إحساس عكس اعكاس

إحساس عكس اعكاس
كامل النصيرات

ما الذي نخبّئه لأبنائنا ونحن الآن في الوقت الوسط..؟ أنا مواليد 72..ورثتُ من الجيل الذي سبقني أشدّ الهزائم..وكانوا يقولون لي بوضوح تام: أنت جيل النصر..ولكن لم يسمحوا لي أن أذوق طعمه ومنعوني أن أتصوّر مع هذا (النصر)..كلّ الأغاني الوطنية التي رافقت جيلي تؤكّد أننا الأقوى والمنتصرون دائماً..كل الخطابات تدحش ((النصر)) بين الفاصلة والفاصلة وأنا الراكض من لهاث إلى لهاث كلّ همّي كان أن أراه فقط ؛ هذا النصر المنتشر في كلّ مكان و الموجود في كل ذرّة هواء..!
زرعوا داخلي عدّواً مني..أحسستُ بأنني ضدّي؛ وإنني أمشي فوقي..وهذا هو الذي خرّبني ولعن (أبو اللي نفضني) وهو (الإحساس عكس اعكاس)..!! كلّما صنعواً فرحاً وجهّزتُ أركان جسدي وروحي وعقلي لاستقباله ؛ أتفاجأ بأن كميناً منصوب لي وسط الفرح ..! وأنّ كلّ محاولاتي للانسجام (مش زابطة)..ويا ويلي ويا سواد لي إن كشّرتُ في (مأتم الفرح ) هذا..!
لم أعد قادراً على ضبط حواسي..جيلي يضيع بل ضاع..جيلي لم يسمحوا له إلا بالتصفيق وحمل الأمل على ظهره والسير دون أن ينزل الأمل ليراه فقط لتأتي اللحظة الفارقة حينما سقط هذا الجيل ووقع وسقط معه الأمل أمامه ليكتشف أن الذي على ظهره لم يكن إلا (الألم) وليس (الأمل)..!
أخاف على جيل أبنائي..أخاف منهم وعليهم ..وكلّ ما أخشاه أن يكون الذي على ظهرهم قنابل تنفجر فيهم لحظة السقوط..!
أيها الإحساس؛ امشِ عكس اعكاس..هذه المرة فقط..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى