إبليس قرب يتوب / علي الشريف

إبليس قرب يتوب
لا اعرف السر الذي يدفعني للتعاطف مع رئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز… رغم أني منذ ستة سنوات على الأقل كنت أتمنى أن تنشق الأرض وتبتلع الحكومة بمن فيها.
ربما يكون مرد ذلك إلى شعوري بصدق هذا الرجل ورغبته بالعمل لكن الظروف باتت اقوي منه والانفتاح الفضائي عبر وسائل التواصل الاجتماعي بات اقوي من الظروف وحديث الشارع واتهامه لكل شيء بات هو المسيطر على المشهد كاملا.
ربما زاد تعاطفي مع رئيس الحكومة وانأ أرى ردة الفعل الشعبية على جولات الوزراء والطريقة التي بات يتعامل بها الوزراء فقديما كنا نستقبلهم بالسجاد الأحمر واليوم لا فرق لو استقبلناهم بالطوب الأحمر ..او الصوان الأسود وبسيل من الشتائم والألفاظ القبيحة التي أصبحت تجعل من صاحبها بطلا قوميا ..
ربما يعتبر البعض ان سلوكنا الشعبي هذا جاء نتاج قانون الضريبة الجدلي واعتراض الشعب عليه ..مع العلم ان أكثر من نصف الشعب لم يقرا القانون وهذا الاعتقاد خاطئ حتى النخاع ألشوكي (اعتقاد قانون الضريبة)
السلوك العدواني الشعبي تجاه الحكومة هو نتاج سلسلة طويلة من القمع الاقتصادي والذي ابتدأ من أيام حكومة النسور وامتد بشكل أكثر شراسة أيام حكومة الملقي ليأتي الرزاز متحملا كل هذه التبعيات فهل كان يحسب الأمور بشكل صحيح أم انه أخطا الحساب.
ربما كان الرزاز أكثر رؤساء الحكومات شعبية حين تسلم مقاليد الحكم نتيجة دماثة خلقه وحواره واتزانه .وتواصله المباشر مع الناس لكن شعبيته بدأت تخبوا رويدا حتى صرنا نسمع المطالبة برحيل حكومته .
الدكتور أخطا الحساب كثيرا فعند التشكيل أعاد نصف الحكومة المقالة شعبيا … ثم زاد الطين بله بان رفع أسعار الكهرباء ورفع أسعار المحروقات ثم وصلت الأمور حدها في قانون الضريبة وكأنك يا أبو زيد ما غزيت.
لم يحسن الوزراء التعامل مع المتغيرات الشعبية …ولم يحسن الوزراء كيفية الترويج لقانون الضريبة ..فكيف مثلا يقتنع الشعب من وزير البلديات وهو أكثر وزراء الأردن جدلا وتازيما شعبيا .
وكيف بشعب يقنع من وزير كان باعتصام الرابع يطالب بتغيير القانون ومن ثم يبدأ يروج له..وكيف يقنع بوزير كان عاموده الصحفي يتحدث عن قانون الضريبة بشكل سلبي وحين أصبح وزيرا أصبح يدافع عنه.
كان الأجدى أن يتحمل مسالة الترويج نائب رئيس الوزراء وهو رجل اقتصادي مالي ويتحدث بالأرقام المالية على إن يتكلم بمهنية إضافة إلى وزير المالية على أن يتم تغطيتهما بإعلام متماسك غير مهزوز .
وكان من المفترض ان لا يدخل الوزراء عناء الجولات الشعبية فالشعب فوض النواب وعليه ان يتحمل نتاج اختياره إنما كان من المغترض ان يكون الحوار اقتصاديا بحتا من مطلق الرأي والرأي الأخر…
كل هذه الأسباب تكاد تسقط الحكومة ..وربما أسقطتها شعبيا ..فالنزول للشارع يعني تفقد أحوال الناس والسماع لمطالبهم وليس لإقناعهم بقانون جدلي مرفوض كليا والأغلب لا يعلم لماذا يرفض.
قلنا في مقال سابق ان الرزاز كان عليه ان يمهد الطريق للقانون إن أراد تمريره .. بإشعار الناس بمتغيرات اقتصادية مثل تخفيض الأسعار على المحروقات والكهرباء لأنها باتت تسبب قلقا كبيرا للناس والناس غير مفتنعين لا من قريب ولا من بعيد لا بفرق الوقود ولا بأسعار الكهرباء والمحروقات..
والأمر والانكى من ذلك ان الناس باتوا اقرب إلى تصديق كل شخص يطلق إشاعة او يفند قانونا أو يستعرض لو كان أبكما واصما .وأعمى بل يمكن ان يؤمنوا به أكثر من أيمانهم بالحكومة ولو تعلقت بأستار الكعبة مما يعني ان فقدان الثقة بالحكومات السابقة وضع سدا كبيرا بين أي حكومة وبين الشعب.
صراحة أنا متعاطف مع دولة الرزاز كثيرا ولكن ومع زيادة الحديث عن الضريبة وقانونها صارت تعلوا أصوات تتحدث عن رفع أسعار المحروقات والكهرباء .
وان تم هذا الأمر فاعتقد إننا سنذهب هذه المرة وبشكل جدي إلى المجهول الذي لا نعرف إلى أين يوصلنا ..فيا أيها الريس ..دقه على الحافر ودقه على المسمار …لا تقترب من هذه الأشياء إلا بالتخفيض فالوضع مأزوم
يا رجل اقسم بالله إبليس ما قدر على اختراع فرق الوقود او تسعيرة المحروقات …وقرب يتوب بس شافها .كيف طلعت مع اللي اخترعها….نفسي افهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى