ابناء الأغوار الجنوبية يؤصلون لموروثهم الشعبي بالتوثيق…
ا.د حسين محادين
- المكان: لواء #الاغوار #الجنوبية-محافظة #الكرك.
- الزمان منذ بداية عام 2021.
- اسم المشروع؛دلالات #الألفاظ و #الحكايا #الشعبية في الاغوار الجنوبية.
- المبادرون المخططون الميدانيون؛ رئيس واعضاء وعضوات ملتقى غور الحديثة وعدد من المتخصصين والمتطوعين وبدعم مالي محمود من وزارة الثقافة.
(1) - علميا وثقافيا ؛تكمن اهمية توثيق الموروث الشفاهي كجزء من الادب الشعبي ودلالاته لدى أهلنا المغالبون في الاغوار الجنوبية من جوهر التوأمة الحضارية بين الطبيعة بتحدياتها المستمرة، والأنسان القائد /الصامد بهذه المنطقة الثرية تاريخيا من أردننا العزيز متجليا هذا العمل في جمع وتوثيق وتقعيد كل من :-
لهجة أبناء المنطقة وخصوصية مخارج الحروف لديهم/ن، وتبادلية الاثر والتأثير بين ، لون بشرتهم الوقور، الأساطير المتواترة من الاجداد حتى الاحفاد ،اسماء الأمكنة ومضامينها التي هي بحاجة ايضا لدراسة وتوثيق في المستقبل، دلالات مذاق وتجارة الملح التاريخية بحضوره الابيض وتأثيره على الذاكرة الجمعية وقصص السكان في بعض الحكايا ، خطاب الحياة المُتناقل بتلقائية ووظيفية واضحة بررت استمرار حضوره للآن عبر الاجيال، وكلها مصادر قد ارتبطت ومازالت بما اسمية بوهج المكان الحاضن للناس ودلالات تفرده ، ومدى إرتباط وفعالية هذه الموروثات الشعبية في يوميات اهل الاغوار الجنوبية للآن، والتي تم جمعها وتوثيقها منهجيا وبنجاح لافت في إصدار واعد للآن من قِبل فريق العمل، مستفيدين بعملهم النوعي والمقدر هذا من ما يُعرف في علم الانثروبولوجيا / علم الانسان ب “الملاحظة بالمشاركة” التي تُرجمت هنا في مقابلة جامعي المادة الشفاهية من ابناء الاغوار انفسهم لكبار السن من الجنسين ، اي ما يُسمى علميا ب “الاخباريون” ولأكثر من جيل.
( 2)
أن هذه المورثات قد ارتبطت على الدوام بحوادث تاريخية معيشة، ومصادر رمزية أهلتها لان تكون ذات ديمومة وأهمية ثقافية محلية ووطنية لها ومن هذه المصادر التي انجبت هذه الموروثات هي:-
عابرون للمنطقة، تجار وزراع، متنزهون وداعمون من اهل المنظقة ومن المارة باتجاه فلسطين غرباً عبر البحر الميت/الحي، او العابرون نحو الماء العذب على البحر الاحمر في العقبة.
( 3)
وتتجلى خصوبة وغزارة هذا المنجم الثقافي والحضاري لمنطقة الاغوار الجنوبية في طبيعة واتجاه العلاقة بين تحديات جغرافية وموارد منطقة البحر الميت كأخفض منطقة على وجه البسيطة؛وقدرات الانسان الغوراني المواكب والصامد في مغالبته لهذه الطبيعة القاسية، والغنية بالزراعة والمعادن وكثرة العاملين الوافدين اليها فيها من خلال الشركات المتعددة الجنسيات بدورها، والتي قد تهدد هذه المعطيات بذوبان الهوية الجمعية الخاصة لابناء المنطقة ، واهلنا الاجاويد فيها جيل عقِب جيل وهم “الغوارنة والغورانيات معا” الامر الذي ساهم في انضاجهم لمبادرة جميع هذا الموروث خدمة للتاريخ والاجيال القادمة من ابناء المنطقة وغيرهم كيف لا ؟ واهل الاغوار هم الصامدون والمنتجون لخطاب حياتهم، وموروثهم الشفاهي المرتبط بالزراعة ودوام الاختلاط مع الزوار والوافدين للعمل بمنطقتهم من مختلف الجنسيات في كل المواسم طيلة قرون من الزمن، وهذا ما يعزز تجذير وانصاف من اسميه بعبقرية المكان وريادة الانسان هنا.
شكرا لكل القائمين على هذا المشروع والدعوة حارة لجميع ابناء وطننا الغالي بتوثيق موروثهم المادي وغير المادي تأكيدا منا جميعا انتا ملح الوطن وبناته عبر الاجيال واننا الثابتون كنهره المبارم وجباله الشامخة، والعابرون سيبقوا عابرين..فهل نحن فاعلون ؟. - قسم علم الاجتماع-جامعة مؤتة.