إبن عم والدي يطارد ولده برصاص مسدسين

إبن عم والدي يطارد ولده برصاص مسدسين

د. #ماجد_توهان_الزبيدي

  من المعروف عند كثيرين من أبناء القبيلة أن إبن عم والدي المعروف بلقب”أبو شرّين” من الرجال الذين يعشقون إمتلاك #السلاح الفردي،وأنه يحتفظ على جنبيه بمسدسين من نوع”باربوله14″تتسع باغة كل مسدس ل 14 رصاصة،وأنه رجل كريم مضياف ،كثيرا مايستقبل ضيفه بإطلاق باغة كاملة عن بعد أثناء ملاقاته له قبل ان يصل للبيت بمئة او مئتي متر!

 كان “أبو شرّين” رحمه الله ،إذا مادخل بيته ، سكن من بداخله من زوجة وأبناء كأنهم كرات ثلج مجمدة لا تتحرك أبداً  رهبة من الرجل،إلى درجة أن زوجته أسمته داخل البيت بينها وبين أولادها ب”بوش”! “لفى(جاء) بوش”و”غادر بوش”،”نام بوش” لا تتحرك .بوش يصلّي” وذلك تأثرا بالرئيس الأميركي بوش الأب الذي شن الحرب على الجيش العراقي عام 1991م،وتشبيها  لزوجها بذلك الرئيس القوي!

مقالات ذات صلة

 ويُحسب ل”أبي شرّين ” او، ل”بوش” أنه لا يمزح بتربية أولاده أبداً،ولا يُمرر أي خطأ متوسط أو كبير لأي منهم ،مما جعل منهم “يمشون على العجين وما يلخبطوه” كما يقول المثل الشعبي،لإعتقادهم الجازم أن الرجل إذا ماكشّر عن ناب واحد من أنيابه،أغمض عينيه وراح يضرب يمنة ويسرة دون هوادة  مهما كانت النتائج!

لكن الأمور أحياناً تخرج عن الضبط!إذ حدث وأن ولد “أبو شرّين” الأصغر  المدعو “سفيان” قد وقع في علاقة مشبوهة مع إحدى نساء القرية من قبيلة أخرى،جرت العادة في قبيلتنا منع الإرتباط التزاوجي معها مهما كانت الظروف ،إلى أن جاء من هو ثقة في القول ليخبر  الأب بسلوك ولده!

ومن حسن حظ سفيان أنه كان غائبا عن البيت لحظة علم والده بفعلته!بينما راح أبو سفيان  يتفقد مسدسيه،وتصطك أسنانه وترتجف أصابع يديه ،ويشرب القهوة العربية المرّة مع التبغ،بطريقة مٌلفتة لمن هو داخل بيته وفي المقدمة زوجته التي عرفت بالموضوع من خلال تنصتها على الحديث الذي دار بين زوجها والرجل الذي أخبره بموضوع سفيان ،مما جعلها دائمة الإرتجاف ،بعد أن أدركت  ان زوجها يتفقد مسدسيه لتفريغ باغتيهما بجسد وليدها ،فراحت المسكينة تترقب درب سفيان وتفكر بالطريقة التي تخبره بها بعدم دخول البيت دون أن يراها  السيد “بوش”!

بان سفيان لأمه من مسافة مئة متر او يقل قليلا قادما للبيت ،فراحت المسكينة تؤشر له بيديها أن أُهرب ولا تدخل البيت،إلى أن أدرك سفيان الأمر،فقفل راجعا مع الإلتفات للخلف بين لحظة وأخرى ،إلى أن لمح “بوش”حركات زوجته لوليدها، ثم لمح سفيان قافلاً،فأنقض ببذلة “الفوتيك” العسكرية خلفه ،مُطلقا النار بيديه من مُسدسيه،ثم اطلق هو الآخر سفيان سيقانه للريح بحركة مُتعرجة، لتفادي الرصاص،الذي تارة يُصيب لوحة إعلانية أو “قارمة” تشخيصية، في مشهد كمشاهد أفلام الإجرام في “شيكاغو”

 أو “تكساس” أو عصابات المافيا الإيطالية!

إستمرت مُطاردة “بوش”ل”سفيان” حوالي كيلومتر إلى أن خلصت رصاصات المسدسين أل 28!وغاب الولد عن بيته شهرين من الزمن دون أن يعلم أحد أين هو ،ودون أن يجرؤ أحد، من أهله بالسؤال عنه،في حضرة “بوش”!وقضت زوجة “بوش”يومين”في غرفة بناتها دون ان تجرؤ على الخروج!

بعد شهرين من عذابات سفيان،تنبه إلى أن الرجل الوحيد في القبيلة الذي يمون على والده “بوش” هو  شيخ القبيلة وكريمها “أبو نسر”،فقصده شاكياً باكياً وهو يروي له المطاردة بالرصاص الحي من والده بهدف القتل المباشر،وسط إستغراب شديد من الشيخ !

لم يجرؤ سفيان أن يُرافق الشيخ “أبو نسر” للتوسط له عند والده،فحضر الشيخ وحده الذي لاقى ترحيباً عظيماً من “أبو شرّين” أو “بوش الأب” الذي فوجىء بطلب العفو عن ولده،لكنه ـ بعد أن شرح للشيخ أن غضبه على سفيان يعود أولاً وأخيراً كون فعلته جريمة دينيا ًوأخلاقياً ـ وافق مُشترطا على الشيخ أن يبقى  عنده كشاهد على عقد قران سفيان على “خولة”إبنة إبن عمه الليلة!

لم يكن سفيان في وضع يسمح له بالإعتراض تلميحاً على رأي والده،وهو اصلا يُعامل خولة كما يٌعامل شقيقته ،ولم يدر بخلده لأي لحظة أنه قد يرتبط بها!ولم تًثر مشاعره تجاهها ولو لمرة واحدة!لكنه تذكر تشرده طيلة شهرين ،وقبلها مطاردته بالرصاص الحي فوافق كما يوافق الأسير لطلبات آسريه المسلحين!

تفاجأ والد خولة بزيارة ولد عم والده “بوش” أو “ابو شرّين” وتفاجا من طلبه ،لكنه كقريبه “سفيان” لا يملكان رفاهية النقاش أو إبداء طلب مناقشة الأمر من أساسه،لأنهما يعرفان الثمن الفوري!ولا تملك العروس تلك الرفاهية أيضا! فالجميع في حضرة السيد “بوش” نقطة اول السطر!

جملة واحدة قالها والد خولة :”ياعمي الدنيا ليل ،خليها لبكره صباحا” ليرد عليه العم فوراً:”سفيان :قم بلمح البصر روح جيب الشيخ المأذون من بيته حالاً ،وإلّا رحت أنا بالفوتيك(لباس عسكري) أجيبه”! وهكذا كان!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى