احمد حسن الزعبي.. عميل ثقافي للمسحوقين

احمد حسن الزعبي.. عميل ثقافي للمسحوقين
ا.د حسن محادين..
(1)
تنويه،،؛
هذا الأديب المثقف العضوي حقاً اقصد احمد الزعبي هو انسان أولا وأول، بعضُنا أحبه ومتابع له ولنتاجاته المتنوعة كتابة ،مسرحا مع المسرحي موسى حجازين، وفيديوهات، لاسيما السياسية منها قبيل تفشي الكورونا وحتى الآن؛ وبعضنا الأخر له عليه ملاحظات ادائية، وبعضها اتهامية للأسف كما يروجون..وفي الحالتين هذا التصنيف اعتيادي لانه حاضر وبتأثير واضح في مجتمع أردني “المثقفون المقاولون” المكرسون فيه منذ اوهام، يمارسون ازواجياتهم في الحكم على كل اديب مغالب – وهم قِلة- يُحرجهم بوخز اطروحاته امام الجمهور العريض من البسطاء والحراكيين والمظلومين جراء قرارات سلطة الحكومات المتعاقبة غير الشعبية بالتأكيد.
( 2)
انا شخصيا اتهمه، ودون مواربة، او قضب خواطر لأي من شعراء الورود ونحن في الصحراء الروح، او ادباء القلقة، والعربيزية الذين ينزاحون ويتلاعبون بصمتهم اللافت هذا في توق وحق المواطن الاردني الأصدق منهم في انتزاع رغيف حياة كريم من جشاعة سوق عمل معولم، لايملك قلباً بالاصل كي نطالبة، او حتى نتمنى عليه الرأفة بنا كمواطنيين فقراء جراء تخبط قرارات الحكومات المتوالية، و يتلاعبون كأدباء ايضا في توقنا كأغلبية بمِساحة اوسع من أوكسجين الحرية التي سقفها السماء، وحقنا ببث آهاتنا الحرى على الوطن والمكافئة لأوجاعنا المتنامية بشتى العناوين، كما يتلاعبون بصمتهم عن التنوير السلمي في حقنا الدستوري بحياة متوازنة تدرك بالوقت ذاته أننا في بلد نامِ يحتاج لمدى زمني كي نتمتع بكامل الحريات السياسية كما الحال في المجتمعات المتقدمة خارج حضيرة الجوع وحرب القبائل والنفط المستباح .
(3)
انا اتهم الزعبي المشاغب بالعِماله الثقافية للمسحوقين بكامل الأدلة التي تدينه بوعي وباجتهادي، اتهمه تفكيرا وممارسات احتجاجية من قِبلة في هذا الظرف الاستثنائي، كما انه -وبقناعتي المزعجة لكثيرين- المتميز بالقول والحضور الشعبي والتاثير الاعلامي مقارنة بالكُثرة الصامتة من المثقفين والادباء ضمن قائمة الاعضاء الطويلة في الروابط والاتحادات المهنية – فهو فاعل ومحرك للنشاط الوطني والابداعي الراشحان من وجع الناس على مسرح آهاتهم الممتد على حدود ومديات الوطن الخمس.
(2)
لعل السؤال المُقلق هنا؛ لماذا احمد الزعبي هو الأكثر حضورا وتغميساً في اطباق يومياتنا الفاغرة على الترقب كمواطنيين أردنيين، رغم ان قائمة الاعضاء في روابط الكتاب والاتحادات النسوية والذكورية لا حصر لاعدادها، وهي أكثر من اعداد مسمياتهم في الاتحاد السوفيتي السابق ، أو حتى امريكا المتسيّدة راسماليا عولميا وتكنولوجيا لهذا الكون، الذي اصبح بحدود رغيف محترق الاطراف بين اصابع فقراء بلدي؛ ومديات هاتف خلوي قزّم الكون بحدود كف حامله، وبمساحة فيديو حيّ يحرج الحكومات إذ ينقل مباشرة ومن الميدان مشاهد التأفف او الاحتكاك مع سلطة هنا او هناك في هذا العالم القرية.
(3)
انا اتهم هذا الزعبي قصدا ،رغم كُثرة اعدادنا “ادباء، فنانين، مسرحين..الخ.ممن ليس (لنا) رأي واضح داعم للمتعففين، او حتى اشتباكا فكريا مع مواجع اهلنا الجوعى، والمحبطين جراء فايروس كورونا السياسي والصحي ومصاحباتهما معا وبشتى عناوين يومياتنا؛ وكأن اهلنا الصابرين لسنا بسُراتهم كما كنا نزعم عادة في اوقات الرخاء قبل كورونا واوامر الدفاع، لابل كنا نهاجمهم بأنهم لايقرأون ولا يقدرون الأدباء المثقفين.
والتساؤل الصادم حقا والمتداول على لسان المواطنيين الاردنيين لجُل الادباء والكتاب الاردنيين ، ان لم تكونوا طليعتنا فكرا وتحليلا علميا لواقعنا في اوقات الشدة ، لن نقدركم او نثق بكم، وانتم تنعمون بأموال واعلام ورضى السلطات غير الشعبية.. وبصراحة اوجع ، هكذا يؤذن (فينا) جمهور المسحوقين بفراسته الاصدق وبتضحياته الأبلغ على الدوام…فماذا نحن فاعلون لهم ومعهم..تساؤل مفتوح على الحوار لين دور الاديب والمثقف الراشد في ظل الازمات الوطنية.. احمد حسن الزعبي معفي من الاجابة ؟
*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
*عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى