إلغاء #ديوان_الخدمة المدنية و #دبكة_الشيشة
#نصر_شفيق_بطاينه
تتجه نية الحكومة الى الغاء ديوان الخدمه المدنية في العام القادم وذلك حسب ما أعلنت الحكومة انه جزء من التحديث والتطوير الأداري في الغاء او دمج بعض المؤسسات الحكومية توفيرا للنفقات أو تخفيضا لاعداد الموظفين ، قديكون هذا جائز في الغاء او دمج المؤسسات الحكومية المستقله والتي يمكن اعادتها الى وزاراتها الأم مثل الهيئات المستقله المنبثقة عن بعض الوزارات والتي فصلت كما يقال لتنفيعات أولاد علية القوم من النخبه وتتمتع برواتب وامتيازات كبيرة مقارنة مع نفس الوظيفة أو ما يعادلها في الدوائر الحكومية الخاضعة لسلم درجات الوظائف التابع لقانون الخدمة المدنية ، أما في حالة الغاء ديوان الخدمة المدنية فالأمر مختلف فهذا يا سادة يا كرام لا يدخل في باب التطوير والتحديث انما يدخل في باب التهرب أو الفشل في ايجاد حلول أو وظائف للأعداد الكبيرة من الخريجين والمتراكمة طلباتهم للتوظيف بانتظار دورهم في ديوان الخدمة المدنية .
تقول الحكومة أو ديوان الخدمة لا فرق بأن الحكومة لا تستطيع استيعاب او ايجاد شواغر وظيفية لأكثر من ٨ الى عشرة الاف شخص سنويا ، جميل جدا وهناك القطاع الخاص والشراكة معه والتي هي من طرف واحد وتريد الحكومة من القطاع الخاص ان يتحمل الجزء الأكبر من التوظيف لديه دون منحه بعض الأمتيازات أو اعفائه او التخفيف عليه في بند الرسوم والضرائب حتى يتمكن من التوظيف ودفع الرواتب من المبلغ الموفر عن طريق تخفيف الأعباء المالية المفروضة عليه تجاه الحكومة وحتى لا يبقى لهذا القطاع عذرا او حجة للتهرب من توظيف طلاب الوظيفة والتخفيف من حدة البطالة .
كان الأجدى في تطوير وتحديث ديوان الخدمه بدل الغائه هو اتباع تعليمات جديدة وأساليب توظيف تقوم على شيء من العدالة مثل اعطاء اولوية قصوى للخريجين القدامى واعتبار عامل السن والتوظيف فورا لا امتحانات ولا ما يحزنون فلا يعقل ان يكون خريج جامعة عمره بالعشرينات متوظف واخر عمره بالثلاثينات غير متوظف بنفس التخصص بحجة امتحانات القبول والمقابلات الشكلية والتي هي عقبة وتطفيش لطالب الوظيفة فلا يعقل خريج بعد عشر سنوات يدخل في امتحان تنافسي مع خريج له سنتين او ثلاثة فالأول لا يكاد يحفظ اسمه واسم اخوته ، يا جماعة … لا الله بقبل ولا عبيده … ،ثم ما فائدة مقابلة أو امتحان تحريري يسأل فيه عن بعض أسماء الصحابة او بعض اماكن وتواريخ بعض المعارك والغزوات واسئلة اخرى على شاكلتها ، وما علاقة ذلك بموظف اداري مثلا مطلوب لدائرة الأحوال المدنية او وزارة الزراعة او الشباب وغيرها ….. فالموظف الجديد لاي دائرة حكومية يسلم الى موظف قديم ويدربه على عمله الجديد والمطلوب منه ادامته وكفى الله المؤمنين القتال ، قد يكون مطلوب فحص كفاءة فنية في بعض التخصصات المهنية ولا ضير في ذلك …
ان طلب عشرات المئات من الشباب للتقدم للامتحانات في أيام ودوائر حكومية مختلفة وانجاح العشرات منهم فقط ( للعلم اثناء كتابة المقال هناك طلبات للمعلمين وغيرهم منسبين لأمتحان القبول صدر في وسائل الاعلام ) لهو ضرب من اضاعة الوقت والجهد والمال على طرفي المعادلة الحكومة والشباب بالاضافة الى تعشيم الشباب واعطائهم امل بأنهم مطلوبون للتوظيف تماما مثل الحمل الكاذب ، فمجرد رؤية الشخص العاطل عن العمل اسمه في كشوفات المطلوبين لامتحان الوظيفة يبدأ خياله في العمل ويشعره انه المقصود بالوظيفة وانها قاب قوسين أو ادنى فيبدأ فيلم أحلامه في بناء القصور والعلالي والزواج والأبناء ومكان السكن ويسير في هذه السكة حتى قبل الموت بقليل ليتفاجأ بعد عدة أيام ان أسمه غير موجود في كشوفات الناجحين أو المطلوبين للوظيفة فتنهار كل الأحلام والعلالي فوق رأسه وكل جرافات واَليات البلدية ما بتنظف الأنقاض عنه وحوله ، ويكتشف انه كان يطارد خيط دخان ، فتنسيب ثلاثة او اربعة أشخاص لكل وظيفة ثم اختيار احدهم اذا تم لهو اللامبالاة والاستهتار بمشاعر المتقدمين .
التطوير الاداري والتحديث الذي خرج به خبراء التطوير والتحديث هو التوظيف عن طريق العقد السنوي للموظف اي يجدد عقد التوظيف سنويا ، فمجرد ان يطالب الموظف بترقية او علاوة او احتج او اعتصم او ناقش مديره او عطس او قح قحة في غير موعدها وطار رذاذها امام مكتب المدير فورا سينهى العقد ويصدر الأمر خذوه فغلوه وافصلوه وانهوا عقده وعلى الدار ودوه …..وأصبح الأمان الوظيفي في خبر كان واخواتها ….
نسأل ويتساءل المواطنين عن نصف مليون طلب توظيف في الديوان ما مصير أصحابها ؟! هل يعزف كل طالب وظيفة عزفا منفردا ويبحث عن وظيفة في غياهب الجب أو ويقلع شوكه بيده ؟ ومن يضمن عدم دخول الواسطة بقوة أكثر من الان في الحصول على وظيفة عندما تصبح الوظائف مرهونة ومنوطة بالجهة الطالبة ؟ ومن سيراقب عدالة التوظيف ؟ وهل شاخ الديوان وتعب من حمل نصف مليون طلب توظيف على ظهره واصابه ديسك ؟! قد يكون هناك ملاحظات محقة او غير محقة في بعض تجاوزات التوظيف ولكن يبقى هناك امل لطالب الوظيفة بأنه قد يجد فرصة عمل في يوم من الأيام اذا أطال الله في عمره ان لم يجد فرصة عمل داخل الوطن أو خارجه …يذكرني الغاء ديوان الخدمه المدنية بهذه الحالة ، ففي الأفراح والليالي الملاح والاعراس تقام الدبكه الشعبية المعروفة في تراثنا وهذه الدبكة يكون على رأسها لويح أو قائد الدبكه ويكون محترف وقادر على توجيه فرقة الدبكه والسيطره عليها ، وكان أحد معارفنا وأقاربنا مشهور بذلك في أوساط الدبيكة وبعد سنوات طويلة من ذلك الفن يبدو انه شاخ او تعب وتقدم به العمر فاخذ يختصر في وقت قيادته للدبكه واخترع حركة لنهاية الدبكه يعطى مع اخر ايعاز للدبكه بأن يقول الحركه الفلانية مع الشيشه ( بالفتح ) وهذا يعني ان كل واحد من الدبيكه يدبك لوحده عدة دقائق ثم يذهب الى الاستراحة أو في حال سبيله ، طبعا الأمر يصبح شوربة وبدون ملح ، فعليه على كل طالب وظيفة أن يسحب طلبه من الديوان ويلوح به بيد وشهادته باليد الأخرى ويدبك لوحده ويغني حيا الله الاردنية …..وبعدين الى حيث القت