.وقفة ما بعد “العيد”

[review]لم أعهده جديّاً الى هذه الدرجة، غارقاً بالتفكير الى هذا الحد..كانت ملامحه ثابتة وجلسته مستقيمة وكأنه يستعد لأخذ صورة شخصية ، لم يتفوه بكلمة واحدة طوال الجلسة، مع انها كانت جلسة جدل وعصف اجتماعي سياسي بكل المعايير ..فكل الجالسين أفرغوا ما لديهم من ذخيرة "الكلام" ، كانوا يتصيدون اللحظة ، وبمجرد ما فتح موضوع "مجلس النواب" حتى نصبوا "قاذفات التوقعات" وبدأوا يطلقون ما يملكون من خبرات و"مسموعيات" حول أسباب الحل ، و قانون الانتخاب الجديد،والأسماء المطروحة، وموعد الاقتراع.. مال قليلاً ، أخرج أبو يحيى من جيبه "باكيت سجائره" أخرج واحدة ثم حك عود الكبريت بطرف "الشحّاطة" ..أشعلها ونفخ على العود دون أن ينطق بحرف واحد وعاد لصمته..
تعالت الأصوات في الركن المقابل ، وسمعت بعض عبارات الرهان تضمنها تحدي بحلق" نصف الشوارب" وبراهين مقنعة من طرف المتحدث ، ونفي متفاوت الدرجات من قبل المستمعين..
وضعت رأسي موشوشاً أبا يحيى:
• أنا- هل توافقنا أن حل مجلس النواب عيد؟
• أبو يحيى- نعم مع اختلاف بسيط
• أنا- كيف؟؟
• أبو يحيى: عادة ما تسبق العيد "وقفة"
• أنا: صحيح!
• أبو يحيى: لكن "عيد حل المجلس" يجب ان تتبعه "وقفة"!!!
• أنا: عظيم، بماذا تفكر؟!
• أبو يحيى:هذه المرة "حُلّ المجلس"، ترى ماذا لو جرت انتخابات جديدة وعادة نفس الوجوه؟!
• انا: نعم؟؟ فال الله ولا فالك!!
• أبو يحيى: نقول فرضاَ
• أنا: لا اعرف!! سحب نفساً غزيراً بالنيكوتين والقطران ..ثم تنفس اقتراحاً ممزوجا بزفير مرير
• عدت الى سؤال نفسي بصوت مسموع وأنا أتفحص ملامحه الجامدة :اذا عادت نفس الوجوه للمجلس مرة اخرى، حقاً ماذا نفعل؟؟!!
• أبو يحيى: بسيطة، نحلُّ"الناخبين"!!!

منشور بموقع خبرني الشقيق
www.khaberni.com

ahmedalzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى