#احمد_حسن_الزعبي…هل عشت مالم تقرأه قبلا..؟سلامات
- ا.د #حسين_محادين*
(1)
اما وقد حُكم بالسجن على الاديب المشاكس والمبدع والراشح نبضا ،مدادا وتنويرا من انفاس الاردنيين احمد حسن الزعبي من قِبل محكمة قانونية بعد ان إستفذ مع محاموه الاكارم مراحل التقاضي الثلاث، بداية ،استئناف، تمييز.. وصدر بعدها الحكم عليه…..أعترف الآن وبكل جرأة انني لم اتوقع ان يُقسم بيدر حبسك التأديبي القاسي نتيجة ضغوطات محلية وعالمية فاعلة الى نصفين..واحد حبس فعليّ في مركز الاصلاح اعتقدوا ربما بأنه قد ادى اغراضه، والنصف الاخر منه استُبدل في عقوبة بديلة هي العمل او الخدمة المجتمعية…وهذا الواقع المرّ هو نصف جيد ايضا.
(2)
احمد..
لقد تابعت ولاحظت منذ خروجك من مركز الاصلاح حجم التهاني الكبيرة المدعمة بصورك عبر وسائل التواصل، مثلما لاحظت قبلا الحجم والاعداد القليلة جدا التي رأيتها ومنهم مشاريع نواب اثناء ترشحهم قد قدموا وعودا امام ناخبين بتبني العمل على فك أسرك إن نجحوا .ولم يفعلوا ..إذ بقيت تغالب الوحدة بحبسك في مركز الاصلاح وانا أول المقصرين.. وللأمانة الساطعة أستثني من الملاحظتين السابقتين، اصرار ودأب الاديبة النبيلة- التي لم اقابلها مطلقا- وأقصد الفاضلة والوفية لك ولسواليفك البليغة التي اقلقتهم الاديبة فادية مقدادي؛ فقد كانت وما زالت امينة وقائدة وحارسة استمرار موقع “سواليف” المغالب لركود الراهن اثناء حضورك وفي غيابك يا احمد، وهو الموقع”سواليف” الذي أسسته بريادة نوعية منك رغم حجب الاعلانات عنه , كيف لا..؟. وانت الاديب الايثاري للاخرين على نفسه الذي كتبت عنه ذات نشاط؛ سيبقى احمد الاسم الحركي للأردنيين أوجاعهم وطموحاتهم في البادية والريف المدينة والمخيم، وقلت عنه كمبدع اردني وعربي في ذات حوارية عن الادب الساخر في الجامعة الاردنية مع يوسف غيشان صاحب مؤخرة ابن خلدون بأنكما الساخران الجادان بعد رحيل الاديب محمد طمليه كرائد للادب الساخر ايضا.
(3)
احمد الايثاري….
لن انسى شخصيا بأنك الذي اوقدت وأثثت بإيثار نادر لأيتام الفرص في التعبير والنشر، موقعاً، مسرحاً مع سُمعة حجازين مثلا ، وقصا نوعيا هادف المعنى والمبنى انطلاقا من كتابك الممعوط”الممعوطون نحن” الى وجع الراهن الملوّن والمفتوح على كل الاحتمالات، فجاء مجمل ادبك وسعيك الضافي الرائد وعيا وأثماناً واخزة ومنها حبسك الذي ميزك وصقل شخصيتك المبدعة ضمنا في الوقت الراهن عن اخرين ما زالوا يمارسون رياضات لغوية وتحليلية رسمية ذابلة الحضور و التأثير في المتلقين.لقد كان وسيبقى ادبك ومن عين القارىء مثلي ،ذا هوية ريادية احيت ونشرت عبر نتاجك اللافت رموزا اردنية لاذعة في المحبة والطموح عبرت وبحرفية كتابية عن كل البسطاء والصادقين في انتمائهم لنونا الاردن والانسانية معا، فكنت وستبقى بنبضك وحروفك البهاء وفياّ لارضنا الأم ولزعتر الوطن بروحهما الخضراء الألِقة والواضحة تماما، كالبترا والرمثا ونهر الاردن الدفاق بالحياة لإكمال لعروبته واسلامه غربا وشرق ، ومع كل الذي سبق تشخيصه، كان الابلغ بنصوصك المقالية والمسرحية انهما المُحملان وفاءً وتمثلا لشهداء الوطن الاشاوس في عليين.
(4)
احمد العزيز حقا..
الوفاء يقتضي منا جميعا التذكير بانك الذي نجحت بمثابرتك ولغتك الاهلية- غير الصعبة على القارىء العادي بأن تصوغ وبثقة النحات المحترف ابجدية لغوية وبصرية اردنية ناهضة، تحمل من الخصوصية الاردنية المُتمناة منذ رحيل تيسير السبول والشاعر الباسق عرار وعبر أجيال، إشهارا لما هو محلي رموزا ومعاني وتراث نافع لكنها ابجدية الضاد بأفق عالمي واثق ومؤمن على الدوام، بأن الاديب المختلف- مثلك – مع الراكد والمسكوت عنه ليس مرضيا عنه؛ لذا فهو مشروع توعوي موقفي نقيض للسائد ،وانا واثق بأنك عملت ونجحت فيما سبق ذكره انت ونحن معك قُرأ ومتابعين ..فهل سنرى نتاجا من ادب السجون لديك قريبا او في قادم الايام..كما اجتهد؟ سلمت ودمت بتنوير وإبداع.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.