ذكرى استشهاد وصفي التل تصادف اليوم

#سواليف

تصادف اليوم الثلاثاء، الذكرى الثانية والخمسون لاستشهاد رئيس الوزراء الأسبق، المرحوم #وصفي_التل، الذي اغتيل في #القاهرة أثناء مشاركته في اجتماع مجلس الدفاع العربي المشترك يوم 28 تشرين الثاني من العام 1971.
وامتاز المرحوم بإيمانه بالعمل العربي المشترك والتصدي للأخطار التي واجهت الأمة العربية، ودعمه لكفاح #الشعب_الفلسطيني في سبيل تحرير أرضه ووطنه.

وتم الاغتيال في ردهة #فندق_شيراتون القاهرة حيث كان وصفي التل يتجول فتقدم منه عزت رباح وأفرغ رصاصات مسدسه في جسده وسط ذهول حراسه والوزراء العرب الذين سارعوا بالاختباء، وعلى الفور اعتقل الأمن المصري المنفذين وشرع في التحقيقات معهم، واعلنت منظمة أيلول الأسود عن مسؤوليتها عن العملية، وقد أعلنت وسائل الاعلام بالقاهرة أن المتهم الأول والعقل المدبر للعملية وقائد المجموعة هو المتهم الفار فخري العمري.
ولد وصفي التل في العام 1920 وهو ابن الشاعر الأردني المعروف #مصطفى_وهبي_التل، وتلقى دراسته الابتدائية في المملكة، ثم انتقل إلى الدراسة بالجامعة الأميركية في بيروت.

ووصفي التل سياسي ورئيس وزراء أردني ولد في كردستان بالعراق ثم عاد مع والده الى الأردن وهو في السادسة من عمره، أنهى وصفي دراسته الثانوية من مدرسة السلط الثانوية في العام 1937، انضم إلى الجيش البريطاني ثم سرح من الخدمة بسبب ميوله القومية العربية ثم التحق بجيش الجهاد المقدس وحارب في #حرب_فلسطين في 1948، وشكل وصفي التل حكومته الأولى في 28 يناير 1962 قدمت الوزارة استقالتها بتاريخ 2 ديسمبر 1962، ثم حكومتين الثانية في 1965 والثالثة من 28 أكتوبر 1970 حتى 28 نوفمبر 1971.

وتقلد الراحل الكبير العديد من الوظائف والمناصب الرسمية في عمان والقدس وأريحا ولندن، وعمل دبلوماسيا في السفارات الأردنية في موسكو وطهران وبغداد.

اعتمد #الشهيد هيبة الدولة شعاره الأسمى، وكانت #العدالة هدفه الأغلى، فلم يترك خلفه، كغيره من رجال الوطن الشرفاء، قصوراً فارهةً، ولا أبراجاً عاجيةً، ولا شركات عملاقة وأرصدة بالملايين والمليارات خارج الوطن، وإنما ترك وتركوا وطناً قوياً، عزيزاً وأجيالاً تربّت على عشق الوطن وصون منجزاته.
عالج وصفي التل قضايا حاضره بحكمة وحزم وحنكة وشجاعة وعدالة، واتزان يستشرف المستقبل، وتداعياته بدقة وبصيرة ثاقبة، وكان يعد لكل حدث محتمل عدته قبل حدوثه، كان يعتمد أسلوب الثواب والعقاب في اإدارته، بعدالة متناهية، متواضعاً لمن يستحق التواضع، حازماً وجاداً عندما يستدعي الظرف ذلك، جندياً شجاعاً محترفاً يعشق رفاق السلاح، والنضال والجهاد، ويعتز ويفاخر ببطولاتهم، كان يؤمن بالمقاومة الشريفة الصادقة، التي توجه حرابها ضد العدو المحتل، وبدولة المؤسسات والقانون، يحترم العرف العشائري الإيجابي الذي يجسد أسمى معاني الرجولة والإباء والحكمة ليستعين به في حلّ بعض القضايا، والإشكالات، ويكون رديفاً لمؤسسات الدولة وصمام الأمن والأمان لاستقرار الوطن وصون منجزاته.
امتاز وصفي التل بإيمانه بالعمل العربي المشترك، في التصدي للأخطار التي تواجهها الأمة العربية، ودعم كفاح الشعب الفلسطيني في سبيل تحرير أرضه ووطنه. وقارئ حياة ‘وصفي’ يقف عند محطتين في حياته، محطة حُبه للأردن، محطة حُبّه لفلسطين، ذلك الحُب، الذي بلغ حدَّ العشق، حتى كان من الصعب أن تعرف: هل وصفي أردنيّ يحب فلسطين ويعشقها، أم هو فلسطينيّ يحب الأردن ويعشقه. فعلى صعيد حبه للأردن، الذي بلغ حدَّ العشق، يُجمع الدارسون لوصفي أنه كان ضمير الأردن والشعب الأردني، ينبضَ بنبضهما، ويحمل همومهما، ويجهد ويجتهد ليحقق بعضا من طموحاته وآماله لمصلحتهما، وعلى صعيد حبه لفلسطين يكفي أن نستذكر أنه عشقها في محضن والده، شاعر الأردن الخالد ‘عرار’، مصطفى وهبي التل، الذي تفجر حبه لفلسطين، شعرا ولما يبلغ العشرين من عمره، عندما أنشد محذرا من خطر وعد بلفور لليهود، بتعهد بريطانيا بمساعدتهم على إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.

 
لقد ركز وصفي على القطاع الزراعي، لأنه يدرك اهمية هذا القطاع ودوره في تأمين الحياة الكريمة للمواطن الأردني، فعمل على تشجيع الزراعة البعلية والمروية في كل مكان في الأردن يمكن أن يكون منتجا، بل واستعمل صلاحياته في قانون الدفاع وطلب من الحكام الإداريين سجن كل مالك أرض زراعية لا يقوم بزراعتها.

رفض وصفي فكرة المدارس الخاصة، وترخيصها في الأردن، لأنه يعلم ما يعانيه المواطن الأردني، وأراد من المعلم الأردني أن يكون نموذجا في العطاء، بعيدا عن المغريات المادية، لدى من أراد أن يتاجر في تعليم أبناء الأردن، وكان المعلم عند حسن ظن الشهيد وصفي به.
كان وصفي قصة وطن، يصعب تدوينها، فقد كان المسؤول النموذج الذي رفض ان يكلف خزينة الدولة مبلغ ستة دنانير، مقابل توصيل أعمدة الهاتف الى منزله في الكمالية، فطلب من مدير مكتبه أن يقسط له المبلغ، بواقع دينارين لكل شهر من راتبه الشخصي.
لقد خبر وصفي الأردن وعرفه من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، عرف حتى أدق تفاصيل الحياة للشعب الأردني، وخبر الأرض الأردنية، وعرف أنها كريمة ومعطاءة، لمن يعتز بها ويحميها، وأنها جرداء قاحلة، لمن يتنكر لها. لقد كان الشهيد وما يزال مدرسة لكل من عشق الأردن وتعلق به.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى