مقطع من رواية قنابل الثقوب السوداء
ابراهيم امين مؤمن
الجزء الثالث والاخير والذي يحمل نفس العنوان (إذا كنتَ الأقوى والأحقد تمكّن منك كلّ الشرّ )
-وآخر يقول..سمعت صياحًا فعدوت إلى مصدره فوجدتُ حُفرًا عميقة جدًا بجانب الشواطئ ، ثمّ مددت بصري فوجدت ماء البحر يختفي ..فتساءلتُ مَن حفر وأين الردم ! وأين السفن ولماذا الماء يختفي ؟.
-وقال أحد الكيميائيين من شهود العيان ..لم يكن هناك أي أثر لإشعاعات أو مخلفات نوويّة ، كلّ ما هناك بعض الحرائق البسيطة جدًا ، ولقد تمّتْ هذه الحرائق بسبب اشتعال بعض السيارات التي كانت قريبة من الشواطئ .
وعند سماع هذه الأقوال تيقنتْ وزارة الدفاع وال سي آي أي على الفور أنّه تمّ محو الجنود وسفنهم والماء الذي يجري بهم ، والعدة والعتاد والجدران والحوائط ، تمّ محوهم محوًا بالاختفاء التدريجيّ .
فأصابتْ الدهشةُ المشوبة بالفجيعة ال..السي آى أي -وزارة الدفاع -وزارة الخارجيّة .
أعلنوا حالة الطوارئ على الفور ، وأصدروا أمرًا بإرسال طائرة استطلاع للتحليق فوق الموقع .
في هذه اللحظة اتصلَ الرئيس الأمريكيّ جورج رامسفيلد بوزارة الدفاع وأخبرهم بالرسالة الأتية..
اتصلَ بى رئيس وزراء اليابان وقال إنّنا دولة اليابان المسؤولون عن الحدث ..يا عزيزي واحدة بواحدة ، ولا نودّ سماع عجرفتكم مرّة أخرى ، بل نودّ أن نراكم فئران في بالوعات المجاري فقط ، أسمعت يا مصّاص الدماء أنت وجيشك .
وقبل أن يغلق الخطّ قال بسخريّة ..على فكرة سيدي الرئيس اِنسَ قاعدتكم التي تتمركز عندنا ، فنحن منذ 1945 عطشى وآن لنا الآن أن نرتوي .
معاينة طائرة الاستطلاع…
وصلتْ الطائرة إلى هناك فلم تجد المعسكرات ، وقاموا بتصوير المكان .
هبط من الطائرة قادة استطلاع للمعاينة ، فنظروا بأعينهم فلم يجدوا آثر دماء ، واشتمّوا بأنوفهم فلم يجدوا أيضًا آثارًا لأيّ إشعاعات نوويّة .
بالطبع كاميرات المراقبة الموجودة على متن السفن اختفتْ ، ولا توجد وسيلة لمعرفة ملابسات الحدث بالضبط .
وهكذا ، لم تتمكن الإدارة الأمريكيّة من تفسير الحدث سواء من معاينة طائرة الاستطلاع أو من أقوال شهود العيان .
فاتّجهوا إلى الأقمار الصناعيّة .
فقامت ناسا بتحرّي الأمر وكانت المفاجاة..
ظهر في كاميرات الأقمار الصناعيّة التي كانت مثبتة على متنها لمراقبة الأساطيل الثلاث صور الأساطيل في حالة طبعيّة ، بعد ذلك ظهر أمامهم حلقة بمساحة ثمان كيلومتر مكعب اختفت تدريجيًا على مدار ثمان ساعات .
وهذا ما يطابق قول شهود العيان ، حيث أكّدوا أنّ الاختفاء كان على دفعات أو مراحل .
فحارتْ الإدارة الأمريكيّة ولم تستطعْ أن تفكَّ هذا اللغز العجيب ، فالتجأوا بالطبع إلى ناسا .
واجتمع مديرو وكالة ناسا وقالوا أنّهم اختفوا ولم يُقتلوا ، وأنّ الأمر أشبه بانتقالهم من أرض إلى أرض ، ومن مكان إلى مكان ، أى مِن بُعد إلى بُعد .
قال رئيس ناسا ..هي قنابل الثقوب السوداء ، ولن يقينا شرّ هذا إلّا جاك ، ومن لطف الله بنا أنّه الآن في أرض الوادي الجديد بمصر مع صديقه فهمان صاحب اكتشاف الجرافيتون الملعون..ويجب مراسلته على الفور .
قال بكْ ..أمّا اليابان فقد صنعتها بوساطة شيطانهم الأكبر ميتشو كاجيتا أثناء وجوده بالوادي الجديد .
وبهذا قد أزالتْ ناسا اللبس لدى الإدارة الامريكيّة .
كلّفتْ على الفور كتيبة مقاتلة تقلّها طائرة للنزول بأرض المصادم في الوادي الجديد لحماية جاك .
ثمّ اتّصلوا بالرئيس المصريّ وأخبروه بأنّ ولدينا فهمان وجاك سيتعرضان لعملية اغتيال خلال الساعات القادمة من قبل اليابانيين ، سيرسلون فرقة ساموراي عاتية .
واستطردوا ..سوف يصلك خلال بضعة ساعات أفضل مقاتلين في أمريكا للعودة بجاك .
وما زال البثّ اليابانيّ مستمر بشأن حادثة الأساطيل الأربعة ، وممّا قيل ..
إنّ اليابان أعظم امبراطورية في العالم ، وإنّ الجنس اليابانيّ أرقى جنس فيه ، وما كان لها أن تسكت عن ثأرها طوال كلّ هذه العقود الماضيّة .
وقيل أيضًا..
إنّ رئيس وزراء اليابان يحذّر أمريكا من أيّ عمل متهوّر ، وسيكون الردّ عنيفًا بقدرٍ لم يتصوره عقل ، وردّنا إزاء أيّ عمل متهوّر هو حذفهم من الخريطة الجغرافية .
وقول آخر لرئيس وزراء اليابان ..
إنّ اليابان أعظم امبراطوريّة في العالم ، ولمْ ولن يكون لها نظير في الكون ، حتّى الإله نفسه لا يستطيع أن يمتلك إمبراطورية كإمبراطوريتنا .
سمع هذه الأخبار بالطبع يعقوب إسحاق فآثر تهدئة الأوضاع في فلسطين حتى يجسّ نبض اليابان ، وأعلنتْ القنوات الإسرائيليّة أنّ على الأمريكان الامتثال التامّ لشروط أعظم إمبراطوريّة عرفها التاريخ وهي الإمبراطورية اليابانيّة .
ثمّ عقد اجتماعًا فوريًا غايته هو توفير كلّ طاقة إسرائيل للحصول على قنابل الثقوب السوداء بأيّ ثمن .
وقد قرّروا اقتحام المصادم بكتيبة مقاتلة لم يتحدّدْ أسماؤهم بعد ، على أن يتمّ دخول الكتيبة وخروجها بقنابل الثقوب السوداء مهما كان الثمن .
وقالوا إنّ القتال داخل المصادم سيفشل العمليّة ولا ريب ، وذاك لأنّ إنتاج القنابل لن يتمّ أبدًا فى ظلِّ أعمال القتال .
فالمطلوب السيطرة على فهمان أو جاك الذي معه الآن لتحقيق مأربهم .
أمّا الفلسطينيون..فظلتْ الأفراح تجوب كلّ شوارع فلسطين إثر الضربة الثأرية اليابانيّة ، ورفعت الرايات التي تندد بالاحتلال الصهيونيّ لها فتجرّأت الألسنة وأعلنتْ ما يعتمل في صدرها من كراهية ، وبدأتْ الانتفاضة تزأر وتستأسد الموقف رغم أنهم عجائز وصبيان ونساء .
وكانوا يسخرون من اليهود في أحد شعاراتهم أثناء الانتفاضة بقولهم ..برغوث برغوث .
أمّا العرب فتقاربوا مع اليابان ونفروا من الأمريكان بالمكر والخديعة .
جاك يضرب فهمان ..
ومن قلب المصادم ، رنّ جرس هاتف جاك .
إنّه رئيس وكالة ناسا .
ردّ جاك الو الو..فلم يسمع إلّا نشيجه الأشبه بنشيج طفلٍ يتيم .
-ثمّ قال بصوتٍ متهدجٍ ..ضاعت أمريكا يا جاك ، ضاعت يا جاك الولايات المتحدة الأمريكيّة .
-متفجعًا..قال ماذا حدث ؟
-ألم تشاهد الأخبار ؟
-لا لا ..تمالك نفسك حتى أفهم ما تقول ، قلْ لي ماذا حدث ؟ أفعلها ثقب سحابة أورط !
-فعلها ثقب كاجيتا يا جاك .
-ماذا حدث بالضبط ؟
-ذهبت أمريكا ، تدمّر جيشنا ، وغدونا أراذل العالم ، نسمع من اليابان كلام أسياد لاذلّ عبيد ليل نهار .
-سقط الهاتف من يده وأسرع إلى التلفاز وفتحه وعاين كلّ شيء من القنوات الأمريكيّة واليابانيّة بالأخصّ .
انتفض جسده ، وتشنّجتْ كلّ أعضائه ، وتدلّى رأسه وارتجف رجفة الزلزلة ، عبثًا حاول فكّ أعضائه لكنه ما استطاع .
حاول أن يستنهض مصادر قواه الداخليّة لكنّها نائمة تغطّ غطيط السكارى ، فأيقظها بعزيمة لا تُقهر فنهضت .
عندها أدرك ما حوله فتذكّر تحذيره لفهمان بإغلاق المصادم ..ثمّ صرخ مناديًا فهمان ..فهمان مهديّ ، مهديّ ..فهمااااااان .
فلبّاه وأتاه .
فلمّا رآه صبَّ جامّ غضبه بالانقضاض عليه ، جنّدله فوقع على الأرض ، ثمّ قفز فوقه فاقتعد بطنه ، ثمّ كيّل له اللكمات وهو منهار بدنيًا ونفسيًا ، وفهمان يتلقّى الضربات مستسلمًا ، يحاول عبثًا أن يتكلّم فما يستطيع ، فقد كانت هجمات جاك عليه كالبرق ، ظلّ يضربه حتى أفقده الوعي بعد أن انكسرتْ بعض أسنانه وتحطّمتْ أرنبة أنفه وخرّ الدم من وجهه ، كفّ عن الضرب ثمّ ركض على صدره وصرخ ، وظلّ يصرخ ، فلمّا رآه بلا حراك أصابه هذيان المجانين وفوبيا الجبناء على صديقه .
أمسك بكلتا يديه كتفيه يستفيقه فلم يستفقْ ، ألقى بأذنه نحو قلبه فوجد قلبه ما زال ينبض .
فرفعه من الأرض بيدين مرتعشتين ووضعه في مضجعه واتصل بطبيب ، ثمّ جلس بجانبه يمسح عنه دماءه وهو يبكي بشدة حتى أنّ دموعه سقطت على وجه فهمان فامتزجتْ دموعه بدمائه فغدا يمسح دموعه بدمائه ودماءه بدموعه ، ولم يفكرْ في شيء إلّا أن يتعافى فهمان .
أتى الطبيبُ وطمأنه وقال له..هو في حالة غيبوبة الآن فدعْه يسترح .
انزوى في الحجرة ونظر في الأعلى ثمّ قال في نفسه.. إن كانت أمريكا ذُلّت فلا يجب أن أخسر كلّ شيء ، علىّ بالإنتقام من كاجيتا أوّلاً ثمّ من مهديّ ، ثمّ وجّه نظره إلى فهمان قائلاً..أمّا هذا المسكين فلا ذنب له ولا جريرة .
أفاق فهمان فوجد صديقه أمامه وقد أغرقته دموعه .
-فاستعطفه جاك أن يسامحه ويغفر له .
-قال فهمان له بعينين زائغتين وصوت مضطرب..ماذا حدث ؟ لِمَ ؟
-ألم تذكرْ أنّي أنذرتك بقفل المصادم !كاجيتا…
-أوَ فعل شيئًا ؟
-قنابل الثقوب السوداء أُلقيتْ على أمريكا .
-صمت ، صمت ، ذهول ..ثمّ ردّد قائلاً..ما ذنبي لقد كلّمت رئيسي فأبى ، وكنتُ مريضًا حال وجوده ، علينا بتدبرالأمر إذن .
-نتدبره ! لا تدبير إلّا الحصول على هذه الملعونة الآن وبسرعة .
-نظر إليه نظرة رفض ولم ينبس بكلمة .
-فنظر جاك في عينيه وأدرك أنّه رفض وتخلّى عنه .
-فأمسكه من كتفيه بكلتا يديه وأخذ يهزّه بعنف وهو يصرخ ، أتتخلّى عنّي في مثل هذه الظروف ، لعنة الربّ عليك .
-لم يعلق فهمان وأراد أن يصرفه إلى شأنٍ آخر فقال ..أظنُّ أنّ كتائب من حرس المهام الصعبة الأمريكيّة في الطريق إليك لحمايتك ، وفرقة مقاتلة من الحرس الرئاسيّ المصريّ في الطريق إلينا لحمايتك وحمايتي أيضًا ، وفرقة ساموراي يابانيّة في الطريق الآن للقضاء علينا ، وإنّ أعتى فرقة مقاتلة من الجيش الإسرائيليّ في الطريق إلينا .
وجودنا نحن الاثنان هنا خطر ، فكلّ يعلم أنّ فهمان وجاك فقط هما الشخصين الذيْن يستطيعان صنْع هذه القنابل ، لذلك لابدّ أن نختبئ ، أو على الأقل ننتظر المدد لحمايتنا .
ولم يكمل الكلمة حتى جاءت فرقة حراسة مدجّجة بأسلحة من السيوف الضوئية من الحرس الرئاسيّ المصريّ ، دخلوا عليهما وأبلغوهما أنّهما تحت الحراسة المشدّدة ، ثمّ نظر قائدهم إلى جاك وقال ..أمّا أنت فنحن في انتظار كتائب حرس المهام الصعبة حتى نسلمك لهم .
قال جاك..وهل كان سبب هذا البلاء إلّا هذا الأحمق رئيسكم ، وربّي لن أدعه حيّاً..لا شأن لكم بي ، عليكم الآن بالانصراف حتى أنهي تجاربي..اُخرجوا أيّها الحمقى .
قال كبيرهم بسخريّة مشوبة بالعزم..لن ننصرف ، ثمّ هَسْهَسَ بشفتيه واضعًا سبابته عليهما رأسيًا كتحذير بألّا يحدث صوتًا .
وكان بالخارج حرسو جاك وفهمان .
فأصبح الاثنان بين حرسيهما ، فضلاً عن الحرس الرئاسيّ الذي حضر منذ لحظات ، وحرس المصادم الأصليّ .
أمّا حرس المصادم فهم تلامذة بالنسبة لباقي الحرس .
ولكنّ اللافت أنّ هناك روبوتًا متطورًا أهدته وكالة ناسا لينضمّ إلى حرسه البشريّ ، هذا الروبوت لم يفارقه حتى في مضجعه .
محاولة اغتيال جاك ..استكمال خطة رئيس الوزراء اليابانيّ…
لم تمض سوى لحظات وسمعوا جميعًا صوت جلبة ، وسيوف تصطك ، وأزيز أشبه بالصعقات الكهربائيّة ، تصدر من خارج المصادم ، على بوابته بالتحديد .
إنّه صراخ الموت الناتج من سقوطهم قتلى بفعل السيوف الضوئيّة والسلاح الأبيض ، بالإضافة إلى صوت ركلات ولكمات تكسّر العظام .
خرج الحرس الرئاسيّ المصريّ مسرعين شاهرين سيوفهم الشعاعية تأهبّاً للقتال ، ولقد أصابهم الذهول بعدما خرجوا مباشرة إذ رأوا فرق الحرس الثلاث يتساقطون صرْعى ، تنزف الدماء من كل أعضائهم .
فانضموا إلى حرسي جاك وفهمان وحرس أمن المصادم ليقاتلوهم ، وخرج في إثرهما جاك وتبعه روبوته وفهمان .
ودارتْ المعركة بالسيوف الضوئيّة من كلا الجانبين وبدا واضحًا التفوّق الرهيب لمقاتلي الساموراي .
انزوى فهمان مختبئًا ، بينما ظلّ جاك واقفًا كالمسمار يصرخ ألمًا من أعماقه ، وبجانبه روبوته لا ينظر إلّا إلى أحداث المعركة .
*وعلى البوابة الرئيسة للمصادم يدخل حرس المهام الصعبة الأمريكيّ واحد تلو الآخر بعد أن تمّ أخْذ أسلحتهم الناريّة ووضْعها في الأمانات .
*تسلّل أحد مقاتلي الساموراي الكِفاء نحو هذا الواقف كالمسمار يصرخ ويبكي كالنّساء ليعاجله بضربة سيف يطيح بها رأسه .
وهنا انتبه إليه الروبوت الذي ظلّ صامتًا لا يبدي حِراكًا نحو المعركة ، وبينما السيف نازل على مفرق رأس جاك كان الروبوت أسبق من نزول السيف فركله بقدمه ركلة قويّة فطار جسده ولم يثبت إلّا بعد أن ارتطم ارتطامًا عنيفًا بأحد جدران المصادم ، فنهض فرد الساموراي مترنحًا ثمّ تماسك ودخل في حلبة القتال مرّة أخرى كأنّ شيئًا لم يكن ، بينما لم يغادر الروبوت مكانه وظلّ واقفًا أمام جاك كحقل مجال مغناطيسيّ .
اقترب حرس المهام الصعبة الأمريكيّ من حلبة القتال المميت ، فسمعوا صوت السيوف تصطك فأسرعوا وعاينوا المعركة وانضموا فورًا إلى الحرس الأربع ليقفوا صفًا واحدًا ضد مقاتلي الساموراي .
ترامتْ جثث الحرس الأربع على الأرض وفقدوا الكثير منهم ، بينما لم يفقد ولم يُجرح واحد فقط سواء من مقاتلي الساموراي أو من حرس المهام الصعبة الأمريكيّ .
نظم الحرس الخمس الآن صفوفهم من جديد على إثر هزيمتهم الواضحة وهذا محاولة منهم لتغيير إستراتيجيّة المعركة .
أعين كلّ فريق تدور على الآخر لتحصيهم عددًا وليروا من أين يباغتوهم ، وتلاحموا من جديد لكنّ الساموراي كانوا أشدّ بأسًا وقوة لذلك سقط كل أفراد الحرس الأربع ولم يبقَ إلّا الحرس الأمريكي بكامل عدته وعتاده .
تقدّم ثلاثة من الساموراي نحو جاك الذي لم يبدِ حِراكًا فالألم قد شلّ أوصاله .
عاجلتْ البياناتُ المدوّنة على شريحة الروبوت تقدمهم وأحصتهم وحدّدت مصادرَ قوتهم ، وقد انتقلتْ البيانات لتُعالَج ويتمّ التعامل معها .
واستطاع الروبوت أن يرسل بيانات عبر شاشته توضّح مصادر قوتهم ، سجلت الآتى ..
نوع الأسلحة ..سلاح عبارة عن سيف ضوئيّ ، داخله خلايا من بلازما تتدفق من مقبض السيف حتى نهايته قادرة على قطع الفولاذ ، تنصهر البلازما بفعل بطاريّة صغيرة ذات طاقة عاليّة جدًا مثبتة في باطن السيف .
صفة المقاتلين ..يتميزون بخفّة الحركة وقوّة التسديد وطول النَفَس .
ومن هنا حدّد الروبوت إستراتيجيّة الالتحام ، فتمّ تبديل ذراعيه إلى سيفين ضوئيين ، وتمّ إرسال إشارة تحذيريّة أخرى بتجنب لمس أيّ جزء من جسده من السيوف الضوئيّة وخاصة الجزء الخاص بشريحة الإدخال وموضع بطاريّة الطاقة.
اشتبك مع الثلاثة ، فكان كالرجل الذي يملك سيفين ، وصدّ هجومهم بعد أن كاد يقتل أحدهم ، ولم تخطئ حركاته أبدًا سواء الكرّ منها أو الفرّ لأنّ البرنامج المثبت عليه آليًا .
والعجيب أنّ جاك لم ينتبه لا إلى ثلاثية الساموراي الذين تقدّموا نحوه لقتله ولا إلى الروبوت الذي أنقذه ، كلّ ما يعتريه من إدراكات هو الصراخ المتواصل .
حمى وطيس المعركة وتعالت صرخات السيوف ، وزئير وزمجرات المقاتلين ، بينما بدأ جاك يستردّ وعيه لمّا طال أمد الصراخ إذ أنّه انقضى من المعركة أكثر من ساعة وما زال الفريقان اليابانيّ والأمريكيّ في كامل لياقتهما .
*وكتيبة مقاتلة من أعتى المقاتلين الإسرائيليين على مشارف الدخول إلى الوادي الجديد ، أبطال مصارعة حرة وملاكمة وجمباز ، يدخلون سِرًا وفرادى فرادى حتى لا يلفتوا النظر إليهم ، ولأنّهم يودّون السيطرة على فهمان فقد أرسلهم يعقوب إسحاق بأسماء مستعارة ، هي أسماء لعلماء فيزياء إسرائيليين .
*بينما خرج فريق بحث كاجيتا الشيطانيّ متّجهًا إلى المصادم لتنفيذ مخططهم الشيطانيّ ، استقلّوا سيارة من أرض المطار متّجهة إلى الوادي الجديد .
*السيوفُ تصطكُ وترعدُ رعد الرعود القاصفة فتُصدر إشعاعات ووميضًا خارقًا .
ويتبادلان الركلَ بالأقدام كنوع من اتقاء ضربات السيوف فرًا ورغبة في الهجوم كرًا .
وبدأ الساموراي يفقدون بعضًا من رجالهم من شراسة مقاتلي المهام الخاصة ، وتساقطتْ الجثث من الطرفين لأوّل مرّة منذ بدْء المعركة .
وامتدّ القتال أكثر من ساعتين أخريين ، وبدا الإرهاق واضحًا على حرس المهام الخاصة .
ولقد كان الإرهاق هو السبب في تساقطهم الواحد تلو الآخر بعدها مباشرة لكن ما زال منهم الكثير يقاتل ، لكن يقاتل منهكًا .