إفلاس

#إفلاس

#محمد_طمليه

* أحب ان أبقى مفلساً, وأصبو الى العيش في دنيا تخلو من النقود.

* فما ان أتسلّم راتبي, او “حطام الراتب” كما يسميه الزملاء في القسم المالي, حتى تبدأ عملية تبديد تستمر يومين فقط, ثم أغدو مفلساً بالكامل, فأخرج عندئذ الى السوق مقتنعاً ان كل الحاجيات المعروضة هناك هي ملكي طالما انني عاجز عن امتلاكها, والطريف انني “أفاصل”, وأعاين السلعة مراراً وتكراراً, ثم أنصرف عنها الى سلعة ثانية وثالثة. وبالمناسبة, فان كل السلع التي أتفحصها لا تلزمني بتاتاً. وأظلّ افكر في حياة يعيشها الانسان من دون ان يكون في حاجة لشيء.

مقالات ذات صلة

* وأمشي في السوق وسط الزحام. وأحسبني “مكسيم غوركي” عندما جاب ربوع “روسيا” مشياً على قدمين حافيتين, وكان مفلساً بالمرّة. وأحسبني “وليم فوكنر” الذي كان فقيراً, وكان يسهر كل ليلة مع رفاق فقراء ايضاً, ثم حصل هذا الكاتب على “جائزة نوبل للاداب”, وصار ثرياً, فتغيّرت معاملة الرفاق له, وقد لاحظ هو ذلك, فقال لهم: “ما بكم? انها مجرد نقود”. وتحضرني رواية “خريف البطريرك” لكاتبها “ماركيز”, والتي جاء فيها ان الجنرال خصص قصراً استضاف فيه كل الذين هربوا من بلدانهم بعد ان سرقوا مال الشعب, وها هم يشيخون مع مالهم اللعين.

* عالم بلا نقود. ونحن جميعاً حفاة, وبما يكفل ان يأخذ الواحد منا حجمه الطبيعي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى