إعادة تضبيط دول وثقافة الاقليم على مِسطرة العولمة..ايران وسوريا انموذجا..

إعادة تضبيط دول و #ثقافة_الاقليم على مِسطرة العولمة.. #ايران و #سوريا انموذجا..
ا.د #حسين_طه_محادين*
(1)
التدرج في تحقيق الاهداف.
ايدلوجياً وتكنولوجياً…يؤمن قادة فكر وعلم سياسات العولمة اللادينية والمعتمدة في فلسفتها على العلم تخطيطا وتنفيذ ، وبمعزل عن مضامين الاديان وهم؛ دول اوروبا الغربية وإسرائيل الذين اصبحوا قادة القطب الكوني الواحد في “الارض والفضاء” منذ تسعنيات القرن الماضي ، وبالتالي حُق لهم كأقوياء العمل المتدرج وبكل الوسائل ؛ على ضرورة إعادة تضبيط افكار ، وسلوكيات دول العالم الجديد بثرواته وصراعاته بشكل يخدم ايدولوجيتهم القائدة للكون حاليا رغم وجود الصين وروسيا كمنافسين لواحدية العولمة الغربية المنشأ والتاثير معاً. اما قادة العولمة فهم دول الغرب واسرائيل بقيادة امريكا، وبالتالي يتوجب عليهم لاستمرار تفردهم بالقطب والفكر الواحديّن؛ تفتيت القوى الاخرى وتوجيه الصراعات المخالفة لافكارهم نحو مصالحهم ، انطلاقا من اجراءاتهم لتقسيم دول وحلفاء السوفيت السابقين التي نجحوا في استقطابها الى جانبهم في الاتحاد الاوربي وهم “دول اوروبا الشرقية التي استقلت بعيد وعبر ربيع براغ كمرحلة اولى ” وهذا السلوك الهادف – لغايات الرصد والتحليل هنا- مبرر منطقيا من منظور البعد الامني اولا،علاوة على اهمية وخطورة قرب دول اوروبا الشرقية الجغرافي/السكاني لهم، ثانيا ،وترابطا مع توق سكان تلك الدول”المستقلة” بثرواتها واسواقها للالتحاق بالنمط الديمقراطي التعددي؛ والسلمي الغربي كبديل عن مركزية الدولة الشمولية في دول الاتحاد السوفيتي ،وما سقوط جدار برلين وارتدادته عالميا الا المثال والنموذج؛ اللذان إريد عولميا تصديره وتعميمه ؛ ولو بالقوة لاحقا كما حصل في العراق وسوريا وايران مثلا؛ وعلى كل الدول ذات الافكار/الايدلوجيات الصراعية ذات الجذور القومية والدينية الشمولية في الدول النامية من العالم ،كون استمرار بقاء مثل هذه الافكار المناهضة للغرب المعولم؛ تمثل مهددا فكريا للنموذج العولمي الاشمل اي “الوظيفي الراسمالي” .
اما في دول منطقتنا- الشرق الاوسط القديم والجديد معا – وبحكم استمرار صراعنا الحضاري التاريخي والعقدي ايضا مع اسرائيل النووية المحتلة ؛وهي راس الحربة للغرب المعولم في منطقتنا فيجب ان يبقى الحبل السري الغربي معها وبتفوق على كل دول وافكار دول هذا الشرق اوسط الدموي.
(2)
لقد شكل سقوط كل من:-
أ- دولة البعث “الايدلوجي” في العراق على يد ولاية الفقيه الايرانية المناوئة للشيطان الامريكي الاكبر والتي بدورها حلت هي وحلفاؤها محل النظام العراقي السابق؛ بعيد انتهاء العدوان الثلاثيني عليه وسقوط النظام فيه حيث حُل الجيش العراقي حينها !ما ادى الى ظهور المليشيات المسلحة المدعومة من ايران وغيرها في العراق.
ب- سقوط دولة الجماهيرية الليبية كصاحبة فكر ما.
كل الذي يبق ، قاد بدوره الى قيام امريكا واسرائيل ومن خلفهما دول العولمة الداعمة بالمطلق لهما فكرا واسلحة ؛ اذ نحجت في تحجيم وتقزيم التحالف الايدلوجي السياسي الطائفي بين ايران لبنان وسوريا كمحور”للمقاومة رغم تبدله نحو مفهوم الممانعة”.
ان هذا الفكر والتخطيط العميق لدى دول العولمة، قد نجح امس الاول في تغيير نظام بشار الاسد، بصورة لافته من حيث ان الثوار الذين قادوا التغيير اتسموا بتصدير نموذج جديد في واقع ومظاهر الثورات المعاصرة، حيث تجلى بالحفاظ على موجودات ومؤسسات الدولة، العسكرية ،والمدنية والقيادات السياسية، باستمرار عملها ؛ وهي نفسها التي كانت عاملة مع بشار الاسد وبقيادته…الامر الذي اشار ضمنا الى ان دول العولمة قد استفادت من اخطائها في العراق عندما حل الجيش العراقي الامر الذي خلق فوضى كبيرة في العراق ودول الاقليم نتج عنها ظهور المليشيات المسلحة في العراق والاقليم”ايران ببرنامجها النووي”الاسلامي” حيث سبق وان نادت ايدلوجيا وعسكريا بوحدة ساحاتة في معركتها مع اسرائيل وامريكا في كل من؛ لبنان وغزة واليمن وسوريا عبر دعمها الفكري شيعيا، والعسكري لكل من، حزب الله في لبنان، ومنظمة حماس والحوثيين في اليمن إذ تم انهاكهم عسكريا وبالتالي تم تغير حكم بشار الاسد في سوريا المجيء بمجلس انتقالي للحكم الجديد.
(3)
اخيرا…
بناء على ما سبق وبالترابط معه لم يبقى في الاقليم ، من هو مؤدلج شيعيا وعسكريا سوى الميليشيات المدعومة من ايران التي باعت ميدانيا حلفائها ،فهل ستبيع ايران مجددا حلفائها في العراق خلال قادم الشهور..؟ بعد اجبرت من دول العولمة ووسط صمت روسي وصيني على الانكفاء الى حدودها الجغرافية وبالتالي تخليها عن شعار وبرامجها لتصدير الثورة الذي اطلقته بداية ثمانيات القرن الماضي مع مجيء الامام الخميني، وذلك حفاظا على برنامجها النووي وأمن النظام في ظل تنامي حركات تمرد في عربستان وغيرها من القوميات التي ضمتها وبالقوة مع الجزر العربية الثلاث المحتلة من قبلها في الخليج حيث ضمت دولة بلاد فارس التي عرفت قبلا بهذا الاسم لتصبح لاحقا جمهورية ايران الاسلامية.
اخيرا.. التساؤلات المفتوحة على التفكر والحوار بالتالي اجدى ،

  • هل ستصمد الميلشيات الايرانية في العراق في غضون الشهور القادمة وهي أخر الاذرع المسلحة الصراعية لايدلوجية ولاية الفقيه في طهران والاقليم..؟.
  • الى متى ستبقى قوات حماس المجاهدة التي أرهقها الحصار صابرة ومستمرة في اقبية واكناف غزة الصابرة، وهل سنرى قريبا اتفاقا ما اسراىيل للحفاظ على مقاتليها الاشداء ، ام اننا سنشهد -لاسمح الله- عمليات مسلحة جديدة قوية جدا ومختلفة عما سبق استخدامه اسرائيليا منذ على اندلاع 7 اكتوبر للقضاء عليها بعد ان تراجع دعم ومشروع الحليف الايراني من دعم لثوار غزة من جهة، ومن الجهة الاكثر خطورة، ما امر به الرئيس الامريكي ترامب الجميع قبل ايام والمتضمن، على الجميع ضرورة إنهاء الوضع في غزة واطلاق سراح المحتجزين لدى حماس قبل مباشرته سلطاته الدستورية فهل نحن جميعا على
  • وشك تضبيطنا افرادا ،ثقافة ودول اقليم حسب مقاسات ومتطلبات العولمة اسرائيليا وامريكيا كما حصل بسرعة منذ مدة ليست طويلة مع ايران وحليفها منذ اربعين عاما حزب الله في لبنان ،وسوريا في الايام القليلة الماضية ..؟.
  • قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى