اخبار فوضى ستان الحلقه الثانيه
الحيطان دفاتر المجانين
اقترح على الجهات المختصة تشديد الرقابة على المحلات التي تبيع الدهانات ، لعدم تمكين المراهقين والطلاب والاشخاص اللامبالين من شراء عبوات الدهان (الرش) والتي يستعملونها للكتابة على الجدران وكل المساحات المسطحة التي تقع عليها اعينهم . او اقترح تشديد العقوبات على من يتم ضبطه وهو يلوث جدران المنشآت العامة بتلك المواد .
جولة واحدة بالسيارة او سيرا على الاقدام كافية بان تجعلنا ندرك حجم التشويه والقبح اللذان يمكن للبعض ان يخلفهما وراءه حيثما حل وارتحل ، عبوات الدهان بلونيها المفضل عندهم ( الاحمر والاسود) باتت تغطي اماكن ومنشآت عديدة في الميادين والمدرجات والمتنزهات وتحت الجسور ، على اطراف انفاق المشاة ، على حاويات القمامه ، على الواجهات الحجرية الجميلة لمنازل المواطنين ، على جدران المدارس ومحولات الكهرباء ، بل وحتى على الصخور التي تكثر في قلب الغابات الحرجيه ، احدهم كتب على احداها بالدهان الاسود ( بكبك للموت ) في الحقيقه لم اعرف هل قصد كاتبها (بحبك للموت) ام انه كان يتوعد احدا بالموت لحظة اخرج عبوة الدهان من جيبه ليكتب مكنونات قلبه على صخرة صماء داخل غابه .
قد لا نكون الوحيدين في هذا المجال ، لكن في بلدان اخرى الامر لا يعد ظاهرة كما هو عندنا وقد يتوافق بعض الفنانين على رسم لوحات جداريه مشتركة في ميدان عام تحمل شعارات تخدم توجها وطنيا ، اما هذه الفوضى التي يحدثها البعض عندنا فلا مثيل لها . والادهى ان البعض يعتبر جدران المنشآت العامة مشروع لوحات اعلانية مجانية فيعطون لانفسهم الحق في تلويثها .
اليكم بعض العبارات التي جمعتها على فترات متباعدة مما يكتب بالدهانات التي ذكرتها من مناطق مختلفه ، ونبدأ بعبارات العاشقين ، اليائسين ، العنصريين ، واخيرا المروجين لاعمالهم التجاريه :-
– اذا ما فهمتيها ، خذيها بالعربي بحبك يا سوسو ( مرفق برسم قلب اخترقه سهم ).
– بحبك يا ايه .
– يا ناس حبيبتي ماتت .
– الله يرحمك يا امين .
– الى جنات الخلد ايها الزعيم الخالد.
– الاسطوره .
– الفيصلي الزعيم ، الفيصلي ط…… .
– مناف خاوه .
– عبارة بالانجليزيه معناها ان كاتبها يائس لانه لا يشاهد حوله سوى وجوه عنصريه.
– خالد ال….
– لتشييك مزارعكم ت …..
– جلي بلاط ورخام ت …..
– مطهر اولاد ت …….
لا ادري ما هو رأي الاختصاصيين في هكذا تصرفات ، ولماذا تغري المساحات البيضاء ، حاملي دهانات الرش ليعبروا عن مكنونات انفسهم او يروجوا لبضائعهم ، مع ان التقدم التكنولوجي الذي افرز مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت بديلا ومنبرا مناسبا للتعبير عن الرأي او الترويج للاعمال والمشاريع ،، فمن هجرته حبيبته او ماتت بامكانه ان يعبر عن حزنه والمه عبر حسابه الشخصي على الفيسبوك ، عندها من المحتمل ان يلقى التعاطف والمواساة من اصدقائه ، ومن يكره العنصرية والطائفيه بامكانه ان يغرد على حسابه على تويتر لعل تلاقح الاراء والافكار يساهم في الحد من هذه الظاهره وهكذا ،، اما ان يجول احدهم ويصول في الاحياء والميادين حاملا عبوة دهان جاهزة لتلويث واجهة منزل كد صاحبه وتعب من اجل اقامته او مدرسة ثانوية للبنات او قواعد اعمدة الكهرباء فهذا ما لا يعد مقبولا .
دمتم بخير