إندبندنت: قصة القرصنة على هاتف بيزوس لن تختفي وتكشف عن محاولات السعودية ملاحقة أعدائها

سواليف
تحت عنوان “أسرار وأكاذيب وحروب السايبر: ماذا تخبرنا عملية القرصنة لهاتف جيف بيزوس عن هجمات السعودية في الخارج” نشرت صحيفة “إندبندنت” تحليلا لمراسلها الدبلوماسي كيم سينغوبتا قال فيها إن السعودية التي رفضت تقارير عن ضلوعها في اختراق هاتف مالك شركة أمازون تملك القدرات لها الدوافع للهجوم عليه.

وقال إن السعودية التي رفضت الإتهامات باعتبارها “سخيفة” ودعت إلى تحقيق شامل حتى نعرف كل الحقائق سخيفة في موقفها هي الأخرى، ذلك أن حسابات مرتبطة بشكل مباشر بحسابات ولي العهد محمد بن سلمان لعبت دورا في هذه العملية الوقحة والخطيرة. والسؤال الذي طرحه خبراء الإنترنت والأمن الإلكتروني عن السبب الذي دفع فيه السعودية تبني هذا الطريق مع وجود أدوات أخرى للتجسس على أمازون ومالكها. واستخدم وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود نفس الكلمة “سخيفة” وذلك في معرض سؤاله عن التقارير أثناء مشاركته بمنتدى دافوس الإقتصادي.
وقال “أعتقد أن “سخيفة” هي الكلمة المناسبة، ففكرة قيام ولي العهد باختراق تلفون بيزوس هي ساذجة”. ولكن الأحداث الأخيرة تظهر أن القواعد العادية من الحذر لا يمكن تطبيقها على المملكة وعائلته المالكة، وعدم التعامل مع نفيها القاطع في ظاهره. وعلى الواحد منا تذكر الرد السعودي على جريمة قتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية وتأكيد السعودية أن الحديث عن وفاته “غير صحيحة قطعيا وبدون أساس” إلى جانب دعوتها للتحقيق وإثبات أن شيئا لم يحدث. وكما هو معروف فالتحقيقات المتعددة لم تكن جيدة للسعودية، فقد تم توريط الأمير محمد بن سلمان ورجال بالجريمة وثبت أن جمال لم يمت فقط بل وقطعت جثته. ولم يكن التحقيق الذي قامت به السعودية سوى محاولة للتبييض وحكمت على خمسة من المسؤولين غير المهمين بالإعدام. ومن المفترض أن يدعم السعوديين التحقيق الذي دعت إليه الأمم المتحدة في اختراق هاتف بيزوس، صحيفة واشنطن بوست التي عمل فيها جمال خاشقجي. وأشار الكاتب إلى البيان المشترك للمقررين الخاصين بالأمم المتحدة في شؤون القتل خارج القانون والإعدام الفوري أغنيس كالامار وديفيد كي وعبرا فيه عن القلق بشأن التقرير الذي يقترح تورط محمد بن سلمان بالتجسس على هاتف جيف بيزوس. وقالا إن التقرير الذي كشف عن اختراق الهاتف من خلال حسابات خاصة على “واتس آب” للأمير يبدو موثوقا. وقامت شركة أف تي أي كونسالتينغ بفحص جنائي لهاتف بيزوس ووجدت أن كميات كبيرة من البيانات بدأت تخرج من هاتف بيزوس على مدى 4 أسابيع من تلقيه رسالة فيها فيديو من حساب بن سلمان في منتصف عام 2018. وكانت صحيفة “الغارديان” قد نشرت نتائج التقرير أول مرة وقالت إن رسالة مشفرة من حساب يستخدمه الأمير قد تكون اخترقت تلفون بيزوس. وكتب مالك أمازون في منشور عام 2019 أن السعودية بدأت تتعامل مع كعدو نظرا للمقالات التي نشرها جمال خاشقجي على صفحات “واشنطن بوست”. واقترح غافين بيكر الذي يعمل مستشارا أمنيا لبيزوس تورط السعوديين. في آذار (مارس) 2019 كتب بموقع “ديلي بيست” قائلا “توصل محققونا وعدد من الخبراء بثقة عالية أن السعودية وصلت إلى هاتف بيزوس وحصلت على معلومات خاصة”. وقال بيزوس إن الهجوم سمح لمجلة التابلويد “ناشونال إنكويرر” للحصول على رسائله الخاصة التي تبادلها مع مقدمة البرامج التلفزيونية لورين سانشيز التي أقام عليها علاقة عاطفية خارج الزواج. والتقى محمد بن سلمان حسب صحيفة “نيويورك تايمز” ديفيد بيكر مع المدير التنفيذي لشركة “أمريكان ميديا إنك” ناشرة “ناشونال إنكويرر” في السعودية عام 2017 وظلا على تواصل. ولم يكن بيكر غريبا على تقديم الهدايا لأصدقائه، ففي أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2016 قام بشراء قصص عن علاقات المرشح في وقته دونالد ترامب العاطفية وقتلها. وأكد متحدث باسم شركة أمريكان ميديا إنك أن لا علاقة لشركته بأي جهة خارجية ولا السعودية. وقال محام باسم بيكر إن الصور لم يكن مصدرها السعودي. ولو صدقنا ما قاله بيزوس، فالدافع للقرصنة على هاتفه كان موجودا. لكن ماذا يعني هذا. فالسعودية مثل بقية دول المنطقة على علاقة مع متعهدين أمنيين وفي دول متعددة ومن ضمنها بريطانيا وإسرائيل. واشتكى المعارضون لنظام الرياض من ملاحقاتهم عبر برامج تجسس مثل بيغاسوس الذي صنعته شركة إسرائيلية. وقدم الناشط عمر عبد العزيز المقيم بكندا ضد الشركة الإسرائيلية المصنعة للبرنامج بتهمة اختراق هاتفه. وفي قضية منفصلة قدمت “واتس آب” شركة أن أس أو غروب دعو قالت فيها إن برنامجها بيغاسوس أصاب 1.400 هاتف نقال بهدف اختراق الرسائل فيها. وعلاقة السعودية مع شركات الأمن لا تقتصر على شركات السايبر.
فقبل عامين ونصف، ظهرت تقارير عن محاولات مسؤولين على علاقة مع العائلة المالكة الحصول على عقود لاغتيال أعداء المملكة مع الجنرال قاسم سليماني الذي اغتيل في بغداد هذا الشهر.
وتمت مناقشة العرض في الرياض في آذار (مارس) 2017 بحضور الجنرال أحمد عسيري نائب مدير المخابرات العامة في حينه، حيث عزل بعد اغتيال جمال خاشقجي. ورفضت السلطات السعودية التعليق وكذا محاميي رجلي الأعمال اللذان حضرا اللقاء، جورج نادر، الأمريكي-اللبناني ورجل الأعمال الإسرائيلي جويل زامل. ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” من ضمن مؤسسات إخبارية تفاصيل عن اللقاء. وفي الوقت الذي رفض فيه العرض أخبر نادر السعوديين عن شركة في لندن يديرها أفراد سابقون من الوحدات الخاصة “أس إي أس” قد ترغب بالعقد. ولم يتم الكشف عن الشركة. ويرى الكاتب أن قصة القرصنة لن تختفي. وربما كشف تحقيق أن تورط ولي العهد السعودي بالقرصنة على هاتف جيف بيزوس “سخيف” ولكنه ربما كشف عن العالم المظلم والسري لحرب السايبر، أسرارها وأكاذيبها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى