نريد وطنا / علي الشريف

نريد وطنا

حين كنا نتابع الحملة الانتخابية لمجلس النواب الاردني صابنا شعور للوهلة الاولى ومن حجم الشعارات المرفوعة والوعود التي يطلقها المرشحون انا اما مرحلة جديدة ستجعل من الاردن واحة ديمقراطية ومدرسة بالتشريع وستجعل الاسعار في متناول الجميع فكل الشعارات كانت تندد بالغلاء و شعرنا ان مجلس النواب الذي سياتي سيحرر فلسطين قبل القسم.
مرت الايام وانتهت الانتخابات وافرزت مجلس نواب جديد حمل كثيرا من الوجوه الجديدة ولم نرى تشريعا واحدا وزادت الاسعار بشكل جنوني اما الديمقراطية فقد تراجعت خصوصا الحريات الاعلامية اما بالنسبة لفلسطين فقد تواصل الكفاح حتى اغلق المسجد الاقصى ولم يرفع فيه الاذان .
ومن شعارات الوهم التي كنا نراها والتي اجمع عليها الجميع هي المطالبة بمحاربة الفساد والقضاء عليه ومحاسبة الفاسدين وكاني بهم يعلمون ان هم الشعب هو الفضاء على الفساد.
كل ما كنا نسمعه كان مجرد هذيان انتخابي والمصيبة اننا كنا نمارس الفزعة لحمل هذا الهذيان تحت القبة وما ان انتهت الانتخابات حتى جلسنا نبحث عن خدمات وعن اعفاءات طبيه وعن واسطة وظيفية ونسينا ان الهدف الاسمى لوجود مجلس هو سن التشريعات التي تنظم حياتنا بل اننا قمنا بتفريغه من اسباب وجوده.
وبعد ذلك بدانا نندب الحظ ونطالب بحل المجلس فالغلاء اكلنا وكلهم كانوا ضده ولوضع العام يكاد ان يكون اشبه بالطاحونة التي يدور رحاها على الجميع واما الفساد الذي اجمع كل من ترشح على محاربته لم يتغير ولم يتبدل بل قي واشتد عوده.
اليوم نعيش هذه الاجواء تماما ولكن من خلال انتخابات مختلفه وهي الانتخابات البلدية واللامركزية ونرى شعارات بالجملة ووعودا كبيرة جدا لو تطبق ربعها لاصبحت مدننا هي المدن الفاضلة .
هل ما نسمعه هذيان انتخابي ووعود تطلق في الهواء نرفعها ونتبناها مع ادراكنا التام انها لن تتحقق ولا يمكن لها ان تتحقق خصوصا ان ما نراه حاليا عبارة عن فزعة ومحاولات تدخل القوات المحمولة لايصال مرشحها الى المكان الذي يريد.
بالامس كنت في احد المدن ولاجل الصدفة تمت دعوتي لحضور لقاء انتخابي لاحد المرشحين وحين حديثه شعرت انني اقف شخص يحمل العصا السحرية التي ستغير وجه المدينة وكنت اريد ان اخوض معه بجدال لكني توقفت فما الفائدة من محاولة اقناعه ان لون العشب اخضر وهو يقول اصفر.
اغلب من يترشحون يدركون تمام الادراك ان كل شعاراتهم ستذهب ادراج الرياح وبانهم لا يمكن لهم عمل شيء واغلب من ينتخبون يدركون الامر تماما لكن العرس الديمقراطي لا يحلوا الا بوجود الدبكة والدحية ورغبة الناس باعلان فوز مرشحهم على غيرهم هو ما بات يدفع بمؤسساتنا الى الانهيار.
نريد مرشحا ينقلنا من هذيان الشعار والوعد والانتخابي الى واقعنا الحقيقي يحدثنا عن قدراته وما يمكن له ان يفعل بامانه واخلاص ولا يحدثنا عن احلام سعيدة او قصة مدينة جميلة قراها في كتاب .
نريد مرشحا يعدنا بمزيد من الفقر وبمزيد من الازمات ونريد مرشحا صادق الوعد يخرج علينا بشعار انه لا يستطيع تغيير شيء ونريد مرشحا يفوز لانه الاصدق والاكفا ولا نريد مرشحا حين يخسر يتهم الدولة بانها لا تريده او يقول رسبوني
ونريد ناخبا لا يختبيء خلف الفزعة الفوضوية انما يقف امام واجبه الديني والوطني الاخلاقي لا ناخب وظيفه او خدمه بسيطة او علاقات ونريد ناخبا يدرك ان الوطن اكبر من العشيرة ومن الاصل والمنبت ومن شارع في حارة وشعار لا يمكن تحقيقة.
نريد ناخبا يؤمن بان الاوطان ليست مزرعة وان التغيير يجب ان يكون للاصلح وفي مصلحة الوطن نريد مرشحا اكبر من شعار مكتوب على يافطة انتخابية وناخبا اكبر ان يكون سلما .
نريد ناخبا يصنع التغيير كما يجب ينتخب الاقدر والاكفا يصنع وطنا ولا يصنع صنما كلنا ناخبين ومرشحين يجب ان يكون شعارنا نريد وطنا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى