أيسر الحرافشة
عندما تتعامل مع أحدهم تكون أفعالك و ردودها مقيده بأفكار لاشعورية مثل الجنس و الإنتماء العشائري و الوظيفة و ممتلكاتك من المال و درجات القرابة و مقياس ما تتوقع من محبة أو كراهية و العمر و المركز الإجتماعي و الألقاب و الرتب و الشهادات و الخوف من شيء ما “سلطة الدولة” مثلاً لذلك تبدأ الشخصية شيئاً فشيئا بالبعد عن الصدق و القرب من التزييف و أرى أن هذا نوع من القمع و الدفن الخفي هو غير ظاهر على المشهد و لكن تأثيره حاضر لذلك نبدأ بالبعد عن نقطة التجرد و كأن المشهد إلى حد ما كالشجرة و كل ورقة هي صفة تحاول تجميل الاغصان المجردة للشجرة و كلما سقطت ورقة بدأت بالإنكشاف و ملامسة النسمات الباردة و إنتشار هذه المعادلة في المجتمعات العربية غالباً و التخلي عنها في الغرب مما رفع من حرية تكوين الشخصية و غياب مهمة تجاوز هذا الكم الهائل من الحواجز لذلك يقتربون من الصدق بدون الدين الحق و هو الإسلام بعد ختام الوحي و لو أنه فقط صحت عقيدتهم لفازوا بثمار أفعالهم .
السؤال الذي يطرح هنا هل هذا إستغناء عن الدين؟
الجواب لا هذا لغياب الدين أصلاً عما يتم تأصيلنا و تربيتنا عليه سواء على المستوى الفردي او الجماعي الذي يتبع هوى
المزاج و العادات والتقاليد و حب المال و تعاليم مكتسبة بشكل خارجي من الشارع مثلاً أو من المدرسة أو أساليب البلد الحاكم لقيادة وعي الناس و من يقومون بمهمة تشويه و محاربة الإسلام مع تربية دينية سطحية أقرب أكثر إلى إصطلاح ماخذ العباده عاده أي أنها لا تؤثر في سلوكه و أخلاقه لأن مرده ليس إلى الدين و إنما إلى ما سبق ذكره قد يكون سلوكه مقبول داخل بناء المسجد او التواجد في أي مكان فيه ممارسات إسلامية إحتراما لقداسة المكان او الزمان كشهر رمضان المبارك و انه من خلال إدراكه البصري و السمعي يتذكر إرتكازه الروحاني و هو الإسلام فالجوهر الداخلي لديه فارغ كمن شرب ماء و لم يأخذ معه شيئا منه فسيعود للعطش مجدداً و تلك هي الحكمه من إدامة ذكر الله لألا تنسى من أنت و اظن أن أقرب مثال يوضح ذلك هو إبتداع آلة المسبحة في زمن كثرت فيه الملهيات و إحذر أن تقرن او تربط دين الله العظيم المنزه الحامل لصفات الصانع المبدع عز وجل بشيء أو شخص أو نشاط كل تلك تحدث كالنقطه الحسنة إن حسنت في بحر الدين الهائل.