اتحاد الكتاب يستضيف الدكتور الإعلامي هشام الدباغ

سواليف

اتحاد الكتاب يستضيف الدكتور الاعلامي هشام الدباغ

استضاف اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين الدكتور الإعلامي هشام الدباغ في ندوة تحت عنوان ( الدعوة الإلهية للتفكير ) وقد تحدث الدباغ حديثا شيقا ممتعا وكان مثارا للجدل والنقاش والحوار لما تضمنه من طرح صوفي حول الذات الإلهية ، كما وتطرق بالحديث عن عدة جوانب من الدين الإسلامي وعلاقة الفرد بخالقه ، ومما لفت نظر الحضور انه كان يقرأ بين حين وحين من بعض الأوراق رغم انه عودنا على الارتجال في محاضراته ، وفي نهاية المحاضرة سألناه عن سر الاوراق التي كان يقرأ منها فعرفنا أن مرجعيته كانت كتابات صديق عمره المفكر الإسلامي الكبير علي محمد الشرفا فوعد بنشر بعض كتابات صديقه في الصحف وشبكات التواصل الاجتماعي الأردنية كي يستفيد منها أكبر عدد من القراء .
وكان الإعلامي عامر الصمادي قد تحدث حول شخصية الدباغ فقال : يعتبر الدباغ واحدا من ابرز الإعلاميين العرب الذين تركوا بصمات واضحة في العمل الاذاعي والتلفزيوني العربي على مدى خمسة عقود خلت ، وكان له حضور لافت على الشاشات ووراء الميكرفونات بسبب نوعية البرامج التي اعدها وقدمها ، بالاضافة الى الثقافة العالية التي تميز بها وتنوع المهارات التي يتقنها والمجالات التي طرقها ، فقد جمع بين الاداء الاعلامي الراقي والثقافة العالية والاطلاع الواسع ، فكان من اوائل من تخصصوا باعداد وتقديم البرامج الثقافية والفنية ذات المستوى العالي بالاضافة الى خوضه لمجالات فنية اخرى مثل التمثيل وكتابة الروايه والشعر والتعمق الديني المتصوف ، ووصل به الأمر حد تفسير القرآن الكريم من زاوية صوفية . كما ان تنقله بين عدد من المحطات التلفزيونية والاذاعية في عدد من الدول العربية اتاح له ان ينهل من مصادر متعددة من العلم والمعرفة والاستفادة من تجارب الكثيرين ممن زاملهم او عمل معهم .
ورغم استقراره منذ ما يقرب من عشرين عاما في دولة الامارات العربية المتحدة الا انه بدأ يعود مؤخرا الى الاردن للمشاركة بالحياة الثقافية والاعلامية من خلال تقديم العديد من البرامج الاذاعية في عدد من الاذاعات الاردنية والقاء المحاضرات في عدد من المنابر الثقافية ، خاصة ما يتعلق بالتصوف والنظرة الجمالية للحياة.
ولد الدباغ في مدينة يافا عام الف وتسعمائة وثمانية وثلاثين وهو حاصل على درجة الدكتوراة في الفلسفة الاسلامية من جامعة البنجاب في باكستان وعلى درجة ماجستير في الفلسفة الإسلامية من نفس الجامعة ، كما أنه حاصل على درجة الماجستير في التاريخ من جامعة القديس يوسف في بيروت .

القس سامر عازر تحدث عن التحولات الكبيرة التي حصلت في عالمنا من التطورات السريعة والخطى الواسعة في مجال التقدم العلمي والتكنلوجي والإختراعات الحديثة ووسائل التواصل الإجتماعي، كعوامل جذبٍ أو بالأكثر التوجه نحو المادية والإلحادية وضآلة التفكير والخوف من أنَّ الفكرَ الفلسفي والفكر النقدي إنما يضعف إيمان الإنسانِ بالله ويبعدُه عن الروحانية أي عن حياة الروح وعن ضرورة العيش بمقتضى جوهر المفاهيم الدينية التي تعزز كرامة الإنسان وحريته وكرامته.

من أجل ذلك ، نحن نحتاج أنْ لا نجعلَ أحداً يختطفَ منَّا جوهرَ أدياننا السماوية التي تقوم أساساً على المحبة والسلام والمساواة والكرامة الإنسانية والعدالة “فلا فرق لعربي على أعجمي”، بقول الرسول العربي الكريم، “إلا بالتقوى”، وأعظم وصيتين في المسيحية على قول السيد المسيح، ” تحب الرب إليك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك، وتحب قريبك كنفسك”.
استخدام الدينِ وأهدافِه في الحب والتراحم والتكافل وقبول الآخر والحوار البنّاء يُهدِّدُ مجتمعاتِنا العربية وغيرها عندما نَصْنعُ من الدينِ أداةً نُطوّعها لنُسّهلَ الوصولَ إلى الأهداف الدنيئة من تحقيق مكاسب مالية باسم الدين ومن خلف ستار الدين ،أو لتحقيقِ شهوةِ السلطة والتحكم في مصائر الناس بعيداً عن الحياة الديموقراطية التي هي على عيوبها أسلمَ أنواع الحكم بين الناس ومشاركة الناس في التعبير عن رأيها ومشاركتها الفعلية في حياة مجتمعاتها الإقتصادية والسياسية.

ثم ألقى الشاعر ماجد نصيرات قصيدة من شعره الفصيح تحدث بها عن الدكتور هشام الدباغ بأسلوب إنساني راق وشفاف ، ومنها :

بأهل العلم يتزن الكلام
كأن الماء راقصه الغمامُ
ليزهر في فضاء الفكر وردا
ويلقى عبيره صبحا إمامُ
فهذا الوجد عند العقل يعلو
وهذا النور إن قلنا هشامُ
ببحة صوته ياما طربنا
ونطرب بالأثير ولا ننامُ
فنصحو من صدى الأشواق نوراً
تجلت حيث ناداها القيامُ
أديباً عالماً شيخاً تعلى
بفكر هديله طرب الحمامُ
إليه الشعر جاء اليوم فخراً
ليقرأ من قصيدتنا الكرامُ
سنكتب في هشام الشعر علماً
ويشدو من سجاياه الغرامُ
وفي رؤياه علم مستفيض
بهي الوجه يعشقه الهيامُ

وقد شهدت الندوة عدة مداخلات هامة شارك بها عدد من الحضور بآراء متعددة كانت مثارا للتفكير التنور .

هذا وقد حضر الندوة عدد من أعضاء الاتحاد وجمع من المفكرين والمثقفين والشعراء والإعلاميين ، وفي ختام الندوة قام رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين محمود رحال بتكريم الدكتور هشام الدباغ بدرع الاتحاد .
ومما يذكر أن الاتحاد مستمر بنشاطاته الثقافية المختلفة المتميزة ، فهو يمثل جانبا منيرا في مسيرتنا الوطنية الثقافية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى