احذر .. ان تتبع السيئة بالسيئة لتمحها
حتى لا نحرف الكلم عن مواضعه لا بد لنا من ان نذكر الكلام الحق لنؤشر الى بشاعة الباطل من
جهة وحتى لا ننشر الفساد في الارض ويظن المتلقي ان السيئة تعالج بالسيئة على مبدأ معالجة
الخطأ بالخطأ حيث يقول سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن).
في قصة الافك (الخبز) برزت اصوات تدعوا الى مبادرات للتخفيف عن العاجز عن تأمين حتى
لقمة الخبز لاولاده وهذا يعني من حيث المبدأ ان المبادرة تقبل ان يبيت هذا المخلوق بدون وسيلة
تدفئة حيث ينتهي نشاط المبادرة ويحول هذا المسكين الى مبادرة اخرى قد نسميها مبادرة صوبة
الشتاء تنتهي مهمتها بتأمين الصوبة لنحوله مرة اخرى لمبادرة جرة الغاز ولا نريد ان نسترسل
ونحول المقال الى قصة “العجيز(تصغير عجوز) والحليبات ” والتي ازدهرت في زمن كنت تتنقل
من قرية الى قرية لتجد من يستطيع ان يفك الحرف .
للمبادرة شقان الشق الاول يتقدم المسيرة ويكون رأس الحربة الموجهة نحو الهدف وهو صاحب خلق
وقلب طيب رحيم وهو فقير بدرجة اقل من المستهدف بالمبادرة وهو لا يدري انه سيكون في موقع
المستفيد من المبادرة بعد حين . نقول له جزاك الله خير الجزاء ونشد على يدك ولا نؤيدك .
اما الشق الثاني فهو المختبىء خلف المبادرة يوفر لها القليل من الدعم ليحقق الهدف ويختفي فجأة
بعد اختفاء اثار المسكن (خافض الالم )وتصبح المعالجة بتحويل هؤلاء الى مبادرة الصبر واستدعاء مواقف الصحابة من الجوع بوضع الاحجار فوق المعد الخاوية واظن ان في ذلك افتراء..
في الاردن هذا السلوك متبع منذ سنوات ففي قرانا الاردنية دفاتر الخبازين عامرة بالديون وهناك اصحاب القلوب الرحيمة ومن القرى نفسها يدفع لصاحب المخبز ويقول له سدد دين المستحق الاكثر بؤسأ ولا اريد ان يعرفني وقد شاهدت ذلك في بعض مخابز العاصمة منذ سنتين تقريبا واعتقد ان ذلك موجودا حتى الان.
الخير في الاردنيين كثير فلا تدخلوا صدقاتهم في دائرة الرياء والنفاق فهذا المجتمع الطاهر الذي
يتصدق فيه الفقير على الاشد فقرا لم يكن له مثيل في التاريخ الا في مجتمع المدينة المنورة الذي
اسس اركانه سيد الخلق محمد بمؤاخاة بين المهاجرين والانصار لم يعرف العالم لها مثيلا ابدا .
عندما تنتهي من صلاتك يقف الطالب الاجنبي ويقول انا لا املك قسط جامعتي فيتسابق الاردنيون
ويعود بما يريح نفسه ويأتي اليمني والسوري والعراقي وابن غزة و……القائمة تطول ويعود الجميع
غانما من جيوب الاردنيين الفقراء ويكفي ذلك الكركي فخرا انه يطعم 270 طالبا اسيويا طيلة ايام
شهر مضان من حر ماله وقد ذكر ذلك الدكتور عبدالحميد المجالي في احدى خطب الجمعة.
يراد لهذا المجتمع ان يتفسخ وان يعاني برعاية دولية ، وليعلم مهندسي الضرائب وابطال تمرير
الموازنات الظالمة ان لدينا 83 جنسية تعتاش على المساعدات الدولية وتعيش بسلام جنبا الى جنب
مع شعب محب حسه ديني قومي وطني يقبض على جرح غائر نخشى عليه من الفتنة ووقودها الفقر
والفاقه وهذا التعدد الذي ان وجهناه بالخير حققنا وعد الله وحررنا الارض او دمرنا الوطن والتحقنا
بالركب .