابيع يظهر الفشل وسوء أختيار الوزراء، كما حدث في أحدى الوزارات عندما تبين أن أحد الوزراء محكوم بجريمة معينة، واضطروا لإعادة فصله بعد يوم واحد من تعيينه.
وهناك حادثة أخرى، عندما تبين أن أحد الوزراء المعينين، كان قد راجع نفس الوزارة ليعمل موظفا بسيطا فيها، ولكن رُفض طلبه لعدم ملائمته لتلك الوظيفة، فجاء وزيرا لتلك الوزارة.
وهذا ما يؤشّر على التخبط و #سوء #اختيار #الوزراء، فيُغيب الأكفياء ويحل محلهم غير الأكفياء، وتدفع الدولة والمواطنون جميعا، ثمن اخطائهم، ونعود للترحم على الحكومة السابقة رغم سوء أفعالها ..!
التاريخ : ١ / ٦ / ٢٠٢٢