أُشفق على عمّان …
محمد طمّليه
أنا من مواليد #الكرك ، ولكنّي عشتُ في #العاصمة ، عشتُ فيها قبل أن تتفسخ إلى قسمين ، غربي وشرقي .. وقبل أن تضعَ السواعدُ الرسمية حجر الأساس ل ” الساحة الهاشمية ” وقبل أن يهدموا سينما البتراء التي أمضيتُ فيها رَدَحًا من اليفوع ، وقبل القتلة الذين جدلوا حبلًا من #الإسفلت حول عنق الطفلة ..
عشتُ فيها قبل الكهرباء ، وقبل أن يستورد رأس المال الخبيث ” حنفيات الماء ” وقبل المجاري ومحطات التنقية وقبل أن يحدث الانشقاق في صفوف الدجاج : تيار لاحم وتيار بياض .
عمّان التي أعرفها لا تشبه المدينة التي أعيش فيها الآن .. لم يكن مهندسو المعمار قد تخرجوا بعد ، ولم يكن الطابون مستفحلًا إلى هذا الحد .. ولم يكن البرجوازيون قد اكتشفوا أن الفقراء أغبياء للغاية .
عمّان التي أعرفها لا تشبه #المدينة التي يتغزل بها مطربو المرحلة : المطربون الذين اتخمونا في الآونة الأخيرة بأغنيات تافهة قيل أنها #وطنية..