أين كنتم؟

أين كنتم؟
مصطفى وهبي التل

خلال أيام معدودة، تم تنظيف شوارع الأردن من (الزعران).
(هيك) وكأنه سحر.
تحية وإجلال لكل الجهات الأمنية التي اشتركت في عمليات التنظيف هذه. محبتنا وقلوبنا مع كل فرد منهم وخاصة الذين تعرضوا للاصابات اثناء هذه العمليات الأمنية.
شكرنا وتقديرنا للقيادات الأمنية وللمسؤولين كباراً وصغاراً.
تحية وامتنان للإعلام الرسمي وشبه الرسمي لمتابعتهم وتغطيتهم لهذه العملية الفريدة.
لكن، بعد إذنكم، اسمحوا لي أن أسأل السؤال التالي:
أين كنتم؟
إلى كتاب الأعمدة و(السحيجة) الذين (طبلوا وزمروا) للعملية الأمنية …. أين كنتم؟
إلى أعضاء مجلس (النيام)، ولا أقصد طبعا المتورطين مع (الزعران) وإنما البقية ….. أين كنتم؟
دماء صالح وغيره من ضحايا الانفلات الأمني عليكم.
أنتم، ولا أحد غيركم، من ارتكب الجريمة.
لسنوات كتبت، وكتب غيري، عن الوضع الأمني في الأردن وعن الفوضى و(الانفلات) في الشارع الأردني.
لسنوات كتبت، وكتب غيري، أن الوضع متأزم وسنصل لمرحلة صعبة إذا استمر الوضع عما هو عليه.
في الغالب، تم تجاهلنا تجاهلاً تاماً. وكأننا نكتب عن (تورا بورا).
وفي الحالات القليلة التي لم يتم تجاهلنا، توزعت الردود من تهامنا بالسلبية وعدم الوطنية والانتماء لجهات خارجية إلى المبالغة.
يا (ريت) كنا نبالغ!
الأيام القليلة الماضية أثبتت أننا كشفنا الظاهر من الجبل الجليدي فقط.
(طلع) المخفي أعظم بكثير:
تورط لأعلى المستويات مع (الزعران) وتعاون ورعاية لهم من قبل جهات حكومية وأمنية ونواب.
هذه ليست فضيحة. هذا زلزال.
وهذا هو أول اختبار حقيقي لدولة بشر الخصاونة.
هل ينضم دولته لحفنة قليلة من رؤساء الحكومات الأردنية الذين يتذكرهم الأردنييون بالخير وبالاحترام، أم ينضم إلى الغالبية التي تقبلت دور (الكومبارس)؟
هل يكشف دولته المتورطين من المسؤولين والنواب والقيادات الأمنية في إيصال الشارع الأردني إلى هذه الحالة من الانفلات الأمني ويقدمهم للمحاكم، أم سيتم (تكنيس) الموضوع تحت السجادة بانتظار انتهاء الزوبعة وعودة الأمور إلى ما كانت عليه؟
هل سيسجل التاريخ أن بشر الخصاونة أعاد الهيبة للدولة الأردنية وجعل شعار (الأمن والأمان) حقيقة ملموسة أم سيسجل التاريخ: بشر الخصاونة 10/2020 – MM/YYYY وصفر تحت بند الانجازات؟
دولة بشر الخصاونة، الفرصة التاريخية أمامك لتثبت أنك دولة رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية ولست فقط سكرتيراً تنفيذياً لادارة شؤون المزرعة.
أتمنى أن لا تخيب آمال شعبنا كما فعل غيرك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى