سواليف
لم تمر دقائق على ما نقلته وكالات الأنباء عن ملامح تغير في موقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وتلويحه بعمل عسكري ضده، على إثر دلائل قوية بقصف قواته لمنطقة “خان شيخون” بمدينة إدلب بالسلاح الكيماوي، حتى خرج أحد الإعلاميين الموالين لرئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، متوعدا ترامب نفسه، وقائلا إنه أظهر وجهه الحقيقي تجاه العرب.
وبعد أن نقل خبرا عن شبكة “سي إن إن” الأمريكية مفاده أن “دونالد ترامب” لديه نية للتحرك العسكري ضد الجيش السوري في أعقاب ارتكاب تلك المذبحة، انفعل الإعلامي المعروف بموالاته الشديدة للسيسي، مصطفي بكري، على الهواء، في برنامجه “حقائق وأسرار”، عبر فضائية “صدى البلد”، مساء الخميس، وهاجم الرئيس الأمريكي بشدة، في تناقض واضح مع ما سبق أن مدح به بكري ترامب نفسه، خلال الساعات والأيام الأخيرة.
وفي البداية، قال بكري: “نحن الآن أمام مرحلة خطيرة.. أمريكا تريد أن تضرب سوريا وجيشها ومطاراتها ونظامها ومنشآتها.. لمصلحة من؟ لمصلحة إسرائيل”.
وأضاف: “ترامب يكشف عن وجهه، وهو يعرف تماما أين يقع الإرهاب، لكنه بفعله ذلك إنما يكشف عن
وجهه سريعا.. أوباما أخذ له كام شهر.. إنما ترامب يعلنها من الآن.. ما هذا التحرك السريع؟ وما معنى ضرب مطارات سوريا وجيش سوريا ومنشآت سوريا؟”.
وأجاب بكري: “هذه مؤامرة أمريكية صهيونية تستهدف الوطن السوري، وليس فقط النظام السوري.. انتظروا لمَّا تحققوا، وتوصلوا لنتائج معينة.. إنما هذا كله يؤكد أن الخطة واضحة ومحددة، وهي إفشال السلام، وضرب الدولة السورية، وتدمير ما تبقى فيها بعد مؤامرة استمرت لسنوات”.
واستدرك بالقول: “لكن بالتأكيد، هذا التطور الخطير قد يدفع إلى اشتباك سوري أمريكي، وروسي أمريكي، قد يدفع إلى إشعال المنطقة بأسرها”.
وتابع: “فليتوقف ترامب عن تهديداته؛ لأنها تهديدات تستهدف الأمة كلها، وليس فقط سوريا فقط، بأي حال من الأحوال”.
ورأى أن “ما يحدث خلال هذه الساعات خطير للغاية، ويفجر المنطقة بأسرها، وقد يقود إلى حرب عالمية جديدة”.
وأردف: “علينا أن ندرك ذلك؛ لأن أمريكا لن تتحرك بمفردها، وإنما ستتحرك ومعها دول غربية وتركيا وآخرون، وفي الوقت نفسه: لا أظن أن روسيا سوف تنتحى جانبا وتترك سوريا تُدمر على يد ترامب، الذي تفاءل به البعض كثيرا، وتصورنا أنه فعلا ضد الإرهاب”.
واختتم بكري تعليقه قائلا: “يبدو أن مفهوم الإرهاب عند ترامب هو كل عربي ومسلم.. فعلينا أن نفيق
سريعا، ولو تدخل بهذا الشكل، فترامب سيكون عدو كل عربي، وعدو كل مسلم على الأرض العربية وغير العربية”، على حد قوله.
