احفظوا كرامة المعلم يحفظ كرامة أبنائنا / ديما الرجبي

لابد ان نشير إلى حجم الهوة بين المعلم والطالب قبل أن نتوجه إلى ” الحكم المُطلق ” بحق الطرفين ونتبنى نظرية العقاب والثواب ونحن لا نجيد تقييم ” المشكلة ” .
ولنكن منصفين بحق ” المعلم ” الذي فقد هيبته وقيمته وقامته في خضم تعثر إداري وثقافي ومعيشي أدى إلى تهاونه في أداء الأمانة.. والنفس امارة بالسوء .

قضية التعليم دون غيرها قضية فضفاضة لا يصلح طرحها بشق كلمة او قطعة مكتوبة او مراقبة مجزئة تنتظر خروج ” فيديو ” شاركه أحدهم لطرح قضية، بل الواقع يقول بأن مفسدة التعليم هي مفسدة مجتمع يعتبر شريك بكل إسقاط يحدث على الساحة الأكاديمية .

دعونا لا نجتهد بتوجيه أصابع الإتهام وليدة لحظات ” إفتراضية ” ولنسعى “للملة” ما تبعثر من جراء تعاقب الأزمات و ” مواربة ” الحلول إن صح التوصيف .

المعلم بتعريفه المجتمعي “موظف” يعاني كما نعاني نحن الموظفين وأرباب البيوت والغلابى من ضيق ذات اليد وتسلط ارباب العمل وشح الرواتب ، والفرق بينه وبين من يسعى في مناكبها هو حجم الأداء الذي يقع على عاتقه في كل 40 دقيقة يدخل بها الغرفة الصفية، فهو مكلف بأداء ما لا يستطيع عمله غيره فما بين زرع الأخلاق والإحترام وخلق الشخصية ومراعاة النفسية والقدرات التعليمية للطلبة على اختلاف أعمارهم وعلى تضارب شخصياتهم وعلى قدر إستيعابهم، هذا المخلوق البشري ” المعلم ” مُكلف بأداء هذه المهام بخلال 40 دقيقة على امتداد 7 / 8 ساعات يومياً دون ان يحظى بتدريب يتواكب مع قدرات ونفسيات هذا الجيل المعولم الموسوم بصعوبات التعلم وفرط الحركة وضعف الذاكرة . فهل المعلم خارق للطبيعة مثلاً ؟

مقالات ذات صلة

لا نبرر الأساليب التعسفية التي يقدم عليها المعلمون وقد شهد الأردن حالات تنمر وإيذاء وضرب والخ … من قبل المعلم للطلبة والعكس صحيح ، لذلك لم تعد قضية التعليم بكل أبوابها تصلح أن نأخذ جانباً دون الآخر لأن ” ثالوث ” التعليم الذي يضم ” المعلم ، الطالب ، الإدارة” بحاجة إلى إنقاذ وطني حقيقي وليس ضمادات نضعها على بقع يتكشف عنها الإصابة كل حين ؟!

نحن ” الأهالي ” نضع ابناءنا أمانة بين أيدي المعلم وإدارته ومناهجه وبنيته الهيكلية وبالمقابل هم ” المعلمون ” يضعون جهدهم وكدهم وعلمهم على أبناءنا بأدوات بسيطة وتوعية شبه معدومة.

وللإنصاف كما أن هذه الأجيال بحاجة إلى ” صبر أيوب ” لإحتوائها وتعليمها كذلك جيل المعلم الجديد بحاجة إلى تأهيل وتدريب وإحتواء
وبطبيعة الحال فاقد الشيء لا يعطيه وهنا ” الخلل ” إن صح التعبير .

غياب الإدارة والحلول السريعة ونهج ” العقاب ” سيعزز من أزمة التعليم وسيفقدنا الثقة بشكل مطلق بجهازنا التعليمي وهو ما يستدعي وضع خطة طارئة من وزارة التعليم للقضاء على ظاهرة العنف المدرسي لكلا الطرفين ومراعاة وضع المواطن المبتلى بقوت يومه الشحيح ً وربما تذكر ان العلم رسالة وليس تجارة وأمانة قبل كل شيء فإن صلح حال أبناءنا فلحنا وإن فسدوا أفسدوا في الأرض .

والله المستعان

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى