إسرائيل تخطط لتوسيع حديقة على أراض تابعة للكنائس في القدس

سواليف

علم “التايمز أوف إسرائيل” أن #المسؤولين #الإسرائيليين يستعدون للمضي قدما في مشروع غير مسبوق لتوسيع #حديقة_وطنية على #أراض مملوكة للكنيسة #المسيحية ومواقع مقدسة مسيحية في #القدس الشرقية، مما أثار معارضة شرسة من القادة المسيحيين المحليين.

لن تجرد هذه الخطوة مالكي الأراضي من ملكيتهم، لكنها ستمنح الحكومة بعض السلطة على ممتلكات الفلسطينيين و #الكنيسة والمواقع الدينية، مما دفع مسؤولي الكنيسة والجماعات الحقوقية إلى وصف الإجراء بأنه استيلاء على السلطة وتهديد للوجود المسيحي في البلاد في الأراضي المقدسة.

يسلط معارضو المشروع الضوء أيضا على العلاقة التي تربط الهيئة الحكومية التي تعمل على الدفع بالخطة بالجماعات القومية التي تعمل على ترسيخ الوجود اليهودي في مناطق القدس الشرقية المتنازع عليها، بما في ذلك حي الشيخ جراح المضطرب. تعتقد مجموعات حقوقية أن التوسيع المخطط للحديقة هو جزء من استراتيجية قومية أكبر لـ”تطويق” البلدة القديمة في القدس من خلال السيطرة على المناطق المجاورة للقدس الشرقية.

ستشهد الخطة 101-674788 توسيع حدود حديقة أسوار القدس الوطنية لتشمل جزءا كبيرا من جبل الزيتون إلى جانب أجزاء إضافية من وادي قدرون ووادي هنوم. ومن المقرر أن تُعرض أمام لجنة التخطيط والبناء المحلية في بلدية القدس للحصول على موافقة مبدئية في 2 مارس. كان من المقرر عقد جلسة الاستماع في 10 أبريل – أحد الشعانين – لكن مؤخرا تم تقديم الموعد.

تقول سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية، التي تروج للمشروع، إن التوسيع مصمم لتجديد الأراضي التي تم إهمالها منذ فترة طويلة والحفاظ بشكل أفضل على المناظر الطبيعية التاريخية، وأنها لن تضر بممتلكات الكنيسة المدمجة في الحديقة الوطنية.

يجري التقدم في خطة توسيع الحديقة الوطنية وسط توتر متزايد في العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية وقادة الكنائس، الذين ادعوا أن مجتمعاتهم مهددة من قبل الجماعات الإسرائيلية المتطرفة.

تم إطلاع وفد ديمقراطي زائر من مجلس النواب الأمريكي على الأمر، وفي وقت لاحق أعرب أعضاء الوفد لرئيس الوزراء نفتالي بينيت خلال اجتماع يوم الخميس عن قلقهم بشأن المشروع. لم يبدو بينيت على دراية بالخطة التي لم تُعلن من قبل، لكنه أخبر المشرعين الأمريكيين أنه يبذل قصارى جهده لتقليل التوترات في القدس ومنع الخطوات التي قد تؤدي إلى اندلاع أعمال عنف جديدة، حسبما قال مصدران بالكونغرس للتايمز أوف إسرائيل.

يوم الجمعة، كتب بطريرك القدس للروم الأرثوذكس ثيوبوليس الثالث وحارس الأراضي المقدسة للكنيسة الكاثوليكية فرانشيسكو باتون وبطريرك الأرمن الأرثوذكس نورهان مانوجيان رسالة إلى وزيرة حماية البيئة تمار زاندبرغ، التي يشرف مكتبها على سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية، دعوها فيها إلى العمل من أجل ضمان إلغاء التوسيع المخطط له.
خريطة وضعتها منظمات يسارية تُظهر المناطق التي سيتم دمجها في حديقة أسوار القدس الوطنية.

وكتب قادة الكنائس “على الرغم من أن الخطة تم تقديمها رسميا من قبل سلطة الطبيعة والحدائق، يبدو أنه تم طرحها ويتم تنسيقها وتطويرها والترويج لها من قبل كيانات هدفها الوحيد الظاهر هو مصادرة وتأميم أحد أقدس المواقع المسيحية وتغيير طبيعته”، في إشارة إلى جبل الزيتون، الذي يؤمن المسيحيون أنه كان موقعا للعديد من الأحداث الرئيسية في حياة يسوع المسيح.

وجاء في الرسالة التي حصل عليها التايمز أوف إسرائيل “هذا إجراء وحشي يشكل هجوما مباشرا ومتعمدا على المسيحيين في الأراضي المقدسة، وعلى الكنائس وحقوقهم القديمة المضمونة دوليا في المدينة المقدسة. تحت ستار حماية المساحات الخضراء، يبدو أن الخطة تخدم أجندة أيديولوجية تنكر مكانة وحقوق المسيحيين في القدس”.

