إنهاء الإحتلال بوابة لاستقلال العرب
. لقد جَعل المشروع الصهيوني في فلسطين الوطن العربي يعيش حالتي الاستعمار والاحتلال بشكل مترابط ، فاحتلال فلسطين سبب أساسي في استعمار الدول العربية وتخلفها ، الى جانب ثروات المنطقه الاستراتيجية . وأصبحنا أمام تحدين هما التحرر والتحرير، بمعنى الاستقلال للدول العربية والتحرير لفلسطين . وإن نجاحنا في أحد التحديين يسهم في نجاحنا بالثاني ، والشعوب فيهما تصبح الطرف المؤهل وصاحبة المصلحه في المواجهه . *
مُنحت الدول العربية استقلالا مزعوما بصفقات ثنائية ،والاستقلال لا يمنح صدقة ولا صداقة ، بل يتغير شكله وطريقته بغية ترسيخه بلا كلفه . حتى الدول التي وضعت تحت وصاية الأمم المتحدة وأعلن استقلالها بآليات التأهيل والتفاوض الوهمية دون كفاح مسلح كان استقلالها وهميا . فهي في الواقع كما في الدول العربية قد انتقلت من حالة الاستعمار المباشر الى حالة الاستعمار غير المباشر او بالوكالة .*
وهذه الحالة واضحة في دولنا من انفصال انظمتها عن شعوبها ، وتبعيتها السياسية ، وسياساتها الاقتصادية ، ومن تشكيل خطابها السياسي والاقتصادي استجابة للخطاب الاجنبي لا من الواقع الوطني . إن مهمة الشعوب العربية في التحرر من الاستعمار المُقَنع صعب ولا يلقى تفهما دوليا ولا مسوغا قانونيا ،بل تكفلا صهيونيا وأمريكيا بابقاء الحال. فإذا ارادت وشعوبها التحرر فعليها إنهاء الاحتلال .*
أما احتلال فلسطين فلم تكن دوافعه مجرد استعمارية كما هي دوافع الاستعمار التقليدي تاريخيا ، باستثنا حالة ما سمي بالفتوحات . بل كان قائما على ادعاء تاريخي ديني بملكية الارض . وأستثني من مفهوم الفتوحات العراق وبلاد الشام ومنها فلسطين لكونها اراض اعتمرها العرب الخارجون من الجزيرة قبل أكثر من ست الاف سنه ولم تخلُ يوما من الوجود العربي بأسماء الأموريين والكنعانيين والاشوريين والكلدانيين والاراميين وغيرهم وهذه حقيقة اثبتها علم التاريخ الموثق وأصحاب الاختصاص الغربيون بالتحليل العلمي السكاني والجعرافي وبالمخطوطة المقروءة والمنحوتة والرقم ، ولم نسمع رأيا علميا مخالفا لهم .*
إن صك الانتداب الذي صاغه الحلفاء فوض بريطانيا بتنفيذ وعد بلفور وكان ذلك بمثابة قرار دولي باعتبار فلسطين أرضا تاريخيه لليهود ومن ضمنها الارض الاردنية كجزء من فلسطين . وجاء فصل الاردن عن الوعد مرحليا لتثبيت اقامة دوله اسرائيل في المرحلة الاساسية من اجل استيعاب المحاذير السياسية والسكانية والاقتصادية المترتبة على الاحتلال. *
حقق الأردن والمقاومه الفلسطينيه تراجعا لدى دول العالم والأمم المتحدة تمثل في التوافق على أن الضفة الغربية التي احتلت عام 67 هي اراض فلسطينية محتلة ، وأن الاردن دولة مستقلة عن فلسطين . إلا أن اسرائيل تراجعت الى الحد الذي تعتبر فيه أن فلسطين التاريخية التوراتية تشمل المنطقة من البحر الى النهر الأردن الحالي ، وأنها ستحتفظ بالقسم الغربي من البحر الى النهر وتترك القسم الاكبر المتمثل بالاردن الحالي الى العرب (الفلسطينيين والاردنيين ) حيث ان قرار التقسيم قسم فلسطين بين اليهود والعرب وليس بين اليهود والفلسطينيين .*
هذه الرؤية الاسرائيلية تخالف الرؤية الدولية ، والحل المتبلور بدولة فلسطينية على اراضي فلسطين التي احتلت عام 1967 . لكن الدول الفاعلة التي تفهم النوايا الاسرائيلية وتسمعها شفاهة بالكواليس ، تغطي تقصيرها وفشلها في استخدام آلية الفصل السابع لازالة الاحتلال طبقا للميثاق ، بالتحايل على الشعب الفلسطيني من خلال مسلسل المفاوضات الذي لا نهاية له الا بترسيخ وتقنين الاحتلال .*
المهزوم والمحتلة أرضه عندما يذهب لطاولة المفاوضات فليس لتقريعه أو ليدفع غرامة ويكتب تعهدا ويأخذ ارضه ويمشي ، بل للتوقيع على استسلامه وعلى مستحقات هزيمته السياسية والمادية والمعنوية ، والمفارقه التاريخيه أن العرب والفلسطينيين دفعوا كل تلك المستحقات بالمجان ، فقد اعترفوا بدولة اسرائيل وباحتلالها عام 48 وعقدوا معها اتفاقيات صداقة وتعاون ، وفاوض الفلسطينيون عقودا وكل ذلك كان على وقع استمرار اسرائيل في تهويد الارض وضمها وهو المطلوب صهيونيا .*
الصورة أمامنا تعكس سقوط كل الخيارات الدبلوماسية وسقوط الأمل بالعرب وبالعالم ، وزيف مفهوم الأمن الجماعي ، واستحالة استخدام آلية الفصل السابع من الميثاق لطرد المحتل لأنها بيد امريكا راعية الاحتلال . والدول العربيه حالها من حال أنظمتها التي غيرت العقيدة القتالية لجيوشها وهزمت شعوبها فهي دول مهزومه تعيش تحت استعمار مقنع . والقيادة الفلسطينية نسخة عربية مدجنه.*
هل هذه الصورة تُحفز الفلسطينيين على رفض النهج الذي يصر عليه أصحابه بنتائجه الكارثية ؟ وهل يعود لمنطق التاريخ في نهج المقاومة لتحرير وطنه كنهج ما زال هو الحقيقة في عصر الأمم المتحدة . إن لنهج المقاومة مسوغا قانونيا وأخلاقيا وسيكون له دعما دوليا ، وحليفا أوحاضنة شعبية عربية واسعة . إن الخطوة الأولى أمام انطلاقة المقاومة هي التخلص من أوسلو وكل الأيدولوجيات التي تعيق وحدة الشعب الفلسطيني . مقاومة لا تستهدف أي شيطان أو متعاون تحت أي ظرف ففي ذلك دعما للتناقض الأساسي ، بل تستهدف اسرائيل ومصالحها فهي وحدها صاحبة القرار . *
إنهاء الإحتلال بوابة لاستقلال العرب
. لقد جَعل المشروع الصهيوني في فلسطين الوطن العربي يعيش حالتي الاستعمار والاحتلال بشكل مترابط ، فاحتلال فلسطين سبب أساسي في استعمار الدول العربية وتخلفها ، الى جانب ثروات المنطقه الاستراتيجية . وأصبحنا أمام تحدين هما التحرر والتحرير، بمعنى الاستقلال للدول العربية والتحرير لفلسطين . وإن نجاحنا في أحد التحديين يسهم في نجاحنا بالثاني ، والشعوب فيهما تصبح الطرف المؤهل وصاحبة المصلحه في المواجهه . *
مُنحت الدول العربية استقلالا مزعوما بصفقات ثنائية ،والاستقلال لا يمنح صدقة ولا صداقة ، بل يتغير شكله وطريقته بغية ترسيخه بلا كلفه . حتى الدول التي وضعت تحت وصاية الأمم المتحدة وأعلن استقلالها بآليات التأهيل والتفاوض الوهمية دون كفاح مسلح كان استقلالها وهميا . فهي في الواقع كما في الدول العربية قد انتقلت من حالة الاستعمار المباشر الى حالة الاستعمار غير المباشر او بالوكالة .*
وهذه الحالة واضحة في دولنا من انفصال انظمتها عن شعوبها ، وتبعيتها السياسية ، وسياساتها الاقتصادية ، ومن تشكيل خطابها السياسي والاقتصادي استجابة للخطاب الاجنبي لا من الواقع الوطني . إن مهمة الشعوب العربية في التحرر من الاستعمار المُقَنع صعب ولا يلقى تفهما دوليا ولا مسوغا قانونيا ،بل تكفلا صهيونيا وأمريكيا بابقاء الحال. فإذا ارادت وشعوبها التحرر فعليها إنهاء الاحتلال .*
أما احتلال فلسطين فلم تكن دوافعه مجرد استعمارية كما هي دوافع الاستعمار التقليدي تاريخيا ، باستثنا حالة ما سمي بالفتوحات . بل كان قائما على ادعاء تاريخي ديني بملكية الارض . وأستثني من مفهوم الفتوحات العراق وبلاد الشام ومنها فلسطين لكونها اراض اعتمرها العرب الخارجون من الجزيرة قبل أكثر من ست الاف سنه ولم تخلُ يوما من الوجود العربي بأسماء الأموريين والكنعانيين والاشوريين والكلدانيين والاراميين وغيرهم وهذه حقيقة اثبتها علم التاريخ الموثق وأصحاب الاختصاص الغربيون بالتحليل العلمي السكاني والجعرافي وبالمخطوطة المقروءة والمنحوتة والرقم ، ولم نسمع رأيا علميا مخالفا لهم .*
إن صك الانتداب الذي صاغه الحلفاء فوض بريطانيا بتنفيذ وعد بلفور وكان ذلك بمثابة قرار دولي باعتبار فلسطين أرضا تاريخيه لليهود ومن ضمنها الارض الاردنية كجزء من فلسطين . وجاء فصل الاردن عن الوعد مرحليا لتثبيت اقامة دوله اسرائيل في المرحلة الاساسية من اجل استيعاب المحاذير السياسية والسكانية والاقتصادية المترتبة على الاحتلال. *
حقق الأردن والمقاومه الفلسطينيه تراجعا لدى دول العالم والأمم المتحدة تمثل في التوافق على أن الضفة الغربية التي احتلت عام 67 هي اراض فلسطينية محتلة ، وأن الاردن دولة مستقلة عن فلسطين . إلا أن اسرائيل تراجعت الى الحد الذي تعتبر فيه أن فلسطين التاريخية التوراتية تشمل المنطقة من البحر الى النهر الأردن الحالي ، وأنها ستحتفظ بالقسم الغربي من البحر الى النهر وتترك القسم الاكبر المتمثل بالاردن الحالي الى العرب (الفلسطينيين والاردنيين ) حيث ان قرار التقسيم قسم فلسطين بين اليهود والعرب وليس بين اليهود والفلسطينيين .*
هذه الرؤية الاسرائيلية تخالف الرؤية الدولية ، والحل المتبلور بدولة فلسطينية على اراضي فلسطين التي احتلت عام 1967 . لكن الدول الفاعلة التي تفهم النوايا الاسرائيلية وتسمعها شفاهة بالكواليس ، تغطي تقصيرها وفشلها في استخدام آلية الفصل السابع لازالة الاحتلال طبقا للميثاق ، بالتحايل على الشعب الفلسطيني من خلال مسلسل المفاوضات الذي لا نهاية له الا بترسيخ وتقنين الاحتلال .*
المهزوم والمحتلة أرضه عندما يذهب لطاولة المفاوضات فليس لتقريعه أو ليدفع غرامة ويكتب تعهدا ويأخذ ارضه ويمشي ، بل للتوقيع على استسلامه وعلى مستحقات هزيمته السياسية والمادية والمعنوية ، والمفارقه التاريخيه أن العرب والفلسطينيين دفعوا كل تلك المستحقات بالمجان ، فقد اعترفوا بدولة اسرائيل وباحتلالها عام 48 وعقدوا معها اتفاقيات صداقة وتعاون ، وفاوض الفلسطينيون عقودا وكل ذلك كان على وقع استمرار اسرائيل في تهويد الارض وضمها وهو المطلوب صهيونيا .*
الصورة أمامنا تعكس سقوط كل الخيارات الدبلوماسية وسقوط الأمل بالعرب وبالعالم ، وزيف مفهوم الأمن الجماعي ، واستحالة استخدام آلية الفصل السابع من الميثاق لطرد المحتل لأنها بيد امريكا راعية الاحتلال . والدول العربيه حالها من حال أنظمتها التي غيرت العقيدة القتالية لجيوشها وهزمت شعوبها فهي دول مهزومه تعيش تحت استعمار مقنع . والقيادة الفلسطينية نسخة عربية مدجنه.*
هل هذه الصورة تُحفز الفلسطينيين على رفض النهج الذي يصر عليه أصحابه بنتائجه الكارثية ؟ وهل يعود لمنطق التاريخ في نهج المقاومة لتحرير وطنه كنهج ما زال هو الحقيقة في عصر الأمم المتحدة . إن لنهج المقاومة مسوغا قانونيا وأخلاقيا وسيكون له دعما دوليا ، وحليفا أوحاضنة شعبية عربية واسعة . إن الخطوة الأولى أمام انطلاقة المقاومة هي التخلص من أوسلو وكل الأيدولوجيات التي تعيق وحدة الشعب الفلسطيني . مقاومة لا تستهدف أي شيطان أو متعاون تحت أي ظرف ففي ذلك دعما للتناقض الأساسي ، بل تستهدف اسرائيل ومصالحها فهي وحدها صاحبة القرار . *