إرهاب خالي من الكباب / يوسف غيشان

إرهاب خالي من الكباب

في الأوضاع الوطنية الحرجة، يجد الكاتب الساخر نفسه في وضع بالغ الحرج،فهو يعرف ان المزاج العام لا يستقبل مسخراته بأريحية في هذا الوقت، لكنه يعرف ايضا انه لا يستطيع ممارسة الشجب والإستنكار والإدانة بشكل تقليدي . احاول هنا ان اجد لنفسي مخرجا، دون ان يمون الذيب ولا تفنى الغنم.
“الحزام على خاصرتي والفتوى بجواز قتل الآمنين بيميني، حيث ابني قصري في الجنة على جثث المسلمين والمسيحيين (وحاشا اليهود من نقمتي فهم آمنين الا اذا تحولوا الى مسلمين) .” ربما يكون هذا القول تلخيصا محتملا وممكنا لما كان يدور في ذهن كل واحد من ناثري الموت والمتزنرين به، الذين يصرّون على دخول الجنة بالركلات الترجيحية.
لكن!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هل يعشق هولاء الشباب الموت ؟؟
ومن الذي جعل الموت اكثر بهاء وفائدة وجدوى من الحياة؟؟
بالطبع …فإننا نضع الذنب الأساس على فقهاء الظلام وأمراءالفجيعة!
لكن هناك اسئلة اخرى!!!
من الذي ساعد أمراء الظلام على ترويج بضاعتهم النتنة التي تبيح قتلنا وقتلهم وقتلكم؟؟؟؟
قبل ان اجيب على السؤال … اعرف اني قد افتح على نفسي ابواب جهنم ما.. على قاعدة ،مش وقته،او انني ابرر افرهاب والقتل.
لا لست كذلك …فأنا علماني حتى النخاع ، وماركسي متشكك…ولا ابحث في المعجم الطبقي عن مبررات لهؤلاء .. حتى لو بحثت فاني لن اجد شيئا يذكر ، لسبب بسيط ان معظم قادة هؤلاء ليسوا من الفقراء ولا حتى من صغار الموسرين بل من الارستقراطيين والاثرياء … حتى المنتحرين الناحرين فانهم خليط من الفقراء والآغنياء.. اقصد ان المعجم الطبقي لا ينفع هنا .. لأن الخطاب الديماغوجي( الدينيوي ) اكبر تأثيرا كما يبدو من حيثيات الصراع الطبقي.

نعود مرة اخرى .. من الذي ساعد فقهاء الظلام على تلويث ادمغة وارواح هؤلاء الناحرين المنتحرين؟؟؟
ببساطة ..نحن ايضا ..!!!.
نحن فعلا !!
..لأننا لم نقف ضد السياسات الحكومية التي تحول البلاد الى منتجع للفاسدين المفسدين ،حتى المواطنين فإنها تقسمهم الى مجموعة ضيقة من المستفيدين من سياسة الانفتاح السياسي و الاقتصادي … ومجموعة ثناية تتكون من الملايين من المتضررين المعزولين الذين يتلقون صدمات غلاء الاسعار والتضخم ويدفعون الثمن من قروشهم القليلة – ان وجدت – وهم الذين يدفعون ثمن الفساد والافساد وتوزيع الاعطيات على الانتهازيين وباعة الضمائر.
لا اقول ان العدالة الاجتماعية كانت ستمنع حصول هذه الكوارث.. لكني اقول ان العدالة والمواقف الوطنية الواضحة كانت ستجعل هذه الجرائم اكثر صعوبة على المنفذين و إمكانية اقناع هؤلاء بتفيذ هذه الجرائم اكثر صعوبة على فقهاء الظلام.
ببساطة .. لدينا ارهاب بلا كباب .. حيث يزدرد الكبار الكباب ويتركون لنا الارهاب .
استدراك : لا نريد كبابكم ولا ارهابهم

ghishan@gmail.com

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى