إجلال الشعراء و محبتهم للنبي صلى الله عليه و سلم

إجلال #الشعراء و محبتهم للنبي صلى الله عليه و سلم

#زيد_الطهراوي

يمدح حسان بن ثابت النبي صلى الله عليه و سلم مديح المؤمن و المحب الذي رسخ الإيمان و الحب في قلبه فيشير إلى أن الله كرم نبيه و رسوله فها هو المؤذن يذكر شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله خمس مرات في اليوم و الليلة معلنا بدخول وقت الصلوات الخمس و يذكر كذلك أن الله أجلَّ نبيه و كرمه بأن شق له أي قطع له من حروف اسمه فقال : 

وضم الإله اسم النبي إلى اسمه….. إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد

مقالات ذات صلة

وشق لــه من اسمه ليجله…….. فـذو العرش محمود وهذا محمد

  ثم يذكر صفات النبي الأخرى فيقول :

نبي أتانا بعــد يأس وفترة مــن الرسل…… والأوثانُ في الأرض تعبد

فأمسى سراجاً مستنيراً وهادياً …….. يلـوح كما لاح الصقيل المهند

و المقصود بأهل الفترة: هم كل من لم يبعث إليهم رسول، 

والمراد بها المدة التي بين عيسى ـ عليه السلام ـ ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فلم يكن بينهما نبي

قال البغوي: على فترة من الرسل ـ أي انقطاع من الرسل، واختلفوا في مدة الفترة بين عيسى ـ عليه السلام ـ ومحمد صلى الله عليه وسلم، 

ثم يذكر مناقب النبي العظيمة و انه بشير و نذير و معلم فيقول 

وأنذرنا ناراً وبشّــر جنةً ……. وعلمـــنا الإسلام فالله نحمد

ثم يتوجه إلى الله معترفاً بأنه وحده إله الخلق أي المعبود الذي لا يجوز صرف العبادة إلا له سبحانه و هو الخالق فيشهد حسان أن الله وحده المستحق للعبادة و هو بذلك يؤكد التوحيد في قلبه و سلوكه و أن حبه للنبي لن يجعله يرفع قدره إلى درجة عبادته فيقول :

وأنت إله الخلق ربي وخالقي …… بذلك ماعـمّرتُ في الناس أشهد.

و قال ابن نباتة في مدح النبي و محبته : 

تَحَزَّمَ جِبْرِيلٌ لِخِدْمَةِ وَحْيِهِ … وَأَقْبَلَ عِيسَى بِالْبِشَارَةِ يَجْهَرُ

فَمَنْ ذَا يُضَاهِيهِ وَجِبْرِيلُ خَادِمٌ …لِمَقْدَمِهِ الْعَالِي وَعِيسَى مُبَشِّرُ

و معنى تحزم للأمر : أي شمَّر له و استعد فقد نزل المَلَك جبريل عليه السلام  بالوحي من عند الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه و سلم و هو يشير هنا إلى قول الله تبارك و تعالى : 

﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ﴾[ النحل: 102]

و روح القدس هو : جبريل عليه السلام  وهو أشرف الملائكة وأقربهم إلى الله عز وجل وهو صاحب الوحي إلى الأنبياء

و قوله : و أقبل عيسى بالبشارة يجهر : أي ان عيسى عليه السلام بشر بمجيء محمد صلى الله عليه و سلم خاتم الأنبياء و المرسلين و هو يشير إلى قول الله تبارك و تعالى : 

{ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }[الصف : 6]

و في كلام متوازن دقيق يبين ابن عثيمين أن رحمة النبي ﷺ كانت مقرونة بالحكمة؛ لينٌ في موضعه، وحزم في موضعه، فلا عطاء لمن يستحق العقوبة، ولا عقوبة لمن يستحق العطاء. و يذكر بيتين للمتنبي هما :

“إذا أنت أكرمت الكريم ملكته،***وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا”

“ووضع الندى في موضع السيف بالعلا *** مضر كوضع السيف في موضع الندى”

مُنبها إلى أن المتنبي من الشعراء الحكماء و أن وصفه هذا ينطبق على النبي صلى الله عليه و سلم الذي كان رحيما و حكيما ، لَيِّنا و حازما 

أما عبد الله البردوني فقد كتب في مدح النبي و حبه و ذِكرِ محاسنه من تحقيقه للعدل و الرحمة و احترام الحقوق  و لكن البردوني حزين لأن العالم منغمس في الظلم و القسوة و الاعتداء على الحقوق و لن نرجع إلى الأمان و الطمأنينة و السلام إلا إذا طبقنا هدي النبي و سلوكه فيقول : 

يا خير من شرع الحقوق وخير من

آوى اليتيم بأشفق الإسعاد

يا من أتى بالسلم والحسنى ومن

حقن الدّما في العالم الجلّاد

أهدي إليك ومنك فكرة شاعر

درس الرجال فهام بالأمجاد

أما نازك الملائكة فإنها تكتب في حب النبي صلى الله عليه و سلم كلمات مُزينة بالخيال و العاطفة ، فيها إيقاع داخلي فيمكن أن توصف بالشعر النثري العذب فتقول : 

وجاءني طائر جميل

 وحطّ قربي وامتصّ قلبي

 صبّ على لهفتي السكينة ورش هُدبي براءة، رقّة، ليونة

 وقلت: يا طائري! يا زبرجد! 

من أين أقبلت؟ أيّ نجم أعطاك لينه 

  يا نكهة البرتقال، يا عطر ياسمينه 

وما اسمه الحلو؟ قال: أحمد 

وامتلأ الجو من أريج الإسراء ؛ طعم القرآن 

وامتد فوق إغماءة البحر ضوء من اسم أحمد

و بهذا كله يمتلئ الشعر العربي بذكر صفات النبي صلى الله عليه و سلم التي تورث المرء توقيراً و مهابة له و يمتلئ كذلك بعاطفة المحبة التي هي واجبة و لن يكمل إيمان العبد إلا بحب النبي صلى الله عليه و سلم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى