سواليف
يوفر صمود اتفاق عمان لوقف إطلاق النار، والذي جرى التوصل له بين كل من الولايات المتحدة الاميركية وروسيا والاردن في التاسع من الشهر الحالي، بيئة مواتية للساسة الأردنيين للتحرك في محاولة لاستثمار علاقات الاردن المتميزة مع اغلب الفصائل الجنوبية المعارضة، للبحث في حل قضية اللاجئين السوريين التي تعتبر من اكبر القضايا الضاغطة على الدولة الأردنية في الوقت الحالي.
وتشير مصادر سورية موثوقه لـ”الغد” بأن الاردن الذي يبحث مع قادة الفصائل السورية في عمان الصيغة النهائية لاتفاق عمان، وقضايا التسوية السياسية في سورية بحضور دولي، بدا يبحث من هؤلاء القادة عودة آمنة للاجئين السوريين الى مناطق سيطرة المعارضة في الجنوب السوري، موضحة بأن هناك مقترحات كثيرة في هذا الموضوع تم طرحها في الاجتماعات ويجري التوافق عليها والترتيب لتنفيذها.
بيد أن هذه المصادر ترجح ان يجري الاتفاق على عودة طوعية للاجئين الى هذه المناطق، خاصة وان الاردن، بحسبها يتفهم خصوصية موضوع اللاجئين السوريين، وعدم قدرة المناطق السورية التي تقع تحت سيطرة المعارضة حاليا على استيعاب جميع اللاجئين السوريين في الاردن.
ويعتبر عبء وجود اكثر من 1.4 مليون سوري ما بين لاجئ وآخرين غير مسجلين كلاجئين، من اكبر القضايا الضاغطة على الدولة الاردنية، ما يجعله يحتل اعلى سلم اولويات الاردن في اية تسويات امنية وسياسية مستقبلية لملف الازمة السورية الناشبة منذ اكثر من 6 اعوام.
وانطلاقا من هذا الهم الكبير، الذي ادى الى تردي مستوى اغلب الخدمات، التي تقدمها المؤسسات الخدمية فيه، واتساع هوية عجز الموازنة العامة للدولة، فأن الاردن ليس امامه خيار سوى المشاركة في اية مفاوضات أو اجتماعات تبحث هذا الملف، لوضع اعبائه على الطاولة امام جميع المفاوضين، ليكونوا بصورته، وعدم القفز عنه، في سبيل ايجاد الحلول التي تكفل تخفيف الضغط عنه، خاصة وانه في هذه الازمة غلب الجانب الانساني والاخوي على مصالحه القطرية.
ويعتبر تحقيق السلام في سورية، وفق وجهة النظر الاردنية بداية للتخلص من الافرازات السلبية للازمة السورية على اوضاعه الامنية والاقتصادية الداخلية، وهو ما يحاول تطبيقه فعليا على ارض الواقع، واتفاق عمان لوقف إطلاق النار، يعد مثالا لذلك.
ورغم التكتم الشديد من قبل المسؤولين الاردنيين وقادة الفصائل السورية الذي يطلبون عدم نشر اسمائهم، على ما يدور من نقاشات في اجتماعات قادة الفصائل المستمرة منذ اسبوعين في عمان، الا ان المنسق العسكري في الجيش الحر نائب قائد فصيل تجمع توحيد الامة في الجنوب السوري ابو توفيق الديري كشف بان مباحثات عودة اللاجئين السوريين من الاردن تتم ضمن الاجندة العديدة لاجتماعات قادة الفصائل في عمان، والتي يقول انه لم يكتمل الانتهاء من مناقشتها جميعها بعد.
وأوضح الديري الذي يشارك شخصيا في هذه الاجتماعات التي تتم بمشاركة وفدين اردني واميركي، بان بان هناك افكارا ومقترحات حول هذه العودة، مرجحا أن تكون طوعية، لان هناك لاجئين يخشون على حياتهم من العودة لاسباب مختلفة.
واضاف ان هذا الموضوع يقود المجتمعين حاليا للبحث في توفير بنية تحتية لتجمعات سكنية سيتم بناؤها لاستيعاب هؤلاء اللاجئين، خصوصا أن العديد منهم لن يعودوا الى قراهم لانهم من سكان مناطق تقع تحت سيطرة النظام السوري، مثل ريف دمشق الغربي والشرقي وحمص وريفها.
واوضح ان القادة يبحثون ايضا تأمين مساكن للاجئين تهدمت مساكنهم في قراهم التي سيعودون اليها، بالاضافة الى توفير مياه شرب و كهرباء لهم وللتجمعات الجديدة، وتنظيم عملية وصول المساعدات الإنسانية لهؤلاء اللاجئين العائدين، لتمكينهم من استعادة اندماجهم في المجتمعات التي هجروها منذ سنوات.
وأوضح الديري ان مشكلتي تردي قطاعي الصحة والتعليم في الجنوب السوري بسبب المعارك والحصار وهجرة الكفاءات الطبية يتم بحثهما بالاجتماعات، مشيرا الى ان سيتم اعطاء اولوية لهذين القطاعين، خصوصا وان مباني المدارس اصبحت غير صالحة لتوفير بيئة تعليمية للطلاب، بعد ان تدهم معظمها.
يشار إلى ان قادة الفصائل السورية المعارضة يجتمعون في عمان منذ اسبوعين تقريبا، استكمالا لاتفاق عمان لوقف اطلاق النار في الجنوب السوري، في محاولة للاتفاق على صيغة نهائية لهذا الاتفاق ينهي الاعمال القتالية في هذه المنطقة تمهيدا للحل السياسي.
يشار الى أن عدد اللاجئين السوريين في المملكة يبلغ حوالي 657.334 الف لاجئ، فيما السوريين الباقين والذين يتجاوزون الـ700 الف غير مسجلين كلاجئين.
وحسب سجلات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين فان عدد اللاجئين السوريين في المخيمات بلغ 141.65 الف لاجئ موزعين بين مخيمات الزعتري، ويضم نحو 80 الفا، ومخيم الازرق ويضم 37.157 الف لاجئ، ومريجيب الفهود حوالي 24 الفا، فيما يعيش حوالي 516.78 الف لاجئ في المدن والقرى الأردنية.
وتشكل الإناث ما نسبته 50.7 % من إجمالي عدد اللاجئين السوريين بعدد 333.136 الف لاجئة، مقارنة مع 49.3 % من الذكور بعدد 323.998 الف لاجئ، بينما تبلغ نسبة الاطفال من ابناء اللاجئين 51.6 %.
الغد