ابشرْ ؛ كلنا معاك / كامل نصيرات

ابشرْ ؛ كلنا معاك

أكثر كلمة تتردد في الشارع الأردني وفي أسطح البيوت ..وفي الأزقة والحارات ..أينما ولّيتَ وجهك : ابشر ابشر ابشر ..كلنا معاك ..احنا فزعتك ..ويكبر رأس المرشح ويضيف على قائمة (الـ إبشر) (ابشر) جديدة ؛ تتحول في آلة حسابه الخيالية إلى رقم كبير : القاعدين خمسطعش ..كل واحد اقل شي يمون على خمسة أصوات ..خمسة بخمسطعش ؛ يعني أقل شي خمسة وسبعين صوت خلي ثلثهم ما يصدق معي ؛ يصفيلي خمسين صوت ..نعمة وفضل ..وتتهلل أسارير المرشح ..بجلسة واحدة ضمت الخمسين ..بأربع خمس قعدات باليوم ؛ صاروا أقل شيء ميتين و خمسين صوت ..بثلاثين يوم صار العدد أقل شيء 7500 صوت ..وقاعدة عشائرية 2500 صوت ..و متفرقة (نتاتيش )من هون وهون ألف صوت ..خلص نطّينا حاجز العشر تلاف ..هكذا يحسبها المرشح ..هكذا تلعب به الألاعيب ..هكذا تفعل به كلمة (ابشر) ..!
يا لهذه الكلمة و سحرها ..و التي على أرض الواقع ليست إلا عقاباً حقيقياً و جماعياً لحالات الخجل و النفاق ..عقاب للمرشح الذي يعد الناس بما لا يستطيع و يوزع الأحلام في كل اتجاه ..وعقاب للناخبين الذين لا يريدون قطع الطريق مع هذا المرشح خوفاً من أن يصبح نائباً عنجد ..!
كلنا ندور في دائرة الحسابات الخاطئة ..كلنا نريد الأفضل و نختار الأسوأ ..كل واحد فينا يريد للأفضل أن ينجح باستثناء انتخابه هو المجبر عليه عشائرياً أو تخجيلاً أو لحاجة ما ..ويكتشف الجميع في النهاية ..أن الغالبية اختارت الأسوأ لأنها أناطت الأفضل بغيرها ..!
ما زلت أتذكر حكاية برميل العسل .. كان المطلوب من كل عائلة في القرية أن تتبرع بكاسة عسل واحدة ووضعها في البرميل ..فكر أحدهم أن يضع كأس ماء بدلاً من العسل لأن ماءه سيضيع وسط العسل الكثير في البرميل ..وعند فتح البرميل كان البرميل كله ماء ..لأن تفكير الناس كان نفس التفكير ..!
هذا فعل ال (ابشر)..سيل ماء لا حدود له ..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى