أين المعارضة؟ / عمر عياصرة

أين المعارضة؟

السؤال الاقتصادي القاسي الذي يعيشه الاردن، ثم قرارات الحكومة الجبائية التي وصل عمقها المساس بالخبز، كل ذلك يطرح سؤالا سياسيا عميقا عن المعارضة، اين هي، لماذا تلوذ بالصمت، هل جرفت من حياتنا، ام انها تتعقل بانتهازية الرغبة بالبقاء.؟
ما أملك جوابا دقيقا، لكن ما أراه في بلدنا، ان السلطة تلعب وحدها في ميدان السياسة والاجتماع والاقتصاد، اجهزت على الجميع، احزاب ونقابات وحراكات وشخصيات وطنية.
وصف الواقع الذي ذكرته، غير صحي، لكنه حقيقي، لم نكن هكذا منذ تأسيس الامارة، مرورا باستقلال المملكة، وحتى في اصعب المنعطفات كانت المعارضة تدلي بدلوها وتؤثر في مسير الاحداث.
المؤسف الاعمق، ان السيستم ايضا يعيش في داخله حالة من فقدان التنوع اللوني، فهناك مسطرة قاسية تفرض لونها وشكلها دون اعتبار للآخرين الصامتين حفاظا على استمرارهم الشكلي.
هذه العجالة من المقالة، ليست بصدد البحث عن اسباب الغياب الفاضح للمعارضة العامة في البلد، او للمعارضة النسبية داخل السيستم، بقدر انها ترى في الظاهرة مآلات خطيرة سيكون اثرها غير عقلاني.
هناك تكسير ممنهج للسياسة في بلدنا، لا يناقش فيها الا مكابر، فهناك فارق كبير وبون شاسع بين اتخاذ موقف «انطوائي» بسبب ظروف البلد والاقليم، وبين العجز الواضح من اتخاذ اي موقف.
الشعوب تزحف على بطونها، مقولة صحيحة نسبيا، فلن يطول احتمال الناس لسياسات الجباية الفجة اللئيمة، لكن الزحف على البطون من خلال هيئات عاقلة (معارضة) يختلف عن زحف مجنون لا رأس له ولا عقل.
بالتجربة والتتبع والاستقراء ثبت ان الدولة الرشيدة، تصنع معارضتها ان لم تكن موجودة، فالمعارضة عند العقلاء مصدر أمان، يغيب اليوم عن بلدنا بصورة اقرب الى الضعف والتواطؤ الضمني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى