من أرشيف الكاتب احمد حسن الزعبي .. إحنا بظهرك

من أرشيف الكاتب #احمد_حسن_الزعبي

مقال الثلاثاء 9-2-2016
إحنا بظهرك..
الكاتب مثل لاعب كرة القدم،يعتبر #الجمهور مكوّن مهم في جولاته ، فهو يحتاج دائماً الى #التشجيع و #الهتاف والتحفيز ،حتى يبذل ويعطي ويتألق ويسدد نحو الهدف ، بالمقابل اذا فتر #حماس المدرجات حتماً سيفتر أداء #اللاعب ، وينحصر ما يقوم به ببعض التمريرات البينية في منطقة الوسط التي لا تسمن ولا تغني من جوع …كما أن الكاتب – كما اللاعب- عليه ان يتمتع بروح رياضية وسعة صدر عالية، فمثلاً..اذا تلقى “شتائم” الخصم الجالسين في الزاوية الحكومية ، عليه الا ينحدر للمهاترات او الرد بالشتيمةّ، فأضوية الكشافات مسلّطة عليه بينما ينعم الشاتمون بعتمة المدرجات ،وبالتالي ليس بوسعه الا ان يصفق لهم ويتابع مهمته حتى لا تتأثر لياقته او ينعكس سوء مزاجه على تركيزه نحو الهدف…

من أكثر العبارات التي تحفزني وتضحكني في نفس الوقت “اكتب وإحنا بظهرك”..” #احكي_وإحنا_بظهرك”..”اسمطهم واحنا بظهرك”…فتشكرهم على الدعم المعنوي ثم تتلمّس ظهرك..
.في المنخفض الأخير كان يلف شماغاً فوق رأسه من غير عقال ، ويضع فروة قديمة على كتفيه وربطة فجل تحت الفروة الدافئة ، سرد لي قصصاً عن #الفاسدين والمناصب التي تقلدوها والى أين أوصلوا البلد..فأضفت له على الحقائق بعض الحقائق التي لا يعرفها.. فقال: “اكتب وإحنا بظهرك”…

قبل أسبوع أيضاَ خفف “رأس تريلاً” السرعة على مطب وعندما توازينا أطلق “زامور هواء” متواصل كتحية لائقة ثم فتح زجاج سيارته وقال : ” عندك اياهم” . سألته على عجل :مين همه؟…قال : هظلاك..قلت له:ابشر!! دون أعرف مين “هظلاك” ..فردّ علي : ولك “احنا بظهرك” ثم بدل الغيار الثالث وانطلق .. عندما رأيت الثنايا اللامعة من ابتسامة تذكّرته انه صديقي العزيز خلف زميلي في الصف السادس “أ” وشريكي في جدول “التكنيس” ليوم الاحد…

أول أمس في الفرّان وعلى الطابور ونحن نراقب الأرغفة وهي تنتفخ ثم تنضج ثم تسحبها يد الخبّاز على بسطة التنشيف ..وشوشني أحدهم من الخلف: اسمع أنا متقاعد من “…” بس ورحمة أبوي بس أقرأ لك كأنك بتحك لي ع جربة ..فيكون الرد: بارك الله فيك..ان شاء الله نكون عند حسن الظن..ثم أمسك ذراعي واقال: اسمع اكتب “واحنا بظهرك”…قلت له : انت بظهري ما اختلفنا “بس تلزّش كثير”…

هذه اللقاءات العابرة..هي آمال مقيمة ،تجعلك تبري #القلم من جديد ، تكتب وتسدد وتقاوم وتقاتل وتفلت من #مصيدة_التسلل و تهزّ شباك الخوف ما استطعت اليه سبيلاً .

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى