إحكي يا شهرزاد

إحكي يا شهرزاد

المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
إحكي يا #شهرزاد فكلنا #نيام ! و #الشعب بألف خير ، كل ما ينقصهم مساحات وبيوت شعر لإقامة السامر والدحية والهجيني ، الشباب من كثر ترفهم لا يرغبون حتى بالعمل ، والصبايا من كثر العز ورغد العيش يعزفن عن الزواج بالرغم مما تقدمه حكومتنا من هبات مالية تشجيعية ، والكوادر الطبية تلاحق #المواطنين في بيوتهم لإجراء #فحوصات #طبية مجانية للإطمئنان على سلامتهم، إحكي يا شهرزاد فما أكثر قوادين “قادة” التسحيج والتطبيل والتهريج والتزمير في ساحات الدبكات والرقصات .
بالنظر الى ظاهرة التسحيج والنفاق نجد أن كل الأنظمة الفاشلة ولتغطية فشلها وعجزها تلجأ الى إيجاد أدوات شعبية رخيصة الثمن وتزجهم في ميادين التطبيل والتزمير في مناسبات الدجل للتغني بإنجازات خرافية ظناً منها أنها ستؤثر على الرأي العام الجمعي للشعب، هذه الظواهر رأيناها في أكثر من دولة ديكتاتورية، هؤلاء القوادين “قادة التسحيج والتزلف والنفاق” كانوا أول من تخلى عن تلك الأنظمة عند بداية سقوطها، نفهم جيداً ان هناك “قوادين” يقودون الدبكات والتسحيج يستفيدون من التزوير والمزايا والأعطيات وهبات الفساد ! لكن أولئك الجياع المعدمين من رواد الحاويات ما الذي يدفعهم للالتحاق بركب التسحيج !
الأنظمة الفاشلة هي التي لا تجد ما تقدمه لشعبها من قراءات موضوعية وحقيقية عن إنجازات واقعية، لذلك تلجأ لهذه المسرحيات الهزلية التي تحشد لها كل الطاقات الحكومية لتجميع بضع مئات من الناس، هذه السرابيات والخرافيات لم تعد تنطلي على الغالبية العظمى من الشعب، ولو جربت هذه الأنظمة لمرة واحدة أن تسمح للشعب بأن يعبر عن رأيه بحرية تامة لصدمت بالحقيقة التي تحاول إخفاءها، ستجد الشوارع تعج بالناس مطالبين بإسقاطها وإسقاط منظومة فسادها التي تقود البلاد الى الهاوية ، هذا الواقع رأيناه في أكثر من دولة سقط نظامها ووجد رأس النظام نفسه معزولاً عن شعبه وحتى عن أقرب أزلامه الذين تخلوا عنه قبل غيرهم ليواجه مصيره وحيداً.
الأمن والاستقرار وبناء الدول والحضارات لا يتأتى بالكبت والقمع والكذب والتزييف والتسحيج وإنما بالعدالة والمصارحة والمكاشفة وإنزال أهل العلم والمعرفة والخبرة والنزاهة منازلهم، ولو عدنا للتاريخ الإسلامي نجد الازدهار والأمان والاستقرار قد تحقق في ظل عدل الحكام والأئمة الأتقياء، والكل يعرف حادثة نقل كنوز كسرى التي قطعت آلاف الأميال في الصحراء دون حراسة ووصولها المدينة دون أي نقصان “عففت فعفوا، ولو رتعت لرتعوا”، وأن تلك النهضة قد انتكست وانهارت بغيابهما، حيث احتل صدارة مجالس الأمراء والولاة الصداحون والمنافقون والمتزلفون والسحيجة من برامكة وزنادقة واعتلى منابر بيوت الله دعاة وأئمة السلاطين.
حالنا لا يبشر بالخير يا شهرزاد، في الوقت الذي تحشد فيه الدول ذوات الاقتصاد العالي كل طاقاتها وتجمد كل نفقاتها وتعد الخطط لمواجهة الأزمة العالمية للحد ما أمكن من سلبيات تأثيراتها على شعوبها نتنقل نحن من مبادرة إلى أُخرى دون أي اثر لما سبقها، نتحدث عن الاستثمار بالوقت الذي فيه فاتورة الطاقة قد تكون الأعلى عالمياً، وملف الطاقة بحد ذاته أصبح من الطلاسم ودهاليز وأوكار اللصوصية بالرغم من توفر المليارات المكعبة من الصخر الزيتي والغاز والبترول و 340 يوم مشمس! نتحدث عن مبادرات والعجز المالي يتراكم وهناك المؤسسات والدوائر الناهبة للأموال خارج المراقبة والمسائلة، نتحدث عن تعزيز الإنتاج الوطني وبذات الوقت نفرض المزيد من الضرائب والجمارك على مدخلات ومخرجات الإنتاج، نتحدث عن التعليم في الوقت الذي أصبح فيه المعلم متسولاً، نتحدث عن مبادرات ووزراء المالية يأتمرون بتغيير بنود الموازنة صبحاً ومساءاً ووزراء العمل يجهلون أرقام العمالة الوافدة وحجم البطالة ووزراء التخطيط يجهلون خارطة الاردن، نتحدث ونتحدث…الخ .
إحكي يا شهرزاد ما شئـت فلن يتحقق أي إنجاز ما لم تسترد الأموال والقصور والأراضي المنهوبة وتوضع في الخزينة وتكف أيادي الصلعان والقرعان ووكلاء السفارات الغربية ورواد السفارة الصهيونية عن مواقع الإدارة والمسؤولية! إحكي فأنت مصيبتنا وأسباب فقرنا وذلنا وهواننا وقهرنا، قصي علينا حكاية ناموا ولا تستيقضوا .. ما فاز إلا النُوّمُ! ثرثري وانهبي وبعثري وبيعي واشتري فنومنا عميق وليلنا طويل وصبحنا غير آت!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى