إصلاح العباد أم رحيل حمّاد
لا يختلف إثنان حول حجم الأزمات والمُلمّات التي تحيق ببلادنا؛ لكنّنا نختلف دائماً حول تشخيص الأسباب والمسببات فنفشل في حلّ ومواجهة هذه الأزمات وتجاوز هذه العقبات… 🙁 جوهر المشكلة يا سادة ليس في سلامة حمّاد ولا في عمر الرزاز مع حفظ الألقاب… وهذا لا يعني دفاعي عن أفعالهما بل هي محاولة لوضع الأمور في نصابها 🙁
فقد طالبتم برحيل النسور فرحل… ثمّ طالبتم بإسقاط الملقي فسقط… واليوم تطالبون برحيل سلامة وعمر ورميهم في البحر… فهل سيحل ذلك مشاكلنا لو استقالا أو أُقيلا أو أُستُقيلا… 🙁 مشكلتنا يا سادة تكمن في جوهر ثقافتنا وتربيتنا السائدة التي تسمح لنا بتجاوز القوانين ومخالفتها بل والاستمتاع بذلك في كثيرٍ من الأحايين…. 🙂
بالله عليكم حاولوا مكاشفة ومصارحة أنفسكم ولو لمرّة واحدة في العُمر وأجيبوا على مثل هذه الأسئلة:
كم واحداً منكم يُحاول التعدّي على حقوق الآخرين في طوابير الباصات وطوابير البنوك وطوابير الخبز كلّ يوم… 🙂
كم واحداً يتجاوز السرعة المحددة أثناء القيادة… 🙂
كم واحداً منكم يصطف بسيارته في أماكن يُمنع فيها الاصطفاف فيعيق حركة السير… 🙂
كم واحداً منكم مستعد للتهرّب من الضرائب… 🙂
كم واحداً منكم مستعد لتقديم الرشوة ولاستخدام الواسطة للحصول على ما يُريد…. 🙂
كم واحداً منكم يتمنّى التهرّب من دفع فواتير الكهرباء والماء… 🙁
كم واحداً منكم ينتخب نائب الوطن لمجرّد أنّه من أبناء العمومة أو أبناء العشيرة… 🙁
كم دكتوراً قام بتنجيح أبناء عشيرته على حساب غيرهم…. 🙁 كم دكتوراً خان أمانة التعليم والبحث العلمي… 🙁
كم طبيباً خان أمانة الطب وقسَم أبوقراط… 🙁
كم مهندساً خان أمانة المهنة… 🙂
كم أمّاً وأباً فرّطا في حقوق تربية أبنائهم … 🙁
كم… وكم… وكم…. 🙂 فهل تعتقدون حقّاً أنّ المشكلة في شخص وزير أو رئيس وزراء… 🙁 والله لو صَلُحنا وأصلحنا أنفسنا لصلحَ وزراؤنا ولصلح اختيارنا لنوّابنا ولصلحت جميع أحوالنا…. 🙁
حلّ مشاكلنا يا سادة لا يكون برحيل شخص وتعيين شخص… يا سادة والله لو تولّى وزارة الداخلية الخليفة الراشد وفاروق الأمّة عمر بن الخطاب لأشبَعَنا ضرباً بالدرّة والسياط… 🙁 #Love_Jordan