كما أرسل قادة الكنائس الرسالة إلى قناصل فرنسا، تركيا، إيطاليا، اليونان، إسبانيا، بريطانيا، والسويد في القدس، في محاولة واضحة لحشد الدعم الدولي لمعارضتهم.

وقالت متحدثة باسم سلطة الطبيعة والحدائق إنه في حين أن الكنائس قد لا تدعم المشروع، تأمل السلطة في التواصل معها جميعها قبل مناقشة الخطة في لجنة التخطيط الشهر المقبل من أجل إجراء حوار بهذا الشأن.

علاوة على ذلك، أصرت على أن المشروع لن يضر الكنائس وأنه مصمم للحفاظ على التضاريس التاريخية كما من المفترض أن تفعل الحدائق الوطنية.
لكن قادة الكنائس غير مقتنعين ويبدو أن هذه الخطوة في صدد تكثيف الجدل المحتدم بالفعل مع السلطات الإسرائيلية.

في ديسمب، أصدر البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس بيانا مشتركا نادرا حذروا فيه من أن المجتمعات المسيحية أصبحت هدفا لـ “الجماعات المتطرفة” في إسرائيل التي تهدف إلى طردها من القدس. وأشار قادة الكنائس إلى الاستحواذ الاستراتيجي على عقارات في مناطق مسيحية ودعوا الحكومة الإسرائيلية إلى التحرك ضد الجماعات القومية اليهودية التي تهدد وجودهم.

وردت وزارة الخارجية الإسرائيلية بالقول إن الاتهامات “لا أساس لها من الصحة” وحذرت من أنها “قد تؤدي إلى العنف وإيذاء الأبرياء”. كما قالت إن المسيحيين في إسرائيل يتمتعون بـ “الحرية الدينية الكاملة”.

اكتمال المرحلة الثانية؟

افتتحت حديقة أسوار القدس الوطنية في السبعينات. عندما تحركت الدولة لرسم حدود المشروع، حرصت على تجنب تضمين جزء كبير من جبل الزيتون حيث يوجد أكثر من اثني عشر موقعا مقدسا تاريخيا مسيحيا، بما في ذلك دير راهبات بريدجتين، وكنيسة ويري الجليلي، ومغارة جثسيماني وحديقة الرسل.

نظرت السلطات في خطة “المرحلة الثانية” لتوسيع الحديقة الوطنية في ذلك الوقت ولكن تم رفضها في النهاية بسبب حساسية الأرض التي كانت تسعى إلى دمجها.

بعد ما يقارب من خمسة عقود، عادت المرحلة الثانية إلى جدول الأعمال. وقالت المتحدثة باسم سلطة الطبيعة والحدائق إن الهدف من المشروع هو اصلاح الأراضي في وادي هنوم، والتي “تم إهمالها لسنوات وتعاني من [هجمات] التخريب والحرق المتعمد”.

وقالت المتحدثة إن جزءا كبيرا من الـ 68 فدانا المقرر دمجها في حديقة أسوار القدس الوطنية يُعتبر من أراضي الدولة.
قد يكون هذا هو الحال بالنسبة للأراضي المعنية في وادي هنوم، لكن أراضي جبل الزيتون، التي تشكل غالبية ما تسعى سلطة الطبيعة والحدائق إلى دمجه في الحديقة الوطنية، مملوكة ملكية خاصة. يتضمن عرض للخطة تم مشاركته داخليا مع مسؤولي البلدية وحصل عليه التايمز أوف إسرائيل خريطة تحدد أي أجزاء من أراضي جبل الزيتون مملوكة ملكية خاصة لملاك فلسطينيين وأي منها تملكها الكنائس الفرنسيسكانية أو الأرمينية أو الأرثوذكسية اليونانية.

الصلة بين سلطة الطبيعة والحدائق ومؤسسة مدينة داوود

وأوضحت المتحدثة بإسم سلطة الطبيعة والحدائق أن إعلان المناطق كحدائق وطنية أتاح للهيئة إطلاق مشاريع تهدف إلى تجميل المنطقة.

وقالت: “كجزء من أنشطتنا، ندير مشروعا مشتركا مع مؤسسة مدينة داوود حيث يعمل المدارس والشباب، من بين أمور أخرى، لتنظيف وترميم المدرجات وزراعة الأشجار. إن نتائج هذه المشاريع تتحدث عن نفسها – أصبحت الأماكن المهملة زوايا جميلة تخدم أولا وقبل كل شيء سكان المنطقة”. تُعرف مؤسسة مدينة داود بالعبرية باسم “إلعاد”.

لكن أكثر ما يخشاه النقاد هو انخراط مؤسسة مدينة داوود غير الربحية، بالنظر إلى أسلوب عملها المزعومة.

تقول منظمات يسارية إن سلطة الطبيعة والحدائق سمحت لمؤسسة مدينة داوود بالدفع بأجندة سياسية قومية في القدس الشرقية.

تم تحديد ذلك حتى من قبل مراقب الدولة السابق يوسف شابيرا في تقرير صدر في عام 2016 عن عمليات سلطة الطبيعة والحدائق وسلطة الآثار الإسرائيلية في البلدة القديمة.

وكتب شابيرا، “أدى تقصير سلطة الطبيعة والحدائق وسلطة الآثار الإسرائيلية إلى وضع أصبحت فيه مؤسسة [مدينة داوود]، من الناحية العملية، عاملا رئيسيا في مجال إدارة وتشغيل المواقع السياحية في حوض البلدة القديمة في القدس، دون إشراف كبير من قبل سلطات الدولة المسؤولة عن المنطقة و … هذا يرقى إلى تنصل كامل للدولة من سلطاتها”.
تعمل سلطة الحدائق والطبيعة مع مؤسسة مدينة داوود في حديقة مدينة داوود الوطنية، ويتم وضع شعاري كليهما عند مداخل الموقع في حي سلوان بالقدس الشرقية. كما سعت مدينة داوود إلى شراء منازل فلسطينية ونقل يهود إسرائيليين إليها.

ولم يرد متحدث باسم مدينة داوود على طلبات للتعليق.

من حديقة وطنية إلى تلفريك

لا يؤدي دمج أراض إضافية في حديقة وطنية إلى تجريد ملاك الأراضي المتأثرين من ملكية ممتلكاتهم، ولكنه يمنح سلطة الطبيعة والحدائق القدرة على تنفيذ قائمة طويلة من الإجراءات، بما في ذلك إجراء عمليات تفتيش، ومنح تصاريح عمل، وإجراء أعمال تنسيق الحدائق، ومشاريع الترميم والصيانة.

وتقول جماعات حقوقية إن سلطة الطبيعة والحدائق استخدمت الصلاحية لمنع المزارعين الفلسطينيين من قطف ثمار الزيتون من الأشجار التي تم دمجها في متنزه “عيمق تسوريم” الوطني بالقرب من جبل المشارف.

من شأن توسيع حديقة أسوار القدس الوطنية أن يمنح السلطات الإسرائيلية القدرة على تنفيذ مشاريع فوق ممتلكات الكنائس في جبل الزيتون، مثل مشروع التلفريك المثير للجدل. تم تعليق خطة نقل الركاب بين القدس الشرقية والغربية في أواخر العام الماضي بسبب معارضة وزيرة المواصلات ميراف ميخائيلي، زعيمة حزب يسار الوسط “العمل”.

لكن بلدية القدس لا تزال تدعم خطة التلفريك، إلى جانب مؤسسة مدينة داوود، التي تبني مركزا سياحيا في سلوان سيكون بمثابة المحطة الأخيرة على مسار التلفريك.
كنيسة مريم المجدلية الروسية الأرثوذكسية على جبل الزيتون في القدس، 24 يناير، 2020. (Ahmad Gharabli via AP)

ويقول منتقدون إن التلفريك سيحول أثمن المناظر التاريخية في القدس إلى حديقة ترفيهية، ويرى الفلسطينيون المشروع على أنه محاولة من قبل إسرائيل لتأكيد سيطرة إضافية خارج الخط الأخضر.

ضمت إسرائيل القدس الشرقية عام 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. يأمل الفلسطينيون أن يروا عاصمة دولتهم التي لم تتحقق بعد في القدس الشرقية، وهي تطلعات يعارضها اليمين الإسرائيلي.

“سوء استخدام ساخر للتراث”

تخشى المنظمات الحقوقية من أنه من خلال نقل العائلات اليهودية تدريجيا إلى حي الشيخ جراح وحي وسلوان شمال وجنوب البلدة القديمة وتوسيع حديقة أسوار القدس الوطنية لتشمل جبل الزيتون شرق البلدة القديمة، ستتمكن مؤسسة مدينة داوود من تطويق المنطقة مع المشاريع السكنية والأثرية والبيئية اليهودية.

في بيان مشترك للتايمز أوف إسرائيل، قالت منظمات “بيمكوم”، “عيمق شافيه”، “عير عميم” و”سلام الآن” اليسارية إن “هناك صلة مباشرة بين ما يحدث في الشيخ جراح وخطة التوسع”.
العلم الإسرائيلي يرفرف فوق مبنى في جبل الزيتون في القدس الشرقية، 13 مارس، 2019. (AP Photo / Ariel Schalit)

“نحن نعترض على سوء الاستخدام الساخر للتراث وحماية البيئة كأداة من قبل السلطات الإسرائيلية لتبرير التوسع الاستيطاني، ولإعادة تشكيل السرد التاريخي ولتحديد ملكية حوض البلدة القديمة”.

وقال داني سيدمان، الخبير في شؤون القدس ومؤسس منظمة “القدس الدنيوية” اليسارية، إن “الدوافع الكامنة وراء المخطط لا علاقة لها بالصيانة، والدوافع هي دوافع خفية تماما – إيديولوجية منظمات المستوطنين ذات الدوافع التوراتية إلى جانب حكومة تقدم عطاءاتها عن طيب خاطر، وتغض الطرف بسهولة أو أنها لا تفهم الأمر”.

المصدر
اسائيل اليوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى