
ابشر وانا اخو ايفانكا
علي الشريف
العرب امة مشهود لها بكتابة الشعر وبالحب وهي امة مشهورة بالكرم ولكن الاهم انها مشهورة بالفروسية وضرب السيق ودق الرماح اضافة الى الفزعة.
وكل مواصفات العرب التي ذكرناها هي مواصفات مترابطة كحبات المسبحة مع بعضها البعض فان ذكرت الاولى لا بد الا ان نصل للاخيرة تلقائيا وان فرطت الاولى فلا بد الا تفرط باقي الحبات وتتبعثر وهات لملمها.
تعالوا نثبت ذلك عنترة العبسي حين كان يتغزل بعبله كان لا بد الا ان يذكر الحب والكرم والفروسية وكان كل ذلك يوثقه بالشعر ولكن من فرط هذه الصفات فلربما تكون قاتله كما حدث مع المتنبي حين قال الخيل والليل والبيداء تعرفني.
هذا كان في العصر القديم عصر عنترة ولكن ما حال عصرنا هل اختلف الامر وهل بقيت هذه الصفات مزروعة في امة العرب الجواب بلا شك نعم ولكن مع بعض التحديث الذي يتطلبه الوقت ولنتحدث عن هذا.
فيما يتعلق بالشعر والحب فلقد راينا القصائد تزخر بكل معاني العشق والهيام بايفانكا حتى ان الشعراء طلبوا يدها وعرضوا الابل والغنم والخرفان مهرا لها وهذا دليل الكرم اما الفروسية فحدث ولا حرج.
في الشرق يرفعون السيوف والقنا وكل يحاول ان يضرب الاخر ويصيح ابشر وانا اخو ايفانكا كذلك فان من ابرز فروسية العرب وكرمهم وفزعتهم انهم اخذوا على عاتقهم ونيابة عن عدوهم تصفية العراق وتصفية اليمن وتصفية سوريا وتصفية ليبيا والتضييق اقتصاديا على الاردن حد الخنق المبرمج فالكرم امتد ليس بالمال وحده انما بالدم والارواح والفزعه اصبحت مشهودة بالمليارات.
اليوم تطور الامر اكثر فالشعر تبدل ليكون ردحا مبرمجا في القنوات الفضائية وكل شقيق يحاول ان يجعل من شقيقه متهما رغما عنه بينما نتسابق في اعلان الكرم واعلان التعاطف والحب اذا ما تعلق الامر بالشقية البريئة والمستورة اسرائيل والقهوة العربية صرنا نشربها حسب الطريقة الايفانكية .
كل ما نحتاجه فط ان تطل المودموزيل ايفانكا علينا وتمعطنا غمزة واحده لنهتف يا خيل العرب اركبي ويبدا ضرب السيوف ودق القنا والشتم وتخريب العلاقات والتجويع فقط بغمزة…واحده والشعار الوحيد الذي يتم تداوله ابشر وانا اخو ايفانكا..
الى اين وصلنا في هذا الزمن هل اثبت التاريخ ان العرب امة لا تنظر الا بين قدميها فقط وان كانت نظرتهم شمولية فهي ربما تصل حد الكرش المندلق الى ما بين القدمين فلا فرق بين النظرة الواحدة والشمولية كلها تهدف الى المتعة.
والمصيبة الكبرى ان الامة العربية وصلت الى اضعف حالات الهوان شعبيا ورسميا فالاموال التي تنفق لاستقبال مدام ايفانكا تكفي لسداد عجز دولة كاملة والاتفاقيات التي توقع لو وظفت في الصناعة لربما سبقنا بلاد العم ترامب بسنوات.
زمان كان عنتر يحب عبله وكان يقاتل ويغزوا ويقتل لاجل عيونها وكل ما كان يريده ودها وان يعترف به والده كابن شرعي وبقي على هذا الحال حتى سدد اليه سهم في خصيته ارداه قتيلا.
اليوم كلنا نريد ان نعرف اين الاب الشرعي وكلنا نريد رضا الاب الحنون ترامب وكلنا يطلب الود من ايفانكا وكلنا يمكن ان نهاجم بعضنا ونقتل بعضنا وكلنا بلا حول ولا قوة وسنقتل يوما بطلقه مباشرة تصيب خصيتنا فلا نربح ايفانكا ولا حتى نحظى بنظرة من هيفا وهبة .
للامانة فان الامور ما عادت تفرق في الاصل هي خربانة خربانه ولن تصلح ابدا ما دام الشعراء فقدوا الحروف والفرسان فقدوا الخيول والاعلام العربي امتهن الردح ونشر الفضايح والكرامة اصبحت مرهونة بغمزة واحدة من طنط ايفانكا والمصيبة دائما نخسر والسيدة هي من تربح.
ساق الله ايام الحجة تاتشر والخالة هيلاري والعمة اولبرايت وايام المباريات لمن كان الفطبول جرابات وبدكم الصراحة اكثر الحق على الاحتراف وسالم محمود والسيد مارك اللي صنع الفيديو والمباشر وعلي انا اللي مصدق للان ان لدى العرب تاريخ مشرف ولم يبدا تاريخهم من عيون ايفانكا …وانو عندهم رياضة . وابشر يا طويل العمر وانا اخو ايفانكا بس مين ايفانكا؟؟؟؟؟؟؟